جنود أذريون على الجبهة (أرشيف)
جنود أذريون على الجبهة (أرشيف)
الإثنين 28 سبتمبر 2020 / 21:45

تجدد الاشتباكات بين أرمينيا وأذربيجان وأنباء عن مقتل العشرات

تصاعدت اليوم الإثنين حدة القتال بين أرمينيا وأذربيجان على إقليم ناغورنو قره باغ الجبلي، ما أدى إلى سقوط 30 قتيلاً على الأقل في ثاني يوم من الاشتباكات.

وتبادلت قوات البلدين السوفيتين السابقين القصف بالصواريخ والمدفعية، وجدد الاشتباك المخاوف على الاستقرار في جنوب القوقاز، ممر خطوط الأنابيب التي تنقل النفط والغاز لأسواق عالمية.

وأي صراع شامل سيجر قوى إقليمية كبرى مثل روسيا وتركيا، وترتبط موسكو بتحالف دفاعي مع أرمينيا بينما تدعم أنقرة أذربيجان التي تقطنها أغلبية من العرق التركي.

وقالت أوليسيا فارتانيان المحللة المتخصصة في جنوب القوقاز بمجموعة الأزمات الدولية: "لم نشهد من قبل تصعيداً بهذا الحجم منذ وقف إطلاق النار بعد الحرب بين البلدين في تسعينيات القرن الماضي، يدور القتال حالياً على جميع الأصعدة".

وأضافت أن تزايد نشر الصواريخ والمدفعية يزيد من خطر سقوط مدنيين، وقالت أنجيلا فرانجيان، وهي صانعة أفلام وثائقية في ناغورنو قره باغ، إن السكان لجأوا للمخابئ، وأن أصوات القصف مسموعة باستمرار مشيرة إلى أن كل المتاجر أغلقت وأصبحت الشوارع مهجورة.

ونشبت اشتباكات بين الحين والآخر على مدى عقود بين الجمهوريتين السوفيتيتين السابقتين، بسبب إقليم ناغورنو قره باغ الانفصالي في أذربيجان، الذي يديره الأرمن.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم إن على أرمينيا الانسحاب فوراً من أراضي أذربيجان التي تحتلها، وأن الوقت حان لإنهاء الأزمة في إقليم ناغورنو قره باغ.

وندد برلمان أرمينيا اليوم بما وصفه بـ "هجوم عسكري شامل" من أذربيجان على ناغورنو قره باغ، وقال إن "تدخل تركيا، التي تساعد باكو، في الأزمة يهدد بزعزعة استقرار المنطقة" ونفت أذربيجان تدخل تركيا في القتال.

وأعلن رئيس أذربيجان إلهام علييف التعبئة العسكرية الجزئية، وقال وزير خارجية أذربيجان اليوم إن "6 مدنيين قُتلوا وأصيب 19 منذ اندلاع الاشتباكات مع القوات الأرمينية"، ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن ممثل لوزارة الدفاع الأرمينية قوله إن 200 أرمني أصيبوا.

وأعلن الإقليم الانفصالي في وقت سابق مقتل 15 جندياً إضافياً من قواته، وكان ناغورنو قرة باغ قد ذكر أمس الأحد أن 16 من جنوده قتلوا وأصيب ما يربو على مئة بعد أن شنت أذربيجان هجوماً جوياً ومدفعياً.

وقال الإقليم إنه استعاد السيطرة على بعض الأراضي التي خسرها أمس، وأن أذربيجان تستخدم المدفعية الثقيلة في القصف.

ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن المسؤول الإعلامي بوزارة الدفاع في أذربيجان أنار إفيازوف، أن جيش بلاده سيطر على العديد من المرتفعات ذات الأهمية الاستراتيجية قرب قرية تاليش في قره باغ.

وقال: "نستخدم الصواريخ والمدفعية وضربات جوية ضد مواقع العدو ما يجبره على تسليم المواقع"، وأشار إلى أن قائد كتيبة هجومية محمولة جواً في الجيش الأرمني قتل قرب تاليش، ولم يتسن التأكد بعد من النبأ.

جهود دبلوماسية
وحفزت الاشتباكات جهوداً دبلوماسية لخفض التوتر في الصراع الذي يعود لعقود، بين أرمينيا ذات الأغلبية المسيحية، وأذربيجان ذات الأغلبية المسلمة.

وحثت الصين الجانبين على ضبط النفس، ودعت روسيا إلى وقف فوري لإطلاق النار، بينما قالت تركيا إنها ستساند أذربيجان.

ونقلت وكالة إنترفاكس عن سفير أرمينيا لدى روسيا أن تركيا نقلت نحو 4 آلاف مقاتل من شمال سوريا إلى أذربيجان، ونفت باكو هذا الاتهام.

وبموجب القانون الدولي، يعد إقليم ناغورنو قرة باغ جزءاً من أذربيجان لكن الأرمن الذين يشكلون الأغلبية العظمى من سكانه، يرفضون حكم باكو.

ويدير الإقليم شؤونه الخاصة بدعم من أرمينيا منذ انشقاقه عن أذربيجان في صراع نشب بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في 1991.

ورغم الاتفاق على وقف إطلاق النار في 1994 بعد مقتل الآلاف ونزوح أعداد أكبر، إلا أن الدولتين تتبادلان بشكل متكرر الاتهامات بشن هجمات حول ناغورنو قرةهباغ، وعلى الحدود بينهما.

وتمر خطوط أنابيب تنقل النفط والغاز الطبيعي من بحر قزوين من أذربيجان، إلى الأسواق العالمية قرب ناغورنو قره باغ، وقتل مئتا شخص على الأقل بعد تصاعد الصراع بين أرمينيا وأذربيجان في أبريل(نيسان) 2016، وقتل 16 على الأقل في اشتباكات في يوليو (تموز) الماضي.