عناصر من ميليشيا حزب الله الإرهابية في سوريا (أرشيف)
عناصر من ميليشيا حزب الله الإرهابية في سوريا (أرشيف)
الأحد 25 أكتوبر 2020 / 19:28

المجتمع الدولي يرفع مستوى المواجهة مع الإرهاب

يبدو أن المجتمع الدولي يتجه مع الوقت لرفع مستوى المواجهة مع تنظيمات إرهابية في العالم العربي، مثل حزب الله في لبنان والعراق والحوثيين في اليمن وكذلك تنظيم الإخوان، المرتبط بتحالف تركيا وقطر، وكذلك ما تبقى من تنظيم القاعدة في الشمال السوري.

ما يلفت إلى هذا التوجه ضربات وتصريحات ومناورات برية برزت خلال الأسابيع الأخيرة كان آخرها ما أعلنه وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو حين شبّه "حزب الله" بتنظيمَي "داعش" و"القاعدة".

منظمات إرهابية
في الوقت نفسه، حظرت إستونيا وغواتيمالا أنشطة "حزب الله" على أراضيها، كما صنفتاه "منظمة إرهابية"، بسبب تنفيذه أجندة إيران الخبيثة ونشاطه المتواصل عبر البلدان، كما القاعدة وداعش لتنفيذ أعماله الإرهابية.

وقبل أيام، نفذ التحالف غارات في سوريا قتلت عدداً من القياديين كبار بتنظيم القاعدة "النصرة"، المحميين بمناطق تحت سيطرة القوات التركية، وهم من المسؤولين عن عدد من عمليات خطف الصحافيين والأجانب وقتلهم، إضافة إلى تفجيرات نفذوها ضد السوريين في مناطق النظام والمعارضة.

واللافت بكلام وزير الخارجية الأمريكي تشبيهه تمدد الميليشيات اللبنانية في العالم بطريقة تمدد تنظيمي القاعدة وداعش، حيث تتوزع خلاياه الصغيرة في أماكن مختلفة، وتظل نائمة بانتظار أوامر من قيادتها تتحرك بموجبها إما بعمليات إرهابية أو بتهريبات مالية، فيما تبني خلال وجودها شبكات تجارية تستفيد منها بتهريب المخدرات والسلاح عبر العالم.

وكانت العمليات الأمنية الاستباقية كشفت مخططات تدميرية لحزب الله في القارات الأمريكية والأوروبية والإفريقية والآسيوية، والشرق الأوسط، هذا الكشف أدى إلى منع وقوعها، ولكنه أظهر تمدد هذه الشبكات وعملها في شراء مواد عسكرية بعضها يستعمل لتعطيل أجهزة حربية، وبعضها يستعمل في التفجير وإطلاق الصواريخ مثل "نترات الأمونيوم" التي فجرت مرفأ بيروت قبل أسابيع.

تركيا وإيران
مصادر متابعة لملف حزب الله في العاصمة الأمريكية واشنطن لفتت إلى أن التواصل الإيراني التركي لم ينقطع منذ سنوات رغم اختلافهما على عدد من الملفات، ولكن تحرك مسؤولين من قطر بين "اللدودين" أي أنقرة وطهران وجد ملفات مشتركة أكبر عددا من المختلف عليها.

حيث نظم الخلاف في سوريا، وامتنع الطرفان عن قتال بعضهما على الأرض هناك، بل حتى قدما خدمات لبعضهما على الأرض عبر صلات الإيرانيين بحزب الله وصلات الأتراك بالقاعدة وداعش. وتشير المصادر إلى أن أساليب القاعدة وداعش في خطف الأجانب وقتلهم استلهماها أصلاً من حزب الله منذ ثمانينات القرن الماضي.

ففي تلك المرحلة اختطف حزب الله في بيروت عدداً كبيراً من الأساتذة الجامعيين والصحافيين وحتى رجال دين وفنانين أجانب، وقتل عدداً منهم، أو استعملهم كرهائن للضغط على دول غربية، أو حتى دفع الأمريكيين إلى بيع طهران أسلحة خلال حربها على العراق، وهو ما عرف بصفقة "إيران غيت".

مصادر واشنطن نبهت إلى أن تنظيم "الإخوان" هو أيضاً شريك بترتيب العلاقات بين حزب الله والقاعدة وداعش، فقادة التنظيمين الأخيرين هم تربية "مدرسة الإخوان"، في الاعتداء والقتل وترهيب الناس، من المغرب إلى ليبيا والجزائر ومصر وقطاع غزة وسوريا وصولاً إلى أفغانستان وغيرها من دول عربية وإسلامية.