انفجار مستودع على الحدود السورية اللبنانية (أرشيف)
انفجار مستودع على الحدود السورية اللبنانية (أرشيف)
الإثنين 4 يناير 2021 / 15:15

انفجار لبناني جديد.. مخازن الغاز وصواريخ حزب الله

لم يكف اللبنانيين الانفجارات المتتالية التي لاحقت حياتهم منذ أشهر، من مرفأ بيروت وتفجير أطنان من مادة "نترات الأمونيوم" التي دمرت نصف العاصمة اللبنانية، إلى تفجيرات متنقلة أصابت مواقع سرية لميليشيات حزب الله في الجنوب، لتحط التفجيرات بمستودعات وقود وغاز تُهرب من لبنان إلى سوريا، في منطقة البقاع الشمالي.

تزدهر أنشطة التجارة غير المشروعة في هذه المنطقة وتستفيد الميليشيات من التهريب لزيادة مدخولها المالي بعد انخفاض ما يصلها من إيران بعد العقوبات الأمريكية

على الحدود اللبنانية السورية في بلدة القصر التي يسيطر عليها حزب الله وتعتبر ممراً لميليشياته إلى منطقة القصير السورية، دوت عشرات الانفجارات الضخمة، في مخازن أسلحة ومواد غذائية ونفطية، انفجارات شاهدها الناس من بعد عشرات الكيلومترات، وأدت لحالة نزوح من البلدة خوفاً من تمدد الانفجارات إلى مستودع أكبر يضم صواريخ بالستية تمتلكها الميليشيات.

تجارة التهريب
معلومات أولية أشارت إلى أن الانفجار أدى لمقتل شخص وجرح نحو عشرة، بينما انتشر عناصر حزب الله في المنطقة مانعين الجيش اللبناني والصحافيين من دخولها، وخصوصاً أن منازل المنطقة تضم أيضاً عدداً كبيراً من المهربين والمطلوبين لتجارتهم بالمخدرات وتهريب الوقود إلى سوريا.

وغابت الأسباب الحقيقية للتفجير، رغم أن بعض السكان في المنطقة ربطوا بين انفجار المستودع وتحليق مكثف للطيران الإسرائيلي بالتزامن مع إلقاء زعيم الميليشيات حسن نصرالله كلمة متلفزة، هدد فيها بالثأر لمقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني.

وأشار سكان في منطقة الهرمل إلى سماعهم أصوات رشقات نارية وصواريخ، ما يؤكد نظرية حدوث اشتباك قبل وقوع الانفجار.

وتخضع منطقة الانفجار لسيطرة حزب الله، ويوجد فيها نقطة عسكرية للجيش اللبناني يمنع عليها التعاطي مع أي من العابرين للحدود إلى منطقة القصير السورية، ويتهم حزب الله بترتيب عمل شبكات تهريب البضائع والمخدرات من وإلى سوريا، ومنها شحنة أوقفتها الشرطة الإيطالية وصفت بأكبر عملية مصادرة على مستوى العالم لمخدرات الأمفيتامين أو ما يعرف بحبوب الكبتاغون، وتبلغ 14 طناً وتقدر قيمتها بمليار يورو في مرفأ ساليرنو جنوب مدينة نابولي.

اغتيالات
وكان انفجار مرفأ بيروت أدى لمقتل 200 شخص وجرح نحو 7000 آخرين، حيث اتهم عدد من السياسيين ميليشيات حزب الله باستيراد مادة "نترات الأمونيوم" لطبخها مع مواد أخرى لتستعمل وقوداً للصواريخ، كما تستعمل مع مادة "سي فور" للتفجيرات التي أدى عدد منها إلى مقتل نحو 13 سياسي لبنان أبرزهم رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري.

كما أدت انفجارات عدة إلى تدمير مراكز للميليشيات، بينها موقع كبير في بلدة عين قانا الجنوبية، وأحد أنفاق حزب الله في بلدة جباع، التي تستعمل أيضاً لتخزين الصواريخ والأسلحة.

وفي العودة إلى منطقة الهرمل، تزدهر أنشطة التجارة غير المشروعة في هذه المنطقة منذ بداية النزاع في سوريا، وتستفيد الميليشيات من التهريب لزيادة مدخولها المالي بعد انخفاض ما يصلها من إيران بعد العقوبات الأمريكية على النظام والحرس الثوري.