الثلاثاء 29 سبتمبر 2020 / 16:12

"أبوظبي للزراعة".. دور محوري لضمان استدامة إنتاج الغذاء وتقليل الهدر

أكدت هيئة أبوظبي للزراعة و السلامة الغذائية، دورها المحوري في استدامة منظومة الأمن الغذائي ورفع كفاءة سلسلة الإنتاج وتقليل الفاقد والهدر من المنتجات الغذائية من خلال الدورات التدريبية للعاملين في المنشآت الغذائية والقطاع الزراعي، وتنفيذ العديد من الحملات الإرشادية والتوعوية للمستهلكين وحثهم على اتباع سلوكيات الشراء الصحيحة وترشيد الاستهلاك للحفاظ على الغذاء وتقليل الهدر وضمان استدامة الأمن الغذائي.

وقالت الهيئة في تقرير لها بمناسبة اليوم العالمي للتوعية بالفاقد والمهدر من الأغذية الذي يصادف 29 سبتمبر (أيلول) من كل عام، إن "تشريعات السلامة الغذائية تعد واحدة من أهم ركائز استراتيجيات الحد من فقد وهدر الغذاء الصادرة عن منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، إذ تساعد الممارسات السليمة في التعامل مع الغذاء في الحد من تلف الغذاء باعتباره أحد أهم الأسباب المؤدية إلى فقد وهدر الغذاء خلال مراحل السلسة الغذائية".

تشريعات وأدلة توضيحية
وأصدرت هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية حزمة من التشريعات فيما يخص السلامة الغذائية خلال مراحل السلسة الغذائية، كما أصدرت أدلة توضيحية للمنشآت الغذائية تشرح التشريعات بصورة مبسطة وسهلة وأدلة الممارسات الزراعية الجيدة، التي من شأنها تقليل الفقد والهدر أثناء عمليات الحصاد والنقل، وتتبع التشريعات الصادرة عن الهيئة نهج تحليل المخاطر إذ يتم الحكم على سلامة المنتج وفقا للأدلة العلمية مما يسهم في الحد من فقد وهدر الغذاء.

وعلى مستوى التشريعات الاتحادية بادرت الهيئة بالتعاون مع الجهات الاتحادية في التحديث والتعديل على اللوائح الفنية ذات العلاقة بالبطاقة الغذائية وتاريخ الإنتاج والانتهاء للمواءمة مع الممارسات العالمية.

وتعد تواريخ الصلاحية من أهم العوامل التي تسهم في الحد من فقد وهدر الغذاء لذا عملت الهيئة على إصدار أدلة إرشادية للمصنعين توضح كيفية الامتثال للتشريعات ذات العلاقة.

دعم وإرشاد وتوعية
و تقدم الهيئة الدعم الفني والإرشاد الزراعي وتوعية المزارعين بأفضل الممارسات التي يمكن اتباعها للمحافظة على جودة الثمار بعد حصادها عن طريق سرعة تبريدها مباشرة بعد الحصاد وتخزينها في درجات الحرارة المثلى، وذلك لزيادة فترة صلاحية الثمار وبالتالي تقليل الفاقد منها.

كما تحرص على توجيه المزارعين لزراعة الأصناف الأكثر ملاءمة لمناخ الدولة وطبيعة الأراضي الزراعية بهدف ضمان الاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية المحدودة، إضافة إلى تقديم التوصيات للمزارعين حول التقنيات الزراعية الملائمة التي تساعد على رفع كفاءة الإنتاج الزراعي وأهمية استخدام الموارد المتجددة مثل الطاقة الشمسية والمياه المعاد تدويرها.

وتقدم الهيئة برامج تدريب للعاملين في قطاع الزراعة تسهم في بناء الوعي لديهم حول مفهوم الاستدامة وتساعد على تأهيلهم لاستخدام الأدوية والمبيدات بالطريقة الصحيحة والقيام بعملية الحصاد بشكل يحافظ على جودة المنتج الزراعي ويقلل التلف خلال عملية ما بعد الحصاد.

