اجتماع للجنة الرابعة للأمم المتحدة لإنهاء الاستعمار (تال كال)
اجتماع للجنة الرابعة للأمم المتحدة لإنهاء الاستعمار (تال كال)
الجمعة 13 نوفمبر 2020 / 00:06

الإمارات والمغرب جبهة واحدة لمواجهة ادعاءات إيران

كان 4 نوفمبر (تشرين الثاني) يوماً مهماً للديبلوماسيتين الإماراتية والمغربية. ففيه، لم يشارك البلدان في افتتاح القنصلية الجديدة للإمارات في العيون المغربية فحسب، ولكنهما تحركا أيضاً معاً لتعرية السياسة الإيرانية أمام المجتمع الدولي.

ورغم أن رؤية الدبلوماسيتين تتصديان للموضوع نفسه لا تعد مفاجئة، إلا أن هذا الدفاع المشترك للبلدين ضد الهجمات الإيرانية يكتسب دلالات خاصة

وبادر البلدان بهذا التحرك المشترك خلال اجتماع للجنة الرابعة للأمم المتحدة التي تُعنى بالسياسات الخاصة وإنهاء الاستعمار.

وتقول مجلة "تال كال"Tel quel المغربية إن الاجتماع انتهى إلى تبني قرارات عدة تهدف إلى التنديد بتحركات إسرائيلية في المناطق المحتلة، ولكنه أيضاً شهد "صداماً" بين طهران من جهة وأبوظبي والرباط من جهة أخرى. أما سبب هذا التوتر فهو وحدة أراضي الدول الثلاث.

أصل التوتر
أصل التوتر كان تكرار الادعاء الإيراني بأن جزر أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى تابعة أراضٍ إيرانية، لكن ممثل المغرب الذي لم تكشف المجلة اسمه تصدى للادعاءات الإيرانية في الجلسة، مذكراً بأن الإمارات تطالب بالسيادة على الجزر.

وتاريخياً، ساندت الرباط أبو ظبي في نزاعها على الجزر مع إيران، وهو ما ذكر به الديبلوماسي المغربي في الجلسة قبل أن يطلب من طهران "احترام حق تقرير المصير للأقليات المحرومة من حقوقها".

وذكّر الديبلوماسي المغربي بقضية الصحراء، مصراً على "الأدلة التاريخية والسياسية والقانونية التي تثبت مغربية الصحراء".

المبعوث الإيراني
وقالت المجلة إن النقاش كان يمكن أن يتوقف عند هذا الحد لو لم يطلب ممثل إيران الرد "للتنديد بتصريحات لا أساس لها عن الجزر الإيرانية" ومهاجمة ممثل المغرب متهماً إياه "بالتنكر لواقع أن المغرب لم يحترم التزاماته الدولية بإعطاء الشعب الصحراوي حق تقرير المصير".

ورداً على هذا الهجوم، تدخل ممثل الإمارات في الجلسة ليؤكد أن "إيران لا تحترم القانون الدولي" بانتقاد المغرب بهذه الطريقة.

التدخل في شؤون جيرانها

وأخذ ممثل المغرب الكلام مجدداً ليتهم إيران "بالتدخل في شؤون جيرانها والعالم كله"، في إشارة مباشرة إلى اتهامات المغرب لإيران التي كانت سبباً في القطيعة مع طهران.

ويشار إلى أن الديبلوماسية المغربية اتهمت منذ 2018، طهران بتزويد البوليساريو بالأسلحة وبدعم الحركة الانفصالية عبر موظفين في السفارة الإيرانية في الجزائر، وهي اتهامات نفتها الجزائر وطهران.

دلالات
ورغم أن رؤية الدبلوماسيتين تتصديان للموضوع نفسه لا تعد مفاجئة، إلا أن هذا الدفاع المشترك للبلدين ضد الهجمات الإيرانية يكتسب دلالات خاصة.

وإذا كان موضوع الجزر، مثله مثل موضوع الصحراء، يُذكر بانتظام في أعمال اللجنة الرابعة للأمم المتحدة، فإن ذكر أبوظبي والرباط لمسائل وحدة الأراضي الإماراتية والمغربية يمكن اعتباره مثالاً للعلاقات الجيدة راهناً بين البلدين.