الأربعاء 5 أغسطس 2020 / 20:42

لماذا خزن حزب الله نترات الأمونيوم في مرفأ بيروت؟

لم يعلن حزب الله، ولا مرة واحدة، سبب حاجته لجمع أطنان من مادة نترات الأمونيوم، في ألمانيا أو بريطانيا أو حتى في دول بجنوب أمريكا وكذلك في جزيرة قبرص، إنها المادة السحرية الرخيصة الثمن، والتي تستعمل عادة لتقوية التربة الزراعية، وفي الوقت نفسه يعلم المتخصصون بإمكانية تحويلها إلى عبوات ناسفة أو لوقود الصواريخ.

عام 2015 كشفت الشرطة السرية البريطانية عن مخزن سري في لندن لثلاثة أطنان من نترات الأمونيوم، يملكه أحد عناصر حزب الله، وهو يسكن المدينة منذ أعوام، التدخل المبكر للشرطة أدى إلى منع تهريب المادة إلى أماكن أخرى مثل لبنان، أو حتى استعمالها في تفجير عبوات بالعاصمة البريطانية.

خطط إرهابية
وخلال شهر إبريل (نيسان) من هذا العام داهمت الشرطة عدداً من المواقع والمساجد بإدارة حزب الله في ألمانيا، لتجد فيها أيضاً أطناناً من المادة التي تعتبر شرعية لدى استخدامها في الزراعة، ولكنها ليست كذلك حين تستخدم بالعمليات الإرهابية، وهو ما كان تخطط له الميليشيات اللبنانية.

في بيروت، وقبل ستة 6 أعوام وصلت سفينة تحمل على متنها 2750 طناً من مادة نترات الأمونيوم، كان من الغريب أن تمر السفينة المتجهة من أوروبا إلى أفريقيا في مرفأ بيروت، فلا هي طريقها ولا هي لبنانية الملكية أو تحمل مواداً لتنزلها في مرفأ العاصمة اللبنانية، ولكن بحسب مصادر مخابراتية، فإن المواد هي ملك لحزب الله وكان يجب تفريغها في بيروت، لا في دولة إفريقية ما.

المهم وضعت السلطات اللبنانية يدها على الباخرة وحمولتها بشكل استغربته المصادر، فمخطط عبور السفينة لم يكن باتجاه نحو بيروت، ولكن فجأة اكتشفت سلطات بيروت "التابعة لحزب الله" أن هناك مشكلة في السفينة، فصادرتها بانتظار وصول سفينة جديدة تنقل البضائع، وهو ما لم يحصل، فيما وضعت شحنة نترات الأمونيوم داخل مرفأ بيروت في المنطقة التي يشرف عليها حزب الله، حيث كان يتم التحضير لاستعمالها في حشوات الصواريخ الذكية التي كانت تخطط الميليشيات لإنتاجها.

إنتاج الصواريخ
تأخر مشروع إنتاج الصواريخ، بسبب الضربات المتواصلة لمعداته التي كان الحرس الثوري يقوم بتهريبها عبر العراق وسوريا، فتأخر سحب المواد "المتفجرة" المرفأ، حيث تركت لسنوات، تحت إشراف عناصر "الحزب".

ويبدو أن هذه المواد "المتفجرة" يقوم حزب الله بجمعها من أنحاء العالم، ويضعها عناصره بأكياس ثلج، في مواقع مختلفة للتمويه على نوعيتها. وهو ما كشفته أجهزة مخابرات شرق أوسطية، وأبلغت به كلا من قبرص والمانيا وبريطانيا.

أنشطة إجرامية
جاءت العملية والإغارة على المساجد والسكان المرتبطين بحزب الله في جميع أنحاء ألمانيا في ابريل بالتزامن مع حظر أنشطة الجماعة الإرهابية.

في الأسبوع الماضي، نبهت مجموعة من البرلمانيين البريطانيين إلى ضرورة فرض الحظر بشكل فعال على حزب الله، بسبب المواد "المتفجرة" التي تحويها مخازنه في لندن، وطالبوا بجمع بيانات كافية عن عدد الأشخاص في المملكة المتحدة الذين تم التحقيق معهم أو اتهموا بدعم حزب الله.

لم يستعمل حزب الله المتفجرات كلها في صناعة صواريخه التي يهدد بها دول المنطقة، وبدل أن يتوقف عن "صناعة الموت"، تركها في أهم منطقة حيوية للبنانيين، أي في مرفأ عاصمتهم، حيث انفجرت وقتلت العشرات، وأصابت الآلاف في أسوأ انفجار شهده العالم منذ انفجار القنبلة الذرية في اليابان نهاية الحرب العالمية الثانية.