وأصدرت الهيئة مؤخراً 36 دليلاً إرشادياً للمحافظة على جودة الثمار بعد الحصاد تغطي 41 محصولاً، إيماناً منها بأن معاملات ما بعد الحصاد تعد أحد العناصر الهامة في مراحل الإنتاج وركناً مهماً في منظومة الأمن الغذائي.

وتشير تقارير منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "فاو"، إلى أن اتباع الممارسات الصحيحة لمعاملات ما بعد الحصاد يعمل على زيادة فترة صلاحية المنتج للتداول والاستهلاك، ويضمن تقليل الفاقد من الإنتاج بنسبة تتراوح ما بين 20 و50 في المائة ومن هنا تكتسب معاملات ما بعد الحصاد أهميتها في كونها تساهم في زيادة إنتاج الغذاء ودعم الأمن الغذائي بالإضافة إلى تعزيز القدرة التنافسية للمنتجات وبالتالي زيادة دخل أصحاب المزارع التي تطبقها.

وبالنسبة للعاملين في المنشآت الغذائية الصناعية وقطاع المطاعم والفنادق، هناك برامج متخصصة لتدريبهم على كيفية التعامل مع الغذاء بطريقة آمنة تحافظ على سلامة الغذاء للمستهلك وتقلل من حجم الفاقد الناجم عن تلف أو تلوث الغذاء.

وأصدرت الهيئة الدليل الإرشادي بشأن تقليل هدر الغذاء – قطاع خدمات الطعام، الذي تم إعداده وفق أفضل الممارسات في إعداد التشريعات التي تنتهجها الهيئة والمتضمنة في دليل إعداد التشريعات والسياسات الخاص بالهيئة.

وتم تطوير هذا الدليل لتوفير التوجيه ومساعدة قطاع خدمات الطعام للمساهمة في تعزيز الأمن الغذائي و حماية البيئة من خلال تقليل مخلفات الطعام بما يتوافق مع تشريعات هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية فيما يخص السلامة الغذائية و أفضل الممارسات الدولية في مجال التقليل من هدر الغذاء.
ويتبع هيكل هذا الدليل الاستراتيجيات الصادرة عن منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "الفاو" بشأن الحد من الفاقد والمهدر في الغذاء، التي تتلخص في أن تكون الأولوية للخيارات الأكثر ملاءمة للبيئة وتحسين الكفاءة الاقتصادية والبيئية للقطاعات الزراعية الغذائية، من خلال الاستفادة من مخلفات الأغذية في إعداد السماد العضوي.

ويمكن هذا الدليل قطاع خدمات الطعام من تطوير خطط الحد من هدر الطعام وإشراك المستهلكين للمساهمة في الحد من هدر الطعام من خلال نشر الوعي، بالإضافة إلى توفير خيارات مختلفة لتناول الطعام والتي يمكن أن تساعد المستهلك على تقليل هدر الطعام.

وتقوم الهيئة بحملات إرشادية لتوعية المستهلكين حول أساليب تخزين الغذاء المنزلي بالشكل الصحيح و أهمية الاستهلاك حسب الحاجة فقط لتقليل هدر الغذاء.

وتعمل الهيئة بالتعاون مع جهات أخرى مثل الهلال الأحمر الإماراتي "مشروع حفظ النعمة" على عقد الورش التوعوية في المدارس والجامعات للتوعية حول أهمية الحفاظ على الطعام والحد من الهدر ودور المستهلك في استدامة الأمن الغذائي.

وحثت الهيئة جميع أطراف السلسلة الغذائية على تجنب السلوكيات والعادات التي تؤدي إلى فقد وهدر الأغذية طوال مراحل السلسلة من المزرعة إلى المائدة، مشيرة إلى أن الهدر الأكبر للأغذية يحدث خلال المراحل من الحصاد حتى البيع بالتجزئة، وبالتالي لابد من العناية بالمنتجات عبر هذه المراحل واتباع النصائح والارشادات التي تحد من فقد الغذاء.

وأهابت بالمستهلكين الابتعاد عن العادات الغذائية السلبية والبدء في تقليل كميات الغذاء التي يتم إعدادها، وشراء الغذاء بقدر الحاجة مع مراعاة اشتراطات التخزين الصحيحة والتسوق الآمن وغيرها من السلوكيات الإيجابية للمحافظة على الأغذية والحد من هدرها.