صحف عربية (24)
صحف عربية (24)
الأربعاء 2 سبتمبر 2020 / 10:55

صحف عربية: السلام بين الإمارات وإسرائيل حجر حرّك بركة العقل العربي الجامد

24 - أحمد إسكندر

استمر إقدام الإمارات على تبنى السلام والرهان على إقامة علاقات اعتيادية مع إسرائيل، في إثارة اهتمام وسائل الإعلام العربية ومتابعاتها لما في الخطوة من جرأة، ورؤية استراتيجية شاملة.

وحسب صحف عربية صادرة، اليوم الثلاثاء، يتهم العرب إسرائيل، بالوقوف وراء مشاكلهم وقضاياهم ومآسيهم، ويقولون إنها المسؤولة عن فشل دولهم سياسياً و اقتصادياً واجتماعياً.

نُقلة حضارية
وفي هذا السياق قال الحبيب الأسود في "العرب" اللندنية إن معاهدة السلام المعلنة بين الإمارات وإسرائيل ألقت أكثر من حجر في بركة العقل العربي المسترخي لمسلّماته التي بقيت على حالها منذ أربعينات وخمسينات القرن الماضي، فالشعارات الخادعة والوعود الزائفة، والخطابات المشحونة بالأوهام لا تزال هي ذاتها، رغم الزلازل التي مرت بها المنطقة والتي كان من المفروض أن يستغلها العرب لإعادة تقييم واقعهم بالشكل الذي يخدم قضاياهم.

وأكد الأسود أنه "كان على العرب أن ينتبهوا إلى أن نصر أكتوبر 1973 لم يكتمل إلا باتفاق السلام الذي أبرمه الرئيس الراحل أنور السادات مع مناحيم بيغين، والذي رفضه العرب وقاطعوا مصر بسببه، وخونوا رئيسها، لكن اليوم يتبين أن السادات سبق عصره بتحرير أرض بلاده من الاحتلال، وأن الذين قتلوه في 6 أكتوبر 1981، هم امتداد لمشروع إرهابي قتل من العرب والمسلمين خلال السنوات الماضية أضعافا مضاعفة من ضحايا الصراع العربي الإسرائيلي".

وأضاف، أن "الإمارات أدركت أن الصراع لن ينتهي خلال أعوام أو عقود، وأن أوضاع العرب الراهنة وثقافتهم السائدة لن تجمعهم على هدف واحد، وأن مخاطر الإرهاب والأطماع الإيرانية والتركية، والمؤامرات القطرية، ومشاريع الإسلام السياسي، أخطر على المنطقة ودولها من إسرائيل".

ومن يتابع مشروع النقلة الحضارية الكبرى التي تشهدها الإمارات، يدرك أنها باتت تتحرك في بعد مختلف وتركز اهتمامها على الطاقة النووية السلمية، وغزو الفضاء، والذكاء الاصطناعي، والبحث العلمي، والتكنولوجيات الحديثة، وتتبنى مفاهيم المعرفة والتنوير، والتسامح، والاندماج الإنساني العابر للحدود والحواجز.


وفي صحيفة "الشرق الأوسط" اهتم عبدالرحمن الراشد بالتناقض القطري بمناسبة الحدث الذي تعيشه المنطقة، مشيراً إلى أن "الغضب في الدوحة أكثر من رام الله" ذلك أن القطريين "لا يريدون لأحد غيرهم أن تكون له علاقة متميزة بالإسرائيليين، المفيدين جداً لهم، وكانت آخر محاولاتهم لتخريب الانفتاح على أبوظبي، في الأسبوع الماضي، إذ سعوا للوساطة بين غزة وإسرائيل ودفعوا أموالاً لحركة حماس لوقف أي اعتداء محتمل على الدولة اليهودية".

وقارن الكاتب طائرة السلام الإسرائيلية "العال" التي حطت في أبوظبي بقصة نقل القوات الأمريكية من الأراضي السعودية إلى قطر في 2003، متحدثاً عن الحملة  التي نددت فيها قطر بوجود من وصفتهم بـ "القوات الكافرة" هناك، وفور إخراج القوات الأمريكية من السعودية لم ترحل إلا إلى قاعدة جديدة اسمها العديد في قطر، وبذلك تكون الدوحة سرقت "الكفار الأمريكيين"، في واحدة من أذكى ألاعيب الأمير السابق.

وأشار الكاتب، إلى أن قرار إقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل، ليس سوى إقراراً بالواقع، الذي تصر بعض الأطراف على إنكاره عبثاً، قائلاً:  "لنترك المماحكات جانباً، ونتحدث عن الربح والخسارة، وهي في السياسة ليست مجموعة صفرية، ربح أو خسارة كاملة، بل لا بدّ أن نخسر شيئاً ونربح شيئاً، في الوقت نفسه. لقد كانت واحدة من الأخطاء في إدارة القضية الفلسطينية مشروع المقاطعة العربية دبلوماسياً، واقتصادياً، فأفقدهم في داخل إسرائيل أي وسيلة يمكن أن تضغط لصالح الفلسطينيين أو تدعم التيار المعتدل بين الإسرائيليين. ومع الوقت ضعفت المقاطعة ضد إسرائيل وصارت تباع سيارات الفورد الممنوعة وتشرب الكوكاكولا المحرمة في دمشق، حيث كان يوجد مكتب المقاطعة التابع للجامعة العربية. حتى المقاطعة من الدرجة الأولى، أي ضد البضائع الإسرائيلية لم تعد بعيدة عن متناول المستهلكين. الخاسر هو المزارع الفلسطيني، والمصنع الفلسطيني، الذي استمرت الجامعة العربية تمنعه من بيع منتجاته في الأسواق العربية باسم المقاطعة، مثلما لا يزال الفلسطيني يعاني عند دخوله الحدود العربية في كل الدول تقريباً".

شيخوخة قضية
من جهتها قال هاني الظاهري في صحيفة "عكاظ" : "لا شيئاً في القضية الفلسطينية برمتها يمكنه أن يستمر ويبقى معلقاً على الوضع الحالي، لأنها قضية وصلت إلى سن الشيخوخة وليس بعد الشيخوخة إلا الوفاة، فإما أن تُحل اليوم أو تتوفى كما توفيت القضية الأندلسية، والحكماء يدركون أن لافرق بين القضيتين على الإطلاق".

وأضاف "قبل أيام جاءت الخطوة الإماراتية الشجاعة بتطبيع العلاقات مع إسرائيل لتقول للقيادات السياسية الفلسطينية: حان الوقت لمواجهة أنفسكم والمخدوعين بكم، انتهى وقت اللعب والقفز على الحبال والاتجار بهموم الإنسان الفلسطيني، فمصلحة الشعب العربي في غزة والضفة تستدعي تدخل العقلاء العرب للتفاوض مع الطرف الإسرائيلي والعمل على إحلال السلام الشامل في المنطقة بعيداً عن عصابات التكسب السياسي".

مشدداً على أن من "الواضح أنه بات من المؤكد لحاق دول عربية أخرى بالإمارات، ما يعني سقوط آخر أوراق التوت عن عورات لصوص القضية الذين تجاوزهم التاريخ وستلاحقهم إلى الأبد لعنات الفلسطينيين الذين تاجروا بأوجاعهم منذ 1948".

نموذج فريد
من جهتها وفي صحيفة "الخليج" الإماراتية، قالت مهرة المهيري إن الإمارات من الدول العربية القليلة، "التي قدمت نموذجاً فريداً في التنمية والسلام ونموذجاً فريداً في التسامح والتعايش بين الثقافات والحضارات، والأديان في إطار مبدأ الاختلاف سُنة، والتعايش واجب، وأن التعاون بين البشر على اختلاف طوائفهم ودياناتهم ولغاتهم هو أفضل وأجدى وأنفع للجميع من ثقافة الكراهية والتعصب على أسس دينية وطائفية وعرقية".

وأوضحت أن "تشابك المصالح الاقتصادية والانفتاح والتعاون من شأنه أن يعزز بيئة صنع السلام بين الإسرائيليين والعرب، ويدفع المواطن الإسرائيلي إلى الاقتناع بأن تحقيق السلام العادل والشامل هو السياج الحامي لأمنه، ويجعله يعيش بشكل طبيعي وسط إقليمه العربي".

وذكرت الصحيفة، أن "حكومة دولة الإمارات، قيادة وشعباً، تؤمن بضرورة التعايش السلمي بين الدول وصولاً إلى تحقيق هدف الإنسانية في عالم يسوده السلم والأمن والاستقرار والتنمية، إيماناً من قيادتها الحكيمة بأن تحقيق السلام والأمن هو المدخل الأساسي لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة لجميع شعوب العالم. مضيفة أن الإمارات تعرف بالضبط نواياها تجاه الفلسطينيين وقضيتهم، ولم تتوقف عن دعمهم منذ ما قبل تأسيس الدولة، وحتى يومنا هذا".