لبنانية من عائلة أبو ناضر تحت لافتة تحية رئيس الدومينيكان في بسكتنا اللبنانية (أرشيف)
لبنانية من عائلة أبو ناضر تحت لافتة تحية رئيس الدومينيكان في بسكتنا اللبنانية (أرشيف)
الأربعاء 15 يوليو 2020 / 19:08

قرية لبنانية تحتفي بابنها رئيس الدومينيكان

عند مدخل مدينة باسكنتا تظهر لافتة كبيرة مكتوب عليها لويس أبو ناضر يرحب بالزائرين، إنها ليست قرية دومينيكانية، بل قرية لبنانية يسكنها 15 ألف نسمة على بعد أقل من ساعة من العاصمة بيروت، يشعر فيها الجميع بالفخر لانتخاب أحد سكانها، رئيساً لجمهورية الدومينيكان.

ويجلس بطرس بن ناضر في شرفة منزله، بينما يتذكر الرجل 89 عاماً، وهو طيار متقاعد في الطيران التجاري، الروايات التي كانت يقصها عليه والده، ويروي "جدي كان معتاداً على الاختباء في كهف صغير في الجبل، عندما جاء العثمانيون للبحث عنه".

وكان جده، وجد أبو ناضر شقيقين وعاشا في بسكنتا اللحظات بعد الحرب العالمية الأولى، وبعد قدوم العثمانيين، قرر الكثيرون تجهيز الأمتعة والبحث عن آفاق جديدة.

ورحل البعض بينما ظل آخرون في البلد العربي، حيث تقيم أسرة أبو ناضر في بسكنتا والتي تابعت بعناية واحتفلت بانتخاب أحدهم رئيساً لدومينيكان في 5 يونيو (حزيران) الجاري.

وقال المسن: "استُقبل النبأ بسعادة شديدة في الأسرة، لكن بقليل من الحزن لانهم لم يتمكنوا من إيجاد أقاربهم الذين غادروا البلاد خلال الحرب العالمية الأولى، قرر البعض الهجرة حينها بينما ظل آخرون".

وتتقصى أمل أبو ناضر في كتاب لتاريخ الأسرة أعطاها إياها والدها، لكشف علاقة الأسرة بالرئيس أبو ناضر، وقالت السيدة البالغة من العمر 68 عاماً: "والدي لم يكن يعرف أي شيئ عن عمه والد الرئيس لويس، وكان ينتظر في تلك الأيام خطابات لمعرفة وضع الأسرة، لكن لم يستقبل أنباء عنهم".

وذكرت "أشعر بفخر شديد لأن رئيس الدومينيكان أحد أبناء باسكنتا، إنه مصدر للفخر والسعادة".

وزار الرئيس المنتخب القرية في 2017 عندما استغل زيارة عمل، لكنه لم يلتق بالكثيرين من أقاربه، بسبب ضيق الوقت، أو لأن الكثير منهم كانوا خارج البلاد، وفقاً لبطرس.

وقال المسؤول في مجلس بلدية باسكنتا أمين أبو هدير: "عندما جاء في 2017 إلى لبنان، أراد رؤية القرية التي ولد فيها أجداده، ومعرفة المكان، نشعر بالفخر لأنه في مسقط رأسه".

وقال الرجل البالغ من العمر 65 عاماً: "نشعر بفخر شديد في بسكنتا وليست المرة الأولى التي يتولى فيها مواطنون من القرية مراكزاً هامة للغاية في دول أمريكا اللاتينية، خاصة البرازيل".

ويعد النبأ أحد الأنباء الجديدة القليلة التي استقبلوها في هذه القرية التي تعاني من أزمة شديدة على غرار الأزمة التي تشهدها لبنان، أين تتكرر الاحتجاجات، ومطالبات المواطنين بتغيير النظام، وقال "مع هذا النبأ الجيد حل شعاع نور على قلوب العديد منا هنا".

وفي شرفة منزله في إحدى المناطق الوعرة في لبنان، أعرب أبو هدير، عن حزنه وخيبة أمله في الوضع السياسي، واستغل المقارنات السياسية لإبراز الفرص الموجودة في الأماكن الأخرى لأبناء البلاد.

وقال: "ليس هناك ولاء لطوائف أو تكتلات سياسية، توجد عقبات أمام اللبنانيين في لبنان، مع استشراء الفساد، أمل أن يكون إصلاح البلاد أمراً جيداً"، ويشتاق بطرس لتوجيه دعوة لزيارة لويس أبو ناضر مجدداً في باسكنتا للتعرف على أقاربه.

وقبل مغادرة القرية توجد لافتة مماثلة للموضوعة عند مدخل القرية مكتوب عليها "باسكنتا تفتخر وتعتز بانتخاب ابنها لويس أبو ناضر رئيساً لجمهورية الدومينيكان".