المرشح الديمقراطي للرئاسة الأمريكية جو بايدن (أرشيف)
المرشح الديمقراطي للرئاسة الأمريكية جو بايدن (أرشيف)
الأربعاء 21 أكتوبر 2020 / 15:44

فوز بايدن المحتمل... لا يعني عودة الدبلوماسية الأمريكية إلى الوراء

يختصر المرشح الديموقراطي للرئاسة الأمريكية جو بايدن سياسته الخارجية في استعادة زعامة الولايات المتحدة، ويهدف على ما يبدو إلى نسف ما تحقق في حقبة دونالد ترامب، لكن إذا انتخب رئيساً، فسيكون عليه التعامل مع عالم مختلف، ولا يمكنه الاكتفاء بالعودة إلى الوراء.

وكتب نائب الرئيس السابق في نشرة "فورين أفيرز" في بداية السنة أن "مصداقية وتأثير الولايات المتحدة في العالم تراجعا منذ مغادرة الرئيس باراك أوباما وأنا السلطة"، ووعد العمل "لتقود أمريكا مجدداً العالم".

وفي العديد من القضايا يبدو التناقض مع ترامب واضحاً، فبايدن يريد الانضمام مجدداً ومنذ اليوم الأول لولايته الرئاسية، إلى اتفاق باريس حول المناخ الذي انسحب منه الرئيس الجمهوري، ثم إعادة العلاقات مع منظمة الصحة العالمية، التى تخلى عنها ترامب عنها في أوج وباء كورونا.

ويقترح بايدن تنظيم "قمة للديموقراطيات" في السنة الأولى من ولايته الرئاسية لتلميع صورة الولايات المتحدة، وتأكيد تمسكها بالتعددية من جديد بعدما هوجمت 4 أعوام، ثم التقرب من جديد من حلفاء غربيين أساءت دبلوماسية ترامب معاملتها.

ورأت سيليا بيلين من مركز "بروكينغز اينستيتيوشن" أن "هناك خطر أن يرى بايدن العالم كما كان عندما انتهت ولايته وليس كما هو عليه اليوم، وأن تغيره فكرة مجرد العودة إلى الوضع الطبيعي".

وقالت: "لكن العالم تغير وترامب غير اللعبة في الكثير من المواضيع إلى درجة أن هذا لم يعد ممكناً"، وفي الواقع وفي اليسار، غير المستشارون الشباب المبادئ.

ومن جهتها، قالت كاترينا ماليغان من مركز "أميريكان بروغريس" القريب من الديموقراطيين: "بشكل عام لا أعتقد أن السياسة الخارجية لبايدن ستكون إعادة صياغة للسياسة الخارجية في عهد أوباما".

وأضافت "سيكون على هذه الرئاسة التعامل مع صعود الاستبداد من جديد، وأن الديموقراطية لم تعد في طور الاتساع في جميع أنحاء العالم".

وبدوره، قال وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية كليمان بون، إن القارة العجوز لا يجب أن تعتبر عند التغيير، أن "الوضع سيكون كما كان قبل انتخاب الرئيس ترامب".

وأضاف لصحافيين في واشنطن "في اعتقادي، ستستمر توجهات معينة معينة في رئاسة ترامب، الضغط على الاتحاد الأوروبي للمشاركة في الجهود الدفاعية، والحزم في مجال التجارة، والمواجهة مع الصين، بطريقة أو بأخرى".

وبمعزل عن أسلوبيهما المتناقضين وتكتيكاتهما المختلفة، يلتقي بايدن وترمب على عدد من القضايا الكبرى، فقد حاول ترامب الحديث العهد بالسياسة "وضع حد للحروب التي لا تنتهي" وبدأ دون مشورة، سحب الجنود من سوريا، والعراق، وأفغانستان.

أما بايدن السناتور طيلة 36 عاماً، فسيتولى المنصب محملاً بأعباء كبيرة بعدما صوت لمصلحة الحرب على العراق في 2003، لكنه اعترف بأن ذلك كان "خطأ" وغير موقفه مع تعبير الرأي العام عن ملل متزايد من النزعة التدخلية الأمريكية.

ولذلك، من غير المرجح أن يرسل بايدن قوات كبرى إلى أفغانستان بل سيعتمد على مهمات القوات الخاصة في مكافحة الإرهاب، ويُبدي بايدن، الذي يمثل طبقة حاكمة تأمل منذ فترة طويلة أن تتحول الصين إلى الديموقراطية مستفيدة من انفتاحها الاقتصادي، بينما تتواجه واشنطن وبكين في ما يبدو حرباً باردة جديدة.

ويصر المرشح الديموقراطي على أن "الولايات المتحدة يجب أن تكون حازمة مع الصين"، كما لو أنه يسعى إلى تجنب انتقادات ترامب الذي يقول عنه إنه "ضعيف" ويمكن التلاعب به بسهولة.

ويرى بيل بيرنز الدبلوماسي السابق الذي يرأس مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، أن إدارة هذه المنافسة الاستراتيجية ستحدد "نجاح أو فشل السياسة الخارجية للولايات المتحدة".

وقال بيرنز إن إدارة بايدن ستركز أكثر على إنشاء شبكة من التحالفات في آسيا "ليس لمنع صعود الصين لأن الولايات المتحدة لا تستطيع تحمل ذلك، بل من أجل رسم بيئة نشأتها".

وتبقى معرفة إذا كان بايدن سيعتمد إذا فاز على هوامش مناورات، أوجدها الرئيس الحالي، مع الصين وفي ملف التجارة، والمواجهة النووية مع إيران، أو كوريا الشمالية، أو أنه كما تساءلت سيليا بيلين "سيميل، كما فعل ترامب، إلى محو كل ما فعله سلفه ليبدأ من الصفر؟"، وأوضحت أنه "يمكن أن يواجه بذلك شركاء منهكين".