الرئيسان الصيني شي جين بينغ و الأمريكي المنتخب جو بايدن (أرشيف)
الرئيسان الصيني شي جين بينغ و الأمريكي المنتخب جو بايدن (أرشيف)
الثلاثاء 19 يناير 2021 / 16:05

خبير سياسي: على أمريكا والصين إصلاح العلاقات

يعرف الرئيسان الأمريكي المنتخب جو بايدن، والصيني شي جين بينغ، أن على بلديهما إيجاد طريقة لإدارة التنافس بينهما على المدى