الإثنين 26 أكتوبر 2020 / 12:57

الصين-إيران-كوريا الشمالية...محور الصواريخ!

24-زياد الأشقر

ذكر الكاتب بروس إي. بيكتول في موقع "ذا ناشيونال إنترست" الأمريكي، بإطلاق إيران صواريخ باليستية في السابع من يناير (كانون الثاني) على قواعد أمريكية في العراق، موضحاً أن تلك الصواريخ تندرج ضمن سلسلة "قيام" المرتكزة على صواريخ "سكود سي" الكورية الشمالية المصنوعة في كوريا الشمالية والتي تم تسريبها إلى إيران.

يبدو الآن أن ثمة بحثاً في اتفاق بعيد المدى على شراء أنظمة أخرى، بدعم من الصينيين

وقال الكاتب إن ذلك القصف كان أحدث مثال على المساعدة الكورية الشمالية التي وصلت إلى أنظمة قتالية إيرانية تستهدف قوات أمريكية أو حليفة، معتبراً أن التهديد الذي تشكله طهران حقيقي، وزاد خطورته وجود المستشارين والفنيين الكوريين الشماليين الموجودين في إيران اليوم. إنه وجود لا يظهر أي علامات على أفوله.

الصين
وكان الكاتب تطرق في مقال سابق إلى بيع كوريا الشمالية إيران صواريخ باليستية متوسطة المدى يمكن تحويلها إلى صواريخ باليستية عابرة للقارات بالاستناد إلى تصميم أوكراني لمحركات دفع صاروخي بزنة 80 طناً والذي فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على إيران بسببه في أوائل عام 2016. والدليل يرقى إلى إثبات هذا التقييم، لكن ذلك يقودنا إلى رقعة أخرى من الأحجية-ألا وهي الصين. وهكذا يكون من المناسب إجراء مراجعة تاريخية للصفقة الصاروخية الكورية الشمالية-الإيرانية، وهي صفقة ستوصلنا في النهاية إلى الصين.

واستناداً إلى تقارير صحافية عام 2013، فإن الكوريين الشماليين كانوا ساعدون الإيرانيين على صنع محركات صواريخ بزنة 80 طناً كان الهدف استخدامها في تصميم صواريخ متوسطة المدى. في 2015، تم الكشف في وسائل الإعلام عن تطورات جديدة، مفادها أن شحنات عدة من محركات الصواريخ المذكورة وصلت إلى إيران في الوقت الذي كانت تجري فيه المفاوضات بين طهران ودول خمسة زائد واحد لإبرام الاتفاق النووي.

عقوبات
وعام 2016 عقب ابرام الاتفاق، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على شركات وأفراد إيرانيين لانتهاكهم العقوبات المفروضة على كوريا الشمالية. ولمزيد من الإيضاح، فإن مسؤولين كوريين شماليين وإيرانيين تبادلوا الزيارات. وباتت إيران قادرة على الحصول على محركات بزنة 80 طناً لصواريخ كانت تطورها كوريا الشمالية وقتذاك.

وعام 2017، اختبرت كوريا الشمالية ما وصفته بصاروخ هواسونغ-12. هذا الصاروخ عابر للقارات بمدى 4500 كيلومتر أو أكثر. وتبين أن صاروخ هواسونغ-12 يعمل بمحرك تم الحصول عليه من الأوكرانيين( بطريقة سرية وغير معروفة من قبل المسؤولين في هذا البلد) يعرف آر. دي-250. وعملت كوريا الشمالية على تسريب هذا النوع من المحركات التي تتمتع بطاقة محرك بقدرة 80 طناً. في وقت لاحق، من عامذاك اختبرت صاروخين عابرين للقارات. الأول، هواسونغ-14 القادر على إصابة أهداف في ألاسكا، والثاني هواسونغ-15 القادر على ضرب الساحل الشرقي للولايات المتحدة. وتبين أن الشحنات الدافعة في هذين الصاروخين قد بيعت إلى إيران بناء على وساطة من الصين.

اتفاق الـ25 عاماً
وقال الكاتب إنه في أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، انتهى الحظر الذي فرضته الأمم المتحدة على بيع إيران أسلحة. ووفقاً لتقارير صحافية، فإن ذلك فتح الباب أمام الشق العسكري من "اتفاق الـ25 عاماً" بين الصين وإيران. ويبدو الآن أنه في سياق الشق العسكري من الاتفاق، فإن كوريا الشمالية ستبيع إيران الأسلحة والتكنولوجيا. وسيتم دفع المقابل بالنفط الإيراني، الذي تعتبر كوريا الشمالية أنها في حاجة ماسة إليه. ومن بين الصواريخ والتكنولوجيا التي توفرها كوريا الشمالية لإيران، هواسونغ-12 وستقدم لها محركات صواريخ تعمل بالوقود السائل لصنع صواريخ عابرة للقارات. وهذا يؤكد في حال جرى ربط النقاط ببعضها البعض أن هذا الأمر يجري منذ كانت المفاوضات جارية حول الاتفاق النووي في عام 2013. لكن يبدو الآن أن ثمة بحثاً في اتفاق بعيد المدى على شراء أنظمة أخرى، بدعم من الصينيين. والمحركات التي تعمل بالوقود السائل هي التي ستستخدم في صنع المرحلة الثانية من الصواريخ العابرة للقارات، تماماً كما فعلت كوريا الشمالية في صاروخي هواسونغ-14 وهواسونغ-15.

وخلص الكاتب إلى أن مبيعات الأسلحة الكورية الشمالية لإيران تعود إلى أوائل الثمانينات. لكن يبدو أن هذه العلاقة امتدت اليوم لتشمل الصين.