(أرشيف)
(أرشيف)
الجمعة 31 يوليو 2020 / 09:54

صحف عربية: المجتمع الدولي يكشف المؤامرة الحقيقية على لبنان

سلطت تقارير صحافية الضوء على الانتقادات اللاذعة من الأوساط السياسية اللبنانية لأخطاء رئيس الوزراء اللبناني حسان دياب، والتي قالت إنها قد تعجّل بتغيير حكومته.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الجمعة، كشف المجتمع الدولي المؤامرة الحقيقية على لبنان، في وقت يمر به البلد بأزمة خانقة اقتصادياً وصحياً واجتماعياً.

المؤامرة الحقيقية
وفي التفاصيل، أشارت صحيفة الراي الكويتية في تقرير مفصل، إلى أن المجتمع الدولي بدأ يكشف المؤامرة الحقيقية التي يلعبها حزب الله وقادته في إيران على لبنان.

وقال التقرير "لم يفاجئ تأنيب المنسق الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش للسلطة في لبنان الوسطَ السياسي والدبلوماسي في بيروت هو الذي أصبحتْ إطلالاته الحادة على المشهد اللبناني بمثابة البوصلةلكيفية مقاربة الخارج المأزق الكبير الذي حشرتْ بيروت نفسها فيه، عبر سلوكٍ تصرّ معه على السير في اتجاه طريقٍ مسدود لعجْزها عن اعتماد طريق النجاة الوحيد، التقني - السياسي، في ضوء استرهان قرارها الاستراتيجي لحزب الله ومشروعه الإقليمي".

واعتبرت الأوساط أن "كوبيتش بحديثه عن المؤامرة الحقيقية غمز بوضوح من قناة محاولاتِ السلطة تصوير ما يعانيه لبنان على أنه من فِعل الآخَرين، وذلك من باب الهروب إلى الأمام المتمادي من عدم الرغبة ولا القدرة على السير بإصلاحات تُعتبر أيضاً المفتاح لبلوغ تفاهُم على برنامج إنقاذ مع صندوق النقد الدولي ما يزال رهينةَ خلافاتِ أهل البيت اللبناني وعدم توافقهم حتى الآن على رقم موحّد للخسائر المالية، وهو ما أدى إلى خسارة وقت ذهبي ودخول المفاوضات في جمودٍ سيتعزّز في شهر العطلة السنوية على وقع تفاقُم مَظاهر السقوط المالي وتداعياته الاقتصادية والمعيشية على مختلف وجوه حياة اللبنانيين الذين صاروا أسْرى العتمة ونقص البنزين والمازوت ووقوف المستشفيات الخاصة على مشارف الانهيار ودخول البلاد مدار التضخم المفرط".

التلاعب بأمن لبنان
من جهته، قال الكاتب والمحلل رضوان السيد في مقال بصحيفة الشرق الأوسط، إنه "بعد أيام سيبدأ مجلس الأمن بمناقشة التجديد للقوات الدولية في الجنوب، وهي تكلف العالم ملياراً و200 مليون دولار في العام (منذ العام 2006)، تدفع الولايات المتحدة وحدها الثلث، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب رغم حرصه على أمن إسرائيل، لا يرى مبرراً للاستمرار، ما دامت السلطة اللبنانية العظيمة لا تبذل أي جهد لتطبيق القرار الدولي، بل هي لا تجرؤ على تأييد القرارات الدولية حتى لا يزعل حزب الله، وبلغ من ذكاء رئيس الحكومة اللبنانية الحالي أن صرّح زاعماً بأن التحركات الإسرائيلية تريد الإرغام على تغيير مندرحات القرار الدولي، ولبنان لا يقبل ذلك. بينما تشير تقارير القوات الدولية إلى أن سلاح الحزب غير الشرعي صار يحيط مراكزهم من كل جانب، وهو يهدد القوات الدولية أكثر مما يهدد إسرائيل، إذ كأنه يحتمي بمواقعهم من جهة، ويهدّد العدو بأن الصواريخ الدقيقة قد اكتمل تركيبها".

وتابع "إيران من خلال الحزب والزعيم تتصرف بالحرب والسلم في لبنان. بل إن الحزب يتلاعب دائماً بأمن لبنان وسلامه وسلامة مواطنيه. ورغم ذلك فهو يتلقى استحساناً إذا أطلق النار، واستحساناً إذا لم يطلق النار، باعتباره "أربك العدو". والذي أظنه أن الحزب عاد لقصة إسرائيل وقتالها، بعد أن كان يقول إن القتال بسوريا واليمن أهم بكثير، لأن المحكمة الدولية الخاصة التي تشكلت عام 2008 للتحقيق في مقتل الرئيس رفيق الحريري ستعلن عن قرارها في 7 أغسطس (آب)، أي بعد أسبوع. وفيه أنّ قتلة الحريري بتاريخ 14 فبراير (شباط) 2005 هم 4 من حزب الله. الميليشيا المسلحة، والمافيا السياسية، يضربان معاً الشرعية اللبنانية بقسوة. لقد تصدع نظام الدولة، وعيش المواطنين، وقد يكون الآتي أعظم، وسط العزلة القاتلة التي أدخلت الميليشيا والمافيا لبنان فيها".

إقالة حكومة دياب
من جانبها، ذكرت أوساط سياسية لبنانية لصحيفة العرب، أن "هناك إدراكاً متزايداً بضرورة تغيير هذه الحكومة التي لم تحقق أياً من الأهداف التي وضعتها لنفسها، وفي مقدمتها إنقاذ لبنان من الأزمة الاقتصادية والمالية التي يتخبط فيها ومحاربة الفساد، بل وتحولت هذه الحكومة إلى عنصر تأزيم إضافي للوضع المهترئ بطبعه في لبنان".

وأشارت إلى تصريحات رئيس الوزراء الأخيرة التي انتقد فيها زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان قبل أيام إلى بيروت، والتي قال عنها دياب إنها لم تحمل أي جديد وأن المسؤول الفرنسي لديه نقص في المعلومات لناحية مسيرة الإصلاحات الحكومية، معتبراً أن ربطه أي مساعدة للبنان بتحقيق إصلاحات وضرورة المرور عبر صندوق النقد الدولي يؤكد أن القرار الدولي هو عدم مساعدة لبنان حتى الآن".

وقوبلت تصريحات دياب بموجة انتقادات شديدة من قوى سياسية لبنانية اعتبرت أن الأخير، ومن خلال تصريحاته غير المسؤولة، يقطع بذلك الجسور مع آخر الأصدقاء المتبقين للبنان.