آليات مدمرة وسط ركام مرفأ بيروت (رويترز)
آليات مدمرة وسط ركام مرفأ بيروت (رويترز)
السبت 8 أغسطس 2020 / 13:45

تحليل خبراء إسرائيليون يتوقعون توقفاً لعنف حزب الله بعد انفجار بيروت

طوال الأسبوعين الماضيين، كان الجيش الإسرائيلي في حالة استعداد قصوى، ترقباً لهجوم انتقامي من جانب حركة حزب الله بعد أن تردد أن إسرائيل قتلت، دون قصد، أحد عناصر الحركة في هجوم جوي دمر مستودعاً للذخيرة خارج العاصمة السورية دمشق.

ويعتقد الخبراء الأمنيون في إسرائيل أنه بعد انفجار بيروت المدمر الذي وقع يوم الثلاثاء الماضي، ربما لن يتحقق مثل هذا الهجوم الانتقامي مطلقاً، أو على الأقل، قد يتم تأجيله.

وتوعد أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله بالانتقام، ومنذ ذلك الحين كانت هناك محاولتان للهجوم على طول الحدود، يعتقد المحللون الإسرائيليون أن حزب الله كان المحرك لهما.

ويشير عاموس يادلين، المدير التنفيذي لمعهد الدراسات الأمنية الوطنية التابع لجامعة تل أبيب، إلى أن نصر الله يواجه انتقاداً متزايداً.

وقال يادلين: "هناك بالفعل أصوات كثيرة في لبنان تعتبر حزب الله مسؤولاً عن الصعوبات المالية التي تواجهها البلاد. فهناك عقوبات جديدة مفروضة على لبنان بسبب حزب الله، والنظام المصرفي ينهار بسبب حزب الله، ويعرف كل لبناني أن حزب الله هو القوة العسكرية الأقوى في لبنان، ويتمتع كذلك بقدر كبير من النفوذ السياسي".

ومن المعروف أن حزب الله، المصنف منظمة إرهابية من جانب العديد من الدول، وبينها الولايات المتحدة وألمانيا، يعتبر جزءاً من الحكومة اللبنانية.

ويؤكد الدكتور إيلي كارمون، كبير الباحثين الإسرائيليين بالمعهد الدولي لمكافحة الإرهاب، الرأي القائل بأنه ليس من المتوقع قيام حزب الله بهجوم وشيك، لكنه يشير إلى أن الجيش الإسرائيلي لا يزال في حالة استعداد قصوى. وفي حقيقة الأمر، أعلن الجيش يوم الخميس الماضي أنه سوف يستمر في انتشاره العملياتي شمالي البلاد.

وقال كارمون لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): "من وجهة نظري الشخصية، أرى أن حزب الله لا يستطيع القيام بأي شيء الآن، حيث إنه أغضب قطاعات أكبر من الشعب اللبناني الذي يشعر بالغضب بالفعل ، لأنه ليس من الواضح لمن تعود نترات الأمونيوم، أو ما إذا كان لحزب الله صلة بالأمر، أم لا".

ونفى نصر الله في كلمة متلفزة أمس الجمعة وجود أي مخزن سلاح أو صواريخ أو أي شيء يعود لحزب الله في مرفأ بيروت.

وأكد نصر الله أن حزب لله " لا يدير، ولا يسيطر، ولا يتدخل في مرفأ بيروت، ونحن نعرف ماذا يوجد في مرفأ حيفا أكثر مما نعرف ماذا يوجد في مرفأ بيروت ".

يذكر أن الانفجار الضخم، الذي يعتقد أنه نتج عن انفجار 2750 طناً من نترات الأمونيوم كانت مخزنة في مرفأ بيروت، أدى إلى مقتل 154 شخصاً، على الأقل، وإصابة حوالى خمسة آلاف.

وقال مكارم رباح، وهو محلل واستاذ تاريخ بالجامعة الأمريكية في بيروت لـ "د.ب.أ" إن سلوك حزب الله "ليس له علاقة بالمشهد المحلي اللبناني"، مضيفاً أن حزب الله ينفذ أوامر الحرس الثوري الإيراني وسعيه للتوسع، " وهذا يعني المزيد من المشكلات بالنسبة للبنان وللشعب اللبناني في المستقبل".

وتحذر ساريت زيهافي، مؤسسة مركز البحث والتعليم الإسرائيلي "ألما" في شمال إسرائيل من أن " حزب الله لا ينسى مطلقاً". ومع ذلك، فهي تعتقد أنه من المرجح أن يكون هناك خفض في تصعيد التوترات، على الأقل خلال الشهر أو الشهرين المقبلين، بينما يتعافى حزب الله من أي أضرار لحقت به نتيجة الانفجار، ويكرس نفسه لمساعدة اللبنانيين. وأشارت إلى أن المد والجزر في التوترات على الحدود أمر عادي.

ووفقاً للجيش الإسرائيلي، يمتلك حزب الله حوالي 120 ألف صاروخ. وأطلق الحزب مراراً وتكراراً هجمات من لبنان ضد إسرائيل. وتهاجم إسرائيل باستمرار أهداف إيران وحزب الله في سوريا ولبنان.
وقال رئيس الوزراء اللبناني، حسان دياب، في شهر يونيو (حزيران) الماضي، إن إسرائيل انتهكت أراضي لبنان، وبحره ومجاله الجوي أكثر من ألف مرة هذا العام.

واتهم المحلل وأستاذ العلوم السياسية بالجامعة اللبنانية، والمقرب من حزب الله، صادق نابلسي، إسرائيل باستغلال أحداث، مثل انفجار الثلاثاء، من أجل " زيادة ضغطها والقيام عمداً بتعقيد أي عملية تعاف واستقرار".

وقال نابلسي: "ما لم تحصل إسرائيل على مكاسب ومنافع تغير معادلة الصراع بينها وبين حزب الله، فإنها سوف تواصل ممارسة انتهاكاتها وأهوائها الجيوسياسية"، وأضاف أن إسرائيل تسعى إلى" التفكيك الكامل للبنان".

من ناحية أخرى، تقول زيهافي إن كثيراً من الباحثين في معهدها يعتقدون أن حزب الله سوف يستغل الموقف باستخدام المساعدات التي يحصل عليها من إيران والأموال المتدفقة على لبنان الآن، لتحقيق المزيد من السيطرة على البلاد. وقالت إنه يتعين على الغرب مراقبة ذلك، كما ألمحت إلى احتمال قيام إيران بتهريب أسلحة لحزب الله ضمن المساعدات الإنسانية.

وأعرب كارمون وزيهافي عن تفاؤلهما إزاء إمكانية تحسن العلاقات بين إسرائيل ولبنان إذا ما تحققت تغييرات داخل الحكومة اللبنانية للحد من نفوذ حزب الله.

ويقول كارمون: "من الممكن أن نرى نوعاً جديداً من التحالف داخل لبنان، ربما سوف يحسن من الأجواء بين إسرائيل ولبنان وخاصة إذا ما نجح الضغط على حزب الله للحد من نفوذه وتفكيك ترسانته الضخمة- ولكن هذه عملية ما زالت في بدايتها".

وتقول زيهافي: "إذا كان هناك أمل بالنسبة للبنان، فسيكون هناك أمل للسلام بين لبنان وإسرائيل"، وهي تعتقد أن حزب الله هو العقبة التي تقف في طريق ذلك.