الخميس 22 أكتوبر 2020 / 12:39

هدف أردوغان ابتلاع أذربيجان...أمة واحدة- دولة واحدة

رأى المُحلّل العسكري الروسي سيرغي إيشينكو أن هدف الرئيس التركي رجب طيب اردوغان من الحرب في ناغورنو قره باخ هو "ابتلاع" أذربيجان والوصول المُباشر إلى بحر قزوين.

كيف تحول روسيا دون تعزيز تركيا لمواقعها في القوقاز ووصولها المحتمل، أكثر من أي وقت مضى، إلى ساحل بحر قزوين؟

وقال إيشينكو، في مقال بصحيفة "سفوبودنايا بريسا" الروسية، إن فشل كل محاولات التهدئة بين طرفي النزاع في ناغورنو قره باخ، يؤكد بوضوح أنه بات من المستحيل على الأرمن والأذريين الاتفاق على أي شيء، إذ تُواجه جيوش البلدين أهدافاً مختلفة جداً.

لا يمكن إنكار أن باكو ترفض، تلقائياً، حتى التلميحات إلى أي تسوية سياسية. فبعد أن شعرت بتفوّقها العسكري في منطقة الصراع، تُريد أذربيجان الآن "كل شيء دفعة واحدة"، أي وضع قره باخ تحت سيطرتها.

معايير تُمليها تركيا
معايير انسحاب يريفان من قره باخ ستُمليها بالتأكيد تركيا التي أعدت للحرب مسبقاً، بل واستثمرت أموالاً كثيرة في هذا النزاع. في باكو، يُكررون أن هذه الحرب بدأت فجأة على يد الأرمن "الخائنين"، وأن ما يحدث في قره باخ اليوم هو مجرد "هجوم مضاد" من جانب أذربيجان.

ولكن الحقائق تُثبت خلاف ذلك، فالأذريون بدأوا جنباً إلى جنب مع الأتراك، الانتقال إلى مواقعهم منذ الصيف الماضي.

ونقل الكاتب عن مصادر ديبلوماسية عسكرية أن تركيا كثّفت رحلات طائرات النقل العسكرية إلى أذربيجان، وبشكل غير مسبوق في سبتمبر(أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول).

ووفقاً للمصادر نفسها و"خلال الأسبوع الأول من أكتوبر (تشرين الأول)، نقل ما يصل إلى 1300 مرتزق سوري، وما لا يقلّ عن مجموعة واحدة من المرتزقة الليبيين من 150 شخصاً إلى منطقة النزاع في ناغورنو قره باخ".

وسأل الكاتب هل يمكن أن تركيا "استثمرت" بشكل كبير في هذه الحرب فقط لمساعدة "أذربيجان الشقيقة" على استعادة قره باخ من أرمينيا؟ فبالنسبة لـ"لاعب شطرنج" جيوسياسي جاد مثل أردوغان، لا بد أن لأنقرة أهدافاً عالمية أكثر أهمية في هذه الحرب. فما هي؟

أهداف أردوغان

يجدر الاستماع إلى تصريحات فاغارشاك هاروتيونيان، مستشار رئيس وزراء أرمينيا، حين قال: "يجب أن نُدرك بوضوح أن هذه الحرب خططت لها تركيا، التي تسعى إلى إحياء أفكار العثمانية الجديدة".

وحسب المستشار، فإن أهداف أنقرة هي تعزيز دورها في المنطقة، و"ابتلاع" أذربيجان، وتحويل صيغة "أمة واحدة-دولتان" إلى صيغة "أمة واحدة-دولة واحدة".

فهل يمكن القول إن الافتراضات عن احتواء تركيا الوشيك لأذربيجان هي مجرد تكهّنات سياسية فارغة من القيادة الأرمنية؟

استشهد الكاتب بما توصّلت إليه مجموعة من نواب المجالس الأذرية في 2014 ، من مبادرة لتنفيذ صيغة "دولة واحدة - جيش واحد" مع أنقرة. "وعندما يتحدّث السياسيون بجدية عن توحيد قواتهم المسلحة مع قوات أجنبية، فعادة ما يكون لديهم حرفياً خطوة واحدة لإنشاء دولة واحدة"، وفقاً للكاتب.

الوصول إلى قزوين

فما الذي سيحصل عليه أردوغان إذا نفذت الصيغ المذكورة أعلاه؟

"على أقلّ تقدير، الوصول المُباشر إلى بحر قزوين، الذي لا يزال يتعذر الوصول إليه، بثرواته النفطية وخطوط الأنابيب ذات الأهمية الجيوسياسية، والظهور المُفاجئ لقاعدة أو أكثر من القواعد العسكرية التركية على شواطئ قزوين"، حسب الكاتب.

وفي وقت سابق، حذر الرئيس السابق للاستخبارات الإسرائيلية ياكوف كيدمي موسكو من مثل هذا التحوّل في الأحداث، معتبراً أن وجود قواعد تركية تابعة لحلف شمال الأطلسي في بحرقزوين، كأنه يعني أن  "روسيا تُطلق رصاصة الرحمة على نفسها".

مصيبة لروسيا
ولكن، كيف تحول روسيا دون تعزيز تركيا لمواقعها في القوقاز ووصولها المحتمل، أكثر من أي وقت مضى، إلى ساحل بحر قزوين؟

على الأرجح، فإن السؤال هو ما يشغل موسكو بالدرجة الأولى، وليس مجرد استعادة الوضع السابق في قره باخ.

ولكن من الواضح أن "سلطاتنا لم تحسم أمرها في هذا الشأن، ويبدو أن هذه هي مصيبتنا الرئيسية في هذه الحرب"، حسب إيشينكو.