الثلاثاء 22 سبتمبر 2020 / 19:47

ماذا يخفي حزب الله في موقع انفجار عين قانا؟

ليس عادياً الانفجار الذي هز بلدة عين قانا جنوبي لبنان، وكذلك المنطقة التي دمرت بالكامل، الواقعة تحت سيطرة حزب الله خارج قدرات السلطة اللبنانية ولا جيشها الذي يمنع عليه دخول البلدات المحيطة إلا بموافقة من الميليشيات وتحت إشرافها.

موقع الانفجار هو مركز عسكري قديم لحزب الله بني عام 1989، وبعد حرب 2006 هدمته جرافات حزب الله، وبني على أنقاضه المبنى الجديد، وأرفق له غرفاً متعددة تحت الأرض مع ممرات إلى أنفاق موصولة بمنازل محيطة به، ونفق يصله بموقع أبعد بمئات الأمتار، فيما وضعت فيه غرفة رئيسية لشبكة الاتصالات الهاتفية الخاصة بالميليشيات، التي كادت أن تشعل حرباً بسببها عام 2008 ضد الدولة اللبنانية.

حزب الله وكالعادة، أغلق الطرق المؤدية إلى البلدة، ومنع القوى الأمنية اللبنانية من الاقتراب، ووجه إهانات لهم وللصحافيين الذي حاولوا تغطية موقع التفجير، ووضع طوقاً لعناصره أحاطوا بالبلدة محاولين إخفاء حقيقة ما وقع في المكان.

بعد الانفجار تخبط إعلام حزب الله في وصف الانفجار، بداية قال إنه حريق في محطة للوقود، ولكنه لاحقاً قال إنه مركز يجمع فيه ذخائر قديمة غير منفجرة، ليعود ويغير موقفه ويقول إنه حادث عرضي، نافياً وقوع قتلى أو جرحى في المكان، ولكن مصادر في مدينة صيدا القريبة أكدت أن الموقع يستقبل عادة ضباطاً إيرانيين، في وقت نقلت سيارات الإسعاف جثتين متفحمتين إلى مستشفى راغب حرب قرب النبطية.

مصادر في جنوب لبنان لفتت إلى أن الموقع فيه عدة أبنية ومنها واحد لجهاز "الوحدة الهندسية" في الميليشيات، وهي الوحدة التي تهتم في مناطق مختلفة بخلط مواد وقود الصواريخ الباليستية التي ترسلها إيران أجزاء متفرقة حيث يجمعها عناصر تدربوا في طهران.

في العادة وعند وقوع أول انفجار من هذا النوع يتهم حزب الله إسرائيل بالعملية، ولكن كما اتضح منذ فترة فإنه أوقف توجيه الاتهامات، حيث لا يمكنه مواجهة حقيقة أن المسؤولين فيه مخترقين وعلى صعد مختلفة، ما يؤدي إلى كشف مواقعهم ومراكزهم السرية والعسكرية والعلنية.

ويسيطر حزب الله على بلدة عين قانا موقع الانفجار منذ عام 1988، مع عدد آخر من القرى المعروفة بإقليم التفاح، حيث هاجمها وقتل العشرات من "حركة أمل" التي يقودها نبيه بري في منازلهم، واشتعلت حرب طويلة في المنطقة لثلاثة أعوام قتل فيها نحو خمسة آلاف من الميليشيات و"حركة أمل" عدا عن الأهالي.

ومنذ تلك الفترة بنى حزب الله في إقليم التفاح قواعده العسكرية الرئيسية في لبنان، وخصوصاً جبل صافي الذي حوله إلى أنفاق وقواعد للصواريخ ومخازن للسلاح والمتفجرات التي تستعمل للاغتيالات، ومنها متفجرة اغتيال رفيق الحريري عام 2005 في بيروت. كما سيطر على بلدات جباع وعين بوسوار وكفرفيلا وجرجوع، حيث حفر فيها مئات الأنفاق وسيطر على بلدياتها، ما سمح له بالتمدد عسكريا من دون أي مشاكل مع المؤسسات الرسمية، حيث تعطيه البلديات الفرصة للسيطرة على الأراضي التي غاب أصحابها، وكذلك تسمح له بالتمديدات الهاتفية تحت مسمى عمل البلديات.

كذلك وضع حزب الله في جبل "مليتا" متحفاً لمعدات وآليات عسكرية، حولها مزارا لمناصريه من مناطق مختلفة.
وبالقرب من جبل صافي قتل أحد عناصر حزب الله الضابط الطيار في الجيش اللبناني سامر حنا قبل أعوام حين هبوطه اضطراريا بمنطقة سجد.