الأحد 29 نوفمبر 2020 / 12:27

اغتيال زاده يعقّد جهود بايدن للعودة إلى الاتفاق النووي

رأت مجلة "إيكونوميست" أن اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده سيقوّض جهود الرئيس الأمريكي المُنتخب جو بايدن لإعادة بناء الاتفاق النووي الايراني المتعثّر.

وأشارت المجلة إلى أن عملية اغتيال فخري زاده، على أهميتها، تحوّلت إلى موضع خلاف. ونقلت عن إريك بروير، من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، قوله إن "الاغتيال سيكون له تداعيات معنوية على الإيرانيين، وقد يُعطّل بشكل مؤقت أي مشاريع كان فخري زاده يعمل عليها".

ورجّحت أن فخري زاده كان أهم مخزن معلومات بالنسبة إلى أسلحة إيران النووية، مشيراً إلى شكوى أمريكية-إسرائيلية متكررة بشأن الاتفاق النووي في 2015، إذ اعتبر الطرفان أنه أبقى على البنية التحتية والمعلوماتية لإيران لإعادة تشغيل برنامجها النووي في وقت قصير.

تأثير رمزي
ومع ذلك، قال بروير أن مقتل فخري زاده "لن يكون له سوى تأثير رمزي على أنشطة إيران النووية الحالية"، مُرجّحاً ان الهدف من الاغتيال هو "ردع أو تعطيل أي جهود مستقبلية في البرنامج النووي الإيراني بدلاً من وقف النشاط الحالي".

وهذا ما أكده محمد مراندي، وهو أكاديمي له علاقات وثيقة بـ"الحرس الثوري" الايراني، للصحيفة، مشيراً إلى أن الاغتيال "كان سيكون له تأثير علمي أكبر بكثير" قبل عقد من الزمن لأن "إيران تمتلك العديد من العلماء الأكفياء في الوقت الحالي".

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين سابقين في الاستخبارات الإسرائيلية قولهم إنه "خلال الأسابيع الأخيرة، كانت هناك ضغوط لتصعيد الحرب السرية المستمرة ضد البرنامج النووي الإيراني".

تقييد بايدن
وقالت إن "الصقور المناهضين لإيران في إدارة ترامب يسعون إلى تقييد بايدن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، الأمر الذي استغلّه الإسرائيليون. وتستشهد الصحيفة بما فعله ترامب بعد الإعلان عن اغتيال فخري زاده، حين أعاد تغريد خبر ينسب الاغتيال إلى إسرائيل. وقال عاموس يادلين، الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية إن "السؤال الذي يطرح نفسه هو ما إذا كان الهجوم مرتبطاً باللقاء الأخير بين وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو".

حرب سرّية
وذكرت الصحيفة أنه في الأشهر الأخيرة ظهرت مؤشرات أخرى على حرب سرية ضد إيران، حين تعرّضت البلاد لسلسلة من التفجيرات غير المُبرّرة، والإعلان عن اغتيال أحد قادة "القاعدة" أبو محمد المصري على يد "الموساد" الإسرائيلي في طهران، معتبرة أن أعداء إيران أصبحوا "قادرين على التجسّس والتخريب والقتل مع الإفلات من العقاب الإيراني، الأمر الذي يُسبّب احراجاً لقوات الأمن الايرانية".

الردّ الايراني
وقال المسؤول السابق لوكالة الاستخبارات الأمريكية جون برينان إن اغتيال فخري زاده "كان عملاً إجرامياً مُتهوّراً للغاية، وينطوي على مخاطر انتقام مُميت وجولة من الصراع الإقليمي". لكن إذا كانت نتيجة الانتخابات الأمريكية قد ساهمت في عملية الاغتيال الأخير، فإنها ستجعل أي رد إيراني أمراً حساساً. منح انتخاب بايدن الإصلاحيين المُحاصرين في إيران فرصة جديدة للأمل. حيث توقّع مسؤولون مُقرّبون من الرئيس حسن روحاني، أن يتّجه بايدن إلى تخفيف العقوبات الأمريكية، لا سيما على مبيعات النفط، ووضع حد لسياسة ترامب المُتمثّلة في "الضغط الأقصى". وبالتالي فإنهم "لن يرغبوا في تفجير فرصة التقارب مع بايدن قبل أن يتولّى منصبه"، وفقاً للصحيفة.

لكن نفوذ روحاني يتضاءل، حيث تنتهي ولايته في يونيو (حزيران) المقبل، كما أن قيادة "الحرس الثوري" كانت تتحدّى سياساته بشكل روتيني. ومع نجاح المتشددين في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، فإن هؤلاء سيستغلّون الاغتيال على أنه دليل على صدق نظرتهم إلى عداء الغرب، ومن المرجّح أن يسلكوا طريق الانتقام والمُواجهة لا الديبلوماسية.