الشرطة الإسبانية في مدريد (أرشيف)
الشرطة الإسبانية في مدريد (أرشيف)
الأحد 20 سبتمبر 2020 / 20:29

مدريد تستعد للحد من حرية التنقل لكبح انتشار كورونا

يستعد حوالي مليون شخص من سكان منطقة مدريد اليوم الأحد لدخول قيود مشددة جديدة على حرية التنقل حيز التنفيذ، بهدف وقف الموجة الثانية من انتشار فيروس كورونا المستجد.

وهذه الإجراءات التي أعلنت أول أمس الجمعة ستدخل حيز التنفيذ غداً الإثنين لمدة أسبوعين، وسكان هذه المناطق المعنية البالغ عددهم 850 ألفاً الذين يشكلون 13% من عدد سكان ضواحي العاصمة، لن يتمكنوا من الخروج من أحيائهم إلا لأسباب ضرورية مثل التوجه إلى العمل أو زيارة الطبيب أو نقل أولادهم إلى المدارس.

وسيتمكنون في المقابل من التنقل بحرية داخل الحي، وبالطريقة نفسها سيحظر الدخول إلى هذه المناطق إلا لهذه الأسباب الأساسية، وتوصي السلطات المحلية السكان بالبقاء في منازلهم غالبية الوقت، مع التأكيد أن الأمر ليس حجراً منزلياً كما حصل في الربيع.

وفي هذه الأحياء أو المناطق في الضواحي الواقعة خصوصاً في الجنوب المحروم من العاصمة، ستغلق المتنزهات فيما المتاجر وكذلك الحانات والمطاعم ستحد من قدرة استيعابها إلى 50%.

ومن جانب آخر، سيخفض عدد الأشخاص الذين يسمح بتجمعهم من 10 إلى 6 في كل أنحاء المنطقة، وسيكون على السكان أن يبرزوا وثيقة خطية لتبرير تنقلهم وستقوم الشرطة البلدية بعمليات تدقيق عشوائية بدعم من الشرطة الوطنية والحرس الوطني كما أعلنت السلطات الإقليمية خلال مؤتمر صحافي اليوم.

وجرت عدة تظاهرات احتجاج على هذه الإجراءات الجديدة ظهراً في الأحياء المعنية، بدعوة من منظمات من أقصى اليسار خصوصاً، وكتب على لافتات رفعها المتظاهرون "لا للحجر الطبقي"، و"إنهم يدمرون حينا والآن يحجروننا".

وستلتقي رئيسة منطقة مدريد إيزابيل دياز ايوسو المحافظة التي واجهت انتقادات شديدة بسبب إدارتها الأزمة، رئيس الوزراء بيدرو سانشيز يوم غد في دليل على قلق الحكومة المركزية، في حين أن إدارة مسائل الصحة العامة تعود مبدئياً إلى المناطق.

وقال سانشيز مساء أمس السبت في مقابلة متلفزة "نرى معطيات تثير قلقنا لأن عدد الحالات (في مدريد) يشكل ضعفي المستوى الوطني وعدد الحالات التي تدخل المستشفى ثلاثة أضعاف المعدل العام".

وأضاف "لكنني لا أفكر في فرض عزل تام في البلاد"، وتابع "من الصحيح أنه لا يمكننا إغلاق أي باب لأن الفيروس بالطبع غير معروف، لكنني أعتقد أنه بات لدينا الأدوات للتمكن من احتواء وتغيير منحنى العدوى".

وكانت إسبانيا التي خضعت في الربيع لأحد أقسى إجراءات الحجر في العالم، شهدت منذ يوليو(تموز) الماضي ارتفاعاً كبيراً في عدد الحالات إلى أن أصبحت الدولة التي تعد أعلى عدد حالات مقارنة مع عدد السكان في الاتحاد الأوروبي.

وكانت منظمة الصحة العالمية حذرت الخميس الماضي في هذا الإطار من عدوى "مثيرة للقلق" في أوروبا، ومدريد التي سجل فيها ثلث عدد الحالات الجديدة ووفيات جديدة في البلاد، هي المنطقة التي تثير أشد القلق بسبب قدرة سكانها على نشر الفيروس في كل أنحاء إسبانيا انطلاقاً من عاصمة تعد 6.6 ملايين نسمة وتعتبر أيضاً محطة اساسية في مجال النقل.

ويخشى الخبراء تسجيل معدل مرتفع من الوفيات في الأسابيع المقبلة، وهو لا يزال حالياً أدنى مما كان عليه في الربيع في حين أن النظام الصحي يشارف على بلوغ أقصى قدراته الاستيعابية.

وتجاوزت إسبانيا، إحدى الدول الأكثر تضرراً بالوباء في أوروبا، هذا الأسبوع عتبة 30 ألف وفاة و600 ألف إصابة مؤكدة بحسب الأرقام الرسمية.