مجلس الأمن الدولي (أرشيف)
مجلس الأمن الدولي (أرشيف)
الأربعاء 8 يوليو 2020 / 09:36

فيتو روسي صيني في مجلس الأمن ضد إرسال مساعدات إلى سوريا عبر الحدود مع تركيا

استخدمت روسيا والصين أمس الثلاثاء حق الفيتو في مجلس الأمن الدولي ضدّ مشروع قرار ينص على تمديد آلية إيصال المساعدات عبر الحدود إلى سوريا لمدة عام واحد عبر نقطتَي دخول حدوديتَين، حسب دبلوماسيين.

وخضع مشروع القرار الذي قدمته ألمانيا وبلجيكا، العضوان غير الدائمين في المجلس، لتصويتٍ خطي.

وطالبت روسيا بتمديد آلية المساعدات لمدّة 6 أشهر فقط، وبإيصالها عبر نقطة حدودية واحدة حصراً، في مقابل نقطتَين حالياً، وفق ما أوضح دبلوماسيون.

أمّا الأعضاء الـ13 الآخرون في المجلس، فصوتوا لصالح النصّ الألماني البلجيكي، حسب المصادر نفسها.

وسارعت روسيا بعد صدور نتيجة التصويت، إلى اقتراح نصها الخاصّ الذي يتضمّن تمديداً لآليّة المساعدات الأممية إلى سوريا لـ6 أشهر وعبرَ معبرٍ واحد على الحدود مع تركيا، وفق ما قال دبلوماسي لوكالة فرانس برس.

وستُحسم مساء اليوم الأربعاء نتيجة التصويت على النص الروسي المقترح.

وطالب مشروع القرار الذي قدمته ألمانيا وبلجيكا، المكلفتان بالشق الإنساني في الملف السوري في الأمم المتحدة، بتمديدٍ لمدة عام واحد، حتى 10 يوليو (تموز) 2021، لآلية إدخال المساعدات إلى سوريا، والتي ينتهي مفعولها الجمعة.

كما نص مشروع القرار على إبقاء نقطتي الدخول الحاليتين على الحدود التركية السورية في باب السلامة وباب الهوا.

وقال دبلوماسيون لفرانس برس الأسبوع الماضي إن "موسكو طلبت في المفاوضات تمديد الآلية لمدة ستة أشهر وإلغاء نقطة باب السلامة، وهي أقل استخداماً من نقطة باب الهوا".

وتتيح النقطة الأخيرة إيصال مساعدات إنسانية لما بين 3 و4 ملايين شخص يعيشون في منطقة إدلب الخارجة عن سيطرة النظام السوري.

وهذا هو الفيتو الخامس عشر الذي تستخدمه موسكو في الأمم المتحدة منذ اندلاع النزاع في سوريا في 2011.

إضافة إلى الدول الغربية التي تدعو إلى تمديد التفويض وحتى إلى تعزيزه في وقت وصل وباء كورونا إلى سوريا، طلبت الأمم المتحدة أيضاً وبشكل واضح إبقاء الآلية لمدة عام مع ما لا يقل عن نقطتي دخول على الحدود التركية لتقديم المساعدة لسكان شمال غرب سوريا حيث محافظة إدلب.

وفي يناير (كانون الثاني) الماضي، خفضت موسكو، الداعم الأول لسوريا، عدد نقاط الدخول إلى البلاد من أربع الى اثنتين، كما خفضت مدّة التفويض وجعلته 6 أشهر بدلاً من عام كما كان معمولا به في السابق.

وتقول روسيا والصين إن التصريح بإيصال المساعدة عبر الحدود يخرق السيادة السورية، وإن المساعدات يمكن أن تمر عبر السلطات السورية عندما تبسط كامل سيطرتها على البلاد.

وكانت الدولتان استخدمتا الفيتو في أواخر ديسمبر (كانون الأول) ضد مشروع قرار ألماني بلجيكي نص على ثلاث نقاط دخول حدودية لمدة عام.

وفاجأ استخدام بكين للفيتو دبلوماسيين، وتحدث بعضهم عن سابقة ضد نصّ طابعه إنساني.

ويقرّ الغربيون بأن اجازة ادخال المساعدات عبر الحدود انتهاك لسيادة سوريا على أراضيها. لكنهم يعتبرون أنه لا بديلاً ذا مصداقية لهذه الآلية لأنها ضرورية للملايين، مسلطين الضوء على العقبات المختلفة أمام إيصال المساعدات عندما تمرّ عبر دمشق.

وفي تقرير صدر في أواخر يونيو (حزيران) الماضي، طلب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش تمديداً لمدة عام للتفويض، وإبقاء نقطتي الدخول الحاليتين على الحدود التركية.

وأشار غوتيريش في التقرير إلى أن 4774 شاحنة استَخدمت نقطة باب السلامة منذ 2014 فيما استخدمت 28574 شاحنة نقطة باب الهوا.

وقال السفير الألماني لدى الأمم المتحدة كريستوف هويسغن صباح الثلاثاء: "نأمل التوصل إلى توافق" ومشروع النصّ الألماني البلجيكي "يتناسب مع حاجة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية".