لاجئون أثيوبيون في معسكر أم راكوبة بشرق السودان (وكالة الأنباء السودانية)
لاجئون أثيوبيون في معسكر أم راكوبة بشرق السودان (وكالة الأنباء السودانية)
الخميس 26 نوفمبر 2020 / 18:26

مخاوف سودانية من استفحال الأزمة الاقتصادية بسبب اللاجئين من إثيوبيا

يخشى السودانيون أن يؤدي الوصول الكثيف للاجئين الاثيوبيين الى زيادة حدة الأزمة الاقتصادية في بلادهم الناجمة عن سنوات من الحرب، وسوء الإدارة، وأخيراً الفيضانات الكارثية.

ودخل أكثر من 40 الف لاجئ الى السودان منذ بداية النزاع في 4 نوفمبر (تشرين الثاني)، بين الحكومة الفدرالية الاثيوبية وإقليم تيغراي المتمرد المجاور للسودان.

ماء وغذاء
وأقام الذين فروا من المعارك في معسكرات غير صحية على الجانب الآخر من الحدود في شرق السودان، أين ينقصهم الغذاء والمياه والمرافق الصحية.

وقال سليمان علي والي القضارف لفرانس برس إن عدد اللاجئين "أكبر من قدراتنا، وأي زيادة في الأعداد ستؤدي إلى ضغط إضافي ليس فقط على الولاية، ولكن على كل السودان".

وأضاف "منذ بداية الأزمة، كانت استجابة المنظمات غير الحكومية ضعيفة وبالتأكيد ليست على مستوى الأزمة الحالية".

وأمر رئيس الوزراء الأثيوبي أبيي أحمد اليوم الخميس بشن الهجوم النهائي على السلطات المتمردة في ميكيلي عاصمة تيغراي.

ويعتقد الخبير الاقتصادي السوداني محمد الناير، أن "تدفقاً أكبر للاجئين ستكون له انعكاسات اقتصادية بالغة الخطورة على السودان".

ويأتي نزوح اللاجئين إلى السودان في وقت يشهد فيه هذا البلد انتقالا هشاً منذ الإطاحة بعمر البشير في إبريل (نيسان) 2019 اثر تظاهرات جماهيرية.

وتسعى السلطات الجديدة الى إعادة بناء اقتصاد البلد الذي يعاني بسبب العقوبات الأمريكية وسوء الادارة والنزاعات المسلحة.

ويعيش قرابة 65% من قرابة 42 مليون سوداني تحت خط الفقر، وفق الأرقام الحكومية.

وتأثر الاقتصاد بشدة كذلك من الفيضانات الكارثية التي اجتاحت جزءاً كبيراً من البلاد، ومن تداعيات جائحة كورونا.

وتتجاوز نسبة التضخم في السودان 200% ويعاني البلد، نقصاً مزمناً في العملات الأجنبية، ما يؤدي إلى طوابير طويلة لشراء الخبز، وأخرى أمام محطات الوقود.

وتنقطع الكهرباء ست ساعات يومياً على الأقل.

ويشعر سكان شرق السودان، في القضارف وكسلا، عخاصةً بحدة الأزمة الاقتصادية، وهما الولايتان اللتان استقبلتا اللاجئين.

وقال جوناس هورنر من مجموعة الأزمات الدولية، إن "شرق السودان هو المنطقة الأكثر فقراً في البلاد، وتدفق اللاجئين سيؤدي إلى تزايد التنافس على الموارد والمساعدات".

وأضاف "سيتعين على الحكومة الاعتماد بقوة على مساعدات المنظمات المحلية والدولية".

أسعار وإيدز وكورونا
واستقبلت مدينة حمداييت الحدودية على أطراف كسلا مثلاً، 28 الف لاجئ. ويقول السكان هناك أنه مع مجيئهم ارتفعت الأسعار في الأسواق المحلية.

ويقول حاكم القضارف: "كنا نعاني أصلا من نقص الدقيق، والوقود، وسلع أخرى أساسية. ولكن الأزمة الحالية جعلت الحصول على هذه السلع مكلفاً أكثر".

وإضافة الى المشاكل الاقتصادية، فإن الوضع الصحي سيء في معسكرات اللاجئين.

ويؤكد أطباء المعسكرات ظهور حالات إيدز، وحمى، وديسونتاريا، وسل بالفعل بين اللاجئين. غير أنه لم يعلن أي رقم رسمي بعد.

ولكن التكدس، وتردي الظروف المعيشية يمكن أن يزيدا الموقف سوءاً  مع الفرص المحدودة في اللجوء المستشفيات والمنشآت الصحية.

ولم تسجل أي إصابة بكورونا رسميا ولكن لا تزال هناك مخاوف من انتشار الفيروس في المعسكر والقرى المجاورة.

ويقول حاكم القضارف: "الوضع الصحي الآن رهيب".

ويدعو آخرون المجتمع الدولي إلى لعب دور أكبر إذا استمر النزاع.

ويقول محمد الناير: "نحن في حاجة إلى مساعدة المجتمع الدولي، وإلا فان الاقتصاد في السودان سينهار".