زعيم الحركة القومية التركية المتطرفة دولت بهجلي رافعاً شعار الذئاب الرمادية (أرشيف)
زعيم الحركة القومية التركية المتطرفة دولت بهجلي رافعاً شعار الذئاب الرمادية (أرشيف)
الخميس 26 نوفمبر 2020 / 20:10

من يحكم تركيا أردوغان أم بهجلي والمافيا التركية؟

أثبتت التطورات في تركيا حدود سلطات الرئيس رجب طيب أردوغان، والخطوط الحمراء التي رسمها له شريكه اليميني المتطرف في التحالف الصغير، دولت بهجلي وصديقه السيئ السمعة، علاء الدين تشاكيجي، وفق ما ذكر موقع "أحوال تركية" اليوم الخميس.

وفي تقرير عن تطورات السلطة في تركيا، نقل الموقع، حديثاً بين حامد بوزرسلان من كلية الدراسات المتقدمة في العلوم الاجتماعية في باريس، ورئيس تحرير "أحوال تركية"يافوز بايدر، عن حزب الحركة القومية اليميني المتطرف بزعامة بهجلي، وتنظيمه، وحركة "الذئاب الرمادية"، وزعيم المافيا المافيا تشاكيجي، الذي يشارك عن كثب مع الحزب، بما يتجاوز نطاق السياسة البرلمانية وداخل الحزب إلى ما وراء المنطق في تركيا.

وحسب بوزرسلان ، يسعى أردوغان للحفاظ على السلطة، لمحاولة لتصحيح الاقتصاد بعد استقالة صهره وإعلانه بعض الإصلاحات القضائية، ولكن الرجل القوي في تركيا أظهر أنه لا يملك سوى مساحة معينة للتصرف أمام قبل بهجلي وحزب الحركة القومية.

ويعتقد بوزرسلان، أن الخطوط الحمراء التي لا يستطيع أردوغان، بكل قوته تجاوزها، لا تحددها قوانين أو مؤسسات تركيا السطحية، ولكن يحددها كل من بهجلي وتشاكيجي، اللذان لا يعتبران نفسيهما "فوق القانون، بل القانون نفسه، والمالكان الحقيقيان للدولة في عهد أردوغان".

وحسب بوزرسلان "هذا هو الوضع الحالي للدولة التركية، هي شبكة من وكالات الدولة، والقوى القسرية الخارجة عن الدولة من اليمين المتطرف، وهياكل المافيا التي يوجد في مركزها أشخاص مثل تشاكيجي. هذا نمط تاريخي ظهر مراراً وتكراراً. حيث ظهر في مطلع القرن العشرين، عندما سقطت الإمبراطورية العثمانية ونهضت جمهورية تركيا من تحت أنقاضها، وأثناء صعود السياسة اليسارية في الستينيات، وفي ذروة الحرب على المتمردين الأكراد في تركيا في التسعينيات".

وأضاف بوزرسلان، "نشهد اليوم تكراراً أكثر وحشية لمثل هذه الهياكل والأنماط، تشمل عصابات بالزي العسكري في تركيا، والتي غالبا ما كان يقودها مسؤولون حكوميون".

وتابع "أما أردوغان، ورغم أنه لا يزال الرئيس، إلا أنه أُجبر على الصمت. تشاكيجي هو الذي يقرر مصير تركيا"، مضيفاً أن السياسة الخارجية لتركيا، خاصة في سوريا، وناغورنو قره باخ، تتأثر أيضا بمثل هذه الهياكل شبه العسكرية اليمينية المتطرفة.

وأردف "هذه الهياكل أبقت أردوغان في السلطة في السنوات الأخيرة، ودمرت مدناً كردية مثل جزيرة ابن عمر وصور، في غضون ذلك. والسبب الذي يجعل أردوغان رئيساً حتى الآن، هو أن بهجلي "لن يختزل نفسه ليصبح رئيساً. فالرئاسة مجرد وظيفة، بينما زعيم حزب الحركة القومية، الأفق اللانهائي للسلطة".

وختم بوزرسلان قائلاً إن "تركيا تتشكل من خلال الدولة العميقة، التي تشكل جوهرها من قبل بهجلي وحزبه القومي المتطرف. فحماة ومنقذو الأمة التركية لا يستطيعون الانصياع للقوانين، لأن لديهم مهمة تاريخية لا يمكن تقييدها أو تحديدها بأي شكل من الأشكال القانونية والمؤسسية والدستورية".