شبان فلسطينيون مع كلابهم في غزة (أ ف ب)
شبان فلسطينيون مع كلابهم في غزة (أ ف ب)
الخميس 9 يوليو 2020 / 13:47

شرطة حماس تمنع الكلاب في الأماكن العامة بغزة

اعتاد الشاب الفلسطيني أسامة الدحدوح اصطحاب كلبه في كل صباح في نزهة على رصيف كورنيش بحر مدينة غزة، لكن قراراً لشرطة حماس بمنع الكلاب في الأماكن العامة، أجبره على الاكتفاء بالمشي مع حيوانه على سطح المنزل.

يجهز أسامة، مع شروق شمس كل صباح كلبه ويقدم الفطور قبل أن يصعد به إلى سطح منزله المكون من ثلاث طبقات، ويمشي معه حوالي ربع ساعة ثم يعيده إلى بيته الخشبي تحت شجرة زيتون داخل سور المنزل.

وتقول شرطة حماس إنها أصدرت قرار المنع بعد شكاوى كثيرة من مواطنين أزعجتهم الكلاب التي تتجول مع أصحابها.

وقررت الشرطة منع اصطحاب الكلاب إلى الأماكن العامة والشواطئ في القطاع، مشددة على أنها غير صحية وغير آمنة.

وقال المتحدث باسم الشرطة العقيد أيمن البطنيجي في بيان: "لن يسمح للمُخالفين بتعكير صفو المصطافين على شاطئ البحر، وفي الأماكن العامة، ستصادر الكلاب، وستحال لجهات الاختصاص".

ولا يؤثر هذا القرار سلباً على الدحدوح وحده، بل على المئات من هواة تربية الكلاب في القطاع.

واشترى أسامة كلبه "ستيف" وعمره شهران، بمئتي دولار، وهو من فصيلة "جيرمان شيبرد".

يقول الدحدوح إنه يهوى تربية الكلاب واللعب معها "كنت آخذ الكلب يومياً في الصباح أو المساء إلى الكورنيش لأتمشى معه وليسبح في البحر".

لكنه يضيف "بعد قرار المنع بت لا أستطيع المشي معه إلا على سطح المنزل لأن الجيران يتذمرون" من الكلب، معتبراً القرار "متعباً وسيئاً".

ويوضح أن "منع مشي الكلب يؤثر سلباً على صحته فيصبح سيء المزاج ويمكن أن يهاجم الناس".

ويوفر الدحدوح بعض المال من مصروفه الشخصي لشراء قطع الدجاج، أو السمك لإطعام كلبه، كما يصطحبه كل أسبوعين إلى الطبيب البيطري، في عيادته القريبة من نزل العائلة.

أنشأ المدرب السابق في شرطة السلطة الفلسطينية سعيد العر، مع بعض الهواة جمعية لحماية الكلاب الضالة في غزة، على مساحة أربعة دونمات.

وتعنى هذه الجمعية حسب العر، بتقديم الاستشارات المجانية لمربي الكلاب المنزلية.

ويقول العر: "تنتشر في غزة ثقافة تربية الكلاب والقطط وتبنيها. في غزة اليوم المئات من مربي الكلاب المنزلية".

وفي السنوات الأخيرة، بدأ الكثير من الشباب يتفاخرون باقتناء الكلاب من الأنواع النادرة.

واشترى محمود فطوم، كلبه بـ 900 دولار. ويحاول محمود إقناع جيرانه بتقبل فكرة اصطحاب كلبه في الشارع المقابل لمنزله، ويقول: "لابد أن يعتاد الكلب على مشاهدة الناس".

وكان يصطحب مع ثلاثة من أصدقائه كلابهم كل يوم جمعة إلى شاطئ البحر للعب والسباحة ثم يعود لبيته.

أما الآن ومع قرار المنع "أصبحنا نتمشى في الشارع بجانب البيت وهذا مزعج للأطفال، ويتسبب في متاعب كثيرة مع الجيران".

ويقول مربي الكلاب المهندس الزراعي محمد أبو الخير، إن العديد من فصائل الكلاب مثل جيرمان شيبرد، ودوبرمان، ووولف، وبيتبول، موجودة في غزة، بفضل انتشار ثقافة تربية الكلاب.

ويضيف "تدخل بشكل رسمي عبر معبر كرم أبو سالم التجاري أو تُهرب من مصر إلى القطاع".