هذه مخاطر بيع قطر مقاتلات "أف 35"

وفي مقال في مجلة "نيوزويك"، شرح الباحثان أنه على الرغم من أن قطر تستضيف أكبر منشأة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط (قاعدة العديد الجوية)، إلا أنها تُساعد القوات المُناهضة لأمريكا وإسرائيل في جميع أنحاء المنطقة.

مكاسب ديبلوماسية
وتسعى الدوحة إلى اكتساب النفوذ في المعسكر المعادي للغرب لتحقيق مكاسب ديبلوماسية، حيث تنحاز علناً إلى القوى الإيرانية ووكلائها في عدائها للغرب، وإلى تركيا والإسلاميين السنّة المُنتمين إلى جماعة "الإخوان المسلمين". ولا تزال الدوحة تُعارض بشدة اتفاقيات التطبيع التي تمّ التوصّل إليها مؤخراً بين إسرائيل والإمارات والبحرين والسودان. وتُقدّم قناة "الجزيرة" الإخبارية التابعة لها فضاء مفتوحاً للتحريض ضد إسرائيل والولايات المتحدة.

كما تُموّل قطر حركة حماس في غزة، وتدفع الفدية لإطلاق سراح الرهائن الغربيين لدى الجماعات المُتطرّفة التي تدعمها هي نفسها. دعمت "الإخوان" عندما تولّوا الحكم في مصر، ولا تزال تتمتّع بعلاقات مع إيران التي تُطوّر معها أكبر حقل للغاز الطبيعي في العالم.

العلاقة مع تركيا
وتُحافظ قطر على شراكة إستراتيجية متنامية مع حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. هذا التحالف هو الركيزة الأساسية للسياسة الخارجية القطرية، حيث تتشارك الدولتان تعاطفاً إزاء الإسلام السياسي لا سيما جماعة "الإخوان المسلمين". كما وقّع الجانبان اتفاقية أمنية استراتيجية في 2014، وتمّ إنشاء قاعدة عسكرية تركية في قطر. وساعدت الدوحة تركيا في تخفيف تأثير العقوبات الأمريكية عليها. في 2018، تعهّدت الدوحة باستثمار 15 مليار دولار في المصارف وأسواق المال التركية، رداً على جهود تركيا في مُساعدة النظام القطري بعد المقاطعة العربية عام 2017.

قطر والإرهاب
وساهمت أسرة آل ثاني في تعزيز عدم الاستقرار في الشرق الأوسط على مدى العقد الماضي. في 2014، قال وزير التنمية الألماني إن قطر تموّل تنظيم داعش الإرهابي في سوريا والعراق. في يوليو (تموز) الماضي، ذكرت صحيفة "دي تسايت" الأسبوعية الألمانية الشهيرة أن الدوحة موّلت "حزب الله" اللبناني، الوكيل الإقليمي الرئيسي للنظام الإيراني، بالأسلحة والمال.
وتُشبه قطر النظام الإيراني في سعيهما لأن يكون لهما تأثير في عدد من الكيانات الإرهابية سواء شيعية أو سنيّة، وتتمثّل استراتيجيتها في إبراز أكبر قدر ممكن من القوة في جميع أنحاء المنطقة.

ووفّرت قطر ملاذاً آمناً لـ"طالبان" منذ 2013 على الأقل. كما وفّرت حياة مترفة للقيادي في حركة حماس خالد مشعل في الدوحة. كما تتمتّع قطر بسجل فظيع في مجال حقوق الإنسان، بما في ذلك استغلال العمال في التحضير لإستضافة كأس العالم لكرة القدم 2022. وبالتالي، يُشكّل نظام آل ثاني خطراً جسيماً على أمن الشرق الأوسط والأمن الدولي.

وإذ اعتبر الكاتبان أن بيع طائرات "اف 35" إلى قطر من شأنه أن يُعزّز قوة أعداء أمريكا في الشرق الأوسط، خلُصا إلى أنه على الولايات المتحدة أن تعلن بشكل علني أنها "لن تبيع هذه الطائرات للدولة الراعية للإرهاب في الدوحة".