الكاتبة البنغالية تسليمة نسرين (أرشيف)
الكاتبة البنغالية تسليمة نسرين (أرشيف)
الأربعاء 18 نوفمبر 2020 / 16:48

تسليمة نسرين.. كاتبة بنغالية متمردة على التطرف منذ 26 عاماً

تعيش الكاتبة تسليمة نسرين في المنفى منذ أكثر من ربع قرن بعد تهديدات استهدفتها، لكنها ترفض الانصياع للمتطرفين الإسلاميين، الذين يريدون قتلها.

وتحذر الكاتبة البنغالية، 58 عاماً ،والتي كان من أكثر كتبها بيعاً "إيه فرانش لوفر" و"شوده" من صعود التطرف الإسلامي وخطره على العالم الحديث.

وتقول من منزلها في المنفى في نيودلهي، أين تقيم منذ 2011: "في البلدان الإسلامية، تزداد قوة المنظمات المتطرفة، سواء كانت حركة الشباب، أو تنظيم القاعد،ة أو جماعة بوكو حرام".

وتضيف "حتى عندما ننظر إلى أوروبا، نرى أن العديد من المتطرفين الإسلاميين يطالبون بتطبيق الشريعة الإسلامية باسم التعددية الثقافية".

وفيهذا الشهر، نزل عشرات الآلاف إلى شوارع بنغلادش وعدد من الدول ذات الغالبية المسلمة احتجاجاً على تصريحات للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دافع فيها عن نشر الرسوم الكاريكاتورية في إطار حرية التعبير بعد إعادة نشر رسوم للنبي محمد في صحيفة "شارلي إيبدو" الساخرة.

وتصاعد التوتر منذ ذبح المدرس الفرنسي امويل باتي بعد عرضه على تلاميذه رسماً كاريكاتورياً للنبي محمد.

وأصبحت نسرين، وهي طبيبة، معروفة في الثمانينات بعد سلسلة كتابات تندد بالاضطهاد الديني والجنسي للنساء في بعض البلدان الآسيوية.

وأصبحت مواضيعها مثيرة للجدل بشكل متزايد، وهاجم متطرفون غاضبون المكتبات التي تبيع أعمالها بدكا في 1992. في السنة التالية، صدرت ضدها "فتوى" رداً على روايتها "لاجا" العار، التي تصوّر اضطهاد مسلمين لعائلة هندوسية.

وبعد رصد مكافأة لقتلها، اضطرت نسرين إلى الفرار من البلاد وأمضت السنوات القليلة التالية مختبئة بحثا عن ملاذ في أوروبا أولاً، ثم الولايات المتحدة قبل أن تستقر أخيراً في الهند.

وتقول إن المتطرفين غيروا وجه بنغلادش، مضيفة أن الدول الأخرى التي كانت معتدلة في السابق معرضة للخطر نفسه، مشيرة مثلاً إلى تحول تركيا عن العلمانية.

وترى نسرين أن التعصب الديني آخذ في الارتفاع أيضاً في الهند، التي تعتبر من الديموقراطيات التي لا تتردد إجمالاً في استضافة الذين يواجهون مشاكل في بلادهم، وتقول: "الهند كانت ليبرالية أكثر في السابق. أحببت الهند لذلك. لكن الوضع تغير، أصبح الأمر صعبا جداً اليوم، ولا تسامح أو تساهل مع أي انتقاد".

إلا أنها تستدرك "ليس كل الناس متطرفين. لو كانت الهند بهذا السوء، لما عشت هنا".

وكانت نسرين تحمل لواء الدفاع عن قضايا النساء وثقافة الاغتصاب قبل وقت طويل من نشوء حركة "#أنا أيضا".

واتجهت الأنظار في السنوات الأخيرة إلى الهند، وباكستان، وبنغلادش بسبب انتشار الاعتداءات الجنسية العنيفة، وسط إدانات منخفضة لهذه الجرائم.

وتشدد نسرين على أن "الرجال يجب أن يفهموا أن الاغتصاب ليس ممارسة للجنس"، متذكّرة كيف تعرضت لاعتداء جنسي على يد شاعر شهير، اعتقدت أنه صديق.

وكتبت المؤلفة الفائزة بجوائز عدة، أكثر من 40 كتاباً ترجمت إلى حوالى 30 لغة، وكانت إحدى النقاط المضيئة عندها عندما أعيد هذه السنة نشر مذكراتها "ماي غيرلهود" على خلفية حرب التحرير ببنغلادش في 1971، وحصلت على تقييمات عالية في المنشورات الدولية.

لكن نسرين التي تحمل جواز سفر سويدي، تعلم أنها قد لا تتمكن أبداً من العودة إلى وطنها الأم.

وتقول: "عندما كان والدي على فراش الموت في 2002، توسلت للسلطات للسماح لي برؤيته للمرة الأخيرة لكنها رفضت. منعوني من العودة إلى بلدي 26 عاماً، وهذا غير قانوني".

وتختم قاءلةً  "الحكومة الحالية ترعى المنظمات الإسلامية المتشددة. أصبحت المساجد والمدارس الدينية نافذة جداً. سيقتلونني لكني سأقاتل من أجل حقي في العودة".