الأمين العام لميليشيا حزب الله حسن نصر الله (أرشيف)
الأمين العام لميليشيا حزب الله حسن نصر الله (أرشيف)
الجمعة 7 أغسطس 2020 / 20:36

نصر الله ينفي صلته بالانفجار.. والمرفأ!

يطالب زعيم ميليشيا حزب الله الإرهابية حسن نصر بإجراء تحقيق شامل وشفاف وكامل في انفجار مرفأ بيروت، مؤكداً في تصريحات له اليوم الجمعة، على ضرورة إيقاع عقاب عادل على الجهة المسؤولة.

مضى على انفجار بيروت الكارثي 3 أيام وما زالت فرق الإنقاذ تبحث بين أكوام الركام والحطام عن ناجين، فيما يعمل اللبنانيون إلى جانب فرق إنقاذ دولية أرسلت للمساهمة في تخفيف جراح بيروت المنكوبة على تنظيف حطام بيوتهم محاولين لملمة جراحهم، ورغم عظم المأساة انتظر نصر الله 3 أيام حتى يخرج بتصريحات عبثية يحاول فيها مواراة تسببه بالكارثة. 

"نفي"
نفى نصر الله بشكل قاطع وجود أي أسلحة تابعة لحزبه مخزنة في مرفأ بيروت، رداً على تقارير وتحليلات حول الموضوع منذ وقوع الانفجار الضخم الذي أودى بحياة 154 شخصاً وتسبب بإصابة 5 آلاف آخرين. كما قال إن ميليشياته لا تعرف "على الإطلاق" ماذا يوجد بمرفأ بيروت.

وجاء موقف نصرالله بعد وقت قصير من اعتبار رئيس الجمهورية ميشال عون أن طلب تحقيق دولي في الفاجعة التي ضربت لبنان "تضييع للحقيقة".

تحقيق دولي
وكان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون اقترح خلال زيارة أجراها الخميس الى لبنان، وتخللها لقاء ضم ممثلي القوى السياسية الرئيسية وبينهم حزب الله، إجراء تحقيق دولي لكشف ملابسات الحادثة.

اتهام صريح
لكن تقارير عديدة حملت الحزب مسؤولة الانفجار الكارثي، على رأسها تقرير مجلة "ذا فيدراليست" الأمريكية، وأكدت في تقرير أعده محررها السياسي جون دانيال ديفيدسون، "إذا كانت هناك جماعة تتحمل المسؤولية الرئيسية عن الأوضاع في لبنان التي أدت إلى الانفجار في بيروت، فهي حزب الله."

وسأل المحرر السياسي بالمجلة الأمريكية الباحث بمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات طوني بدران، الذي يتركز عمله على لبنان وسوريا، حول الدور الذي يلعبه حزب الله في حكم لبنان، ليخبره بأن الجماعة الإرهابية ليست بنية موازية للحكومة، بل هي الحكومة.

وأضاف بدران، "البعض يقولون إنها دولة داخل دولة، وهي هكذا بالفعل، لكنها أيضاً الدولة نفسها، جزء من الدولة. لكنها ليست مثل نموذج القاعدة. إنها ليست خارج الدولة أو الحكومة. حزب الله هو محور النظام السياسي اللبناني. الوزراء والمشرعون والمسؤولون الإداريون جميعهم منخرطون مع حزب الله كشركاء وفي بعض الحالات كمنافسين".

وأشارت "ذا فيدراليست" إلى أن حزب الله لطالما استخدم مرفأ بيروت في عمليات غسيل الأموال ومخططات الاحتيال التجاري الضخمة، مؤكدة أن مرفأ بيروت كان لعدة سنوات مركزاً للفساد، مع شبكة تهرب ضريبي على درجة عالية من التنظيم متورط بها الطبقة السياسية بأكملها.

وعندما تصل شحنات الهواتف المحمولة أو الملابس ذات العلامات التجارية من الخارج، أو الحديد المسلح من إيران، غالباً ما تدخل هذه البضائع دون رسوم جمركية أو ضرائب، ثم تباع بأقل من سعر السوق، وبالطبع يحصل حزب الله على نسبة.

وبالتالي، بحسب المجلة، لا عجب أنه جرى تجاهل الرسائل الست التي أرسلها مسؤول الجمارك بداية من عام 2014 بشأن نترات الأمونيوم.

المرفأ تحت سيطرة الحزب
رئيس الوزراء اللبناني السابق فؤاد السنيورة قال في لقاء مع برنامج التاسعة المذاع على التلفزيون المصري، "نيترات الأمونيوم هذه ممنوع إدخالها إلى لبنان، وكأن هناك يداً خفية أدت إلى تفريغ هذه الحمولة في بيروت وهناك من هو متورط في هذا الشأن، وهناك أمر لا بد أن يحل بجدية كاملة، وهناك انهيار ثقة بين المواطن اللبناني والحكومة اللبنانية وأطالب بلجنة تحقيق دولية".

وتابع، "خلال السنوات الست الأجهزة الموجودة في المرفأ كلها أمنية وعسكرية فمن سيراقب من ومن سيحاسب، لم يعد من الممكن أن تستعيد الحكومة ثقة اللبنانيين، وانتهاك سيادة لبنان يجرى عندما يسيطر حزب الله على لبنان وبتدخل في شئون الدول العربية ويورط لبنان أليس هذا انتهاكا، وهذا الانفجار أليس انتهاكاً للبنان أين هي السيادة اللبنانية؟".

وأكمل، "المرفأ موجود به معظم الأجهزة العسكرية والأمنية وهناك سلطة لحزب الله على جزء منه كما له سلطة على جزء من المطار وجزء على الحدود اللبنانية السورية وسيادة الدولة عندما تكون هي الوحيدة التي تستخدم السلاح وأنها الوحيدة التي تحقق في القضايا".

علاقة حزب الله بنترات الأمونيوم
وعلى مدار السنوات الماضية، ارتبط استخدام مادة نترات الأمونيوم بحزب الله وتؤكد وقائع سابقة مثبتة، اعتقال أحد عناصر حزب الله في قبرص عام 2012 وصودرت لديه 8.4 أطنان من هذه المادة، وفي عام 2015 اعتقل ثلاثة عناصر من الحزب في الكويت وصودرت كمية كبيرة من هذه المادة.

في ألمانيا، كشف تقرير صحفي، أن "حزب الله اللبناني خزن في جنوب ألمانيا ما يسمى بـ(الحزم الباردة)، التي تحتوي على نترات الأمونيوم، التي تسببت في انفجار بيروت".

وأكدت سلطات الأمن الألمانية، أنها "علمت خلال تحقيقاتها بشأن حزب الله اللبناني بأن الحزب خزن في ألمانيا مواداً تحتوي على نترانت الأمونيوم".

وذكرت الهيئة الاتحادية لحماية الدستور (الاستخبارات الداخلية الألمانية) رداً على استفسار أنه في إطار تحقيقات بشأن حزب الله في الماضي، تم الكشف عن تخزين لما يسمى بـ"الحزم الباردة"  التي تحتوي من بين أمور أخرى على نترات الأمونيوم.