نتانياهو وبايدن (أرشيف)
نتانياهو وبايدن (أرشيف)
السبت 16 يناير 2021 / 14:24

رسالة إسرائيل التحذيرية لبايدن في سوريا

24 - بلال أبو كباش

تستغل إسرائيل النزاع الأمريكي الداخلي لتوجيه ضربات متعددة نحو أهداف إيرانية في سوريا التي تنشط فيها ميليشيات إيرانية أبرزها لواء "فاطميون" الذي تلقى ضربة قوية الثلاثاء الماضي، كما استهدفت مستودعات كانت بمثابة خط أنابيب لمكونات تدعم البرنامج النووي الإيراني.

ويقول الصحافي الإسرائيلي آموس هاريل في مقال له بصحيفة "هآرتس" اليوم السبت، إن الغارات الإسرائيلية التي استهدفت دير الزور والبوكمال الحدودية مع العراق أصابت 10 أهداف بينها مخازن أسلحة إيرانية وأوقعت عشرات القتلى من الميليشيات الإيرانية والجيش السوري.

وبحسب هاريل، فإن الضربات الإسرائيلية تبدو وكأنها خطوة متجددة لتعطيل جهود إيران لإرسال أسلحة وعناصر ميليشيات شيعية عبر العراق إلى شرق سوريا. كما ترسل الغارات الإسرائيلية رسالة إلى المنطقة بأسرها مفادها أن تل أبيب ستستمر في الهجوم على أساس احتياجاتها الأمنية، بغض النظر عن عملية نقل السلطة في الولايات المتحدة وعزم إدارة بايدن على تجديد المحادثات مع إيران بشأن الاتفاق النووي الذي انسحب منه الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب في مايو (أيار) 2018.

وبحسب الخبراء، فإن النفوذ الإيراني في سوريا والعراق تراجع عما كان عليه في السابق، خاصة بعد مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإرهابي قاسم سليماني في غارة أمريكية، وتراجع الاقتصاد الإيراني بفضل العقوبات الأمريكية وفيروس كورونا المتفشي في البلاد. وشكلت ذلك التراجع الإيراني فرصة لإسرائيل لتكثيف ضرباتها سعياً لإضعاف القوة الإيرانية وتحطيمها. وبحسب المحللين فإن إيران ما زالت تعيش حالة من القلق بسبب توقعات بشن ترامب ضربة في الوقت الحاسم، بدليل أن الجيش الأمريكي يعتزم إجراء تغييرات على القيادة المركزية في الشرق الأوسط وضم إسرائيل إليها لتنسيق أي هجمات ضد إيران.

لكن ومن جهة أخرى، يشعر بعض مسؤولي الدفاع في البنتاغون بعدم ارتياح إزاء التحركات الإسرائيلية، معتبرين أن النشاط الإسرائيلي المضاد لإيران مبالغ فيه وقد يؤدي إلى خروج الأمور عن السيطرة.

معارضة
كما تؤكد التقارير، أن عدداً من القياديين في البنتاغون أكدوا لإسرائيل أن ترامب لن ينجر خلف صوت الأصوات المطالبة بشن حرب على إيران، كون نسبة كبيرة من قيادات الجيش الأمريكي أعلنت رفضها لخطوة كهذه، وعزمها التصدي لأي قرار يصدر عن إدارة ترامب حول شن حرب على طهران.

ومن بين الأصوات الأمريكية المعارضة لشن حرب على إيران في الفترة الانتقالية، رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي، الذي أدان هجوم أنصار ترامب على مبنى "الكابيتول" في 6 يناير (كانون الثاني)، ووعد بأن يصبح جو بايدن القائد العام للقوات المسلحة في 20 يناير (كانون الثاني)، كما دعا أعضاء الخدمة العسكرية في كل مكان إلى التأهب.

ويقول آموس هاريل، إن ميلي يرسل بتصريحاته تلك رسائل مفادها أن القوات المسلحة ستنأى بنفسها عن أي محاولة لتقويض الديمقراطية الأمريكية، وربما يمكن اعتبارها إشارة لعدم انجرار القوات المسلحة الأمريكية خلف قرارات غير مسؤولة تصدر عن ترامب في فترة حساسة.

وتسعى إدارة بايدن للعودة إلى الاتفاق النووي مع إيران، ويقول هاريل، إن تعيين بايدن الدبلوماسي المخضرم ويليام بيرنز في رئاسة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية دليل على أن واشنطن عازمة على العودة كون الأخير كان جزءاً من الفريق الأمريكي الموقع على الاتفاق النووي في 2015، وكان حينها وكيلاً لوزارة الخارجية.

ويؤكد بيرنز في مذكراته خلال خدمته في وزارة الخارجية الأمريكية أنه ليس معجباً كبيراً برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، ويقول بيرنز أيضاً، إن نتانياهو حاول الضغط على الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما لثنيه عن عقد اتفاق نووي مع إيران. واعتبر نتانياهو الاتفاق الموقع رغم اعتراض إسرائيل "خيانة".

وبحسب بيرنز، أدرك أوباما جيداً محاولات نتانياهو الضغط عليه، ودفعه لشن ضربة على إيران تستهدف منشأة فوردو النووية. ويقول بيرنز، إن نتانياهو لا يزال يحاول دفع الولايات المتحدة لتوجيه ضربة قوية للبرنامج النووي الإيراني بدلاً من إسرائيل، لكن ورغم كل تلك المحاولات الإسرائيلية لعرقلة إدارة بايدن، إلا أنها ستمضي قدماً نحو العودة إلى الاتفاق النووي.

وبحسب الصحافي الإسرائيلي، فإن تعيين بيرنز في وكالة الاستخبارات الأمريكية، سيحد من حرية نتانياهو في توجيه ضربات لإيران، وأن الأمور ستختلف في عهد بايدن عما سارت عليه في إدارة ترامب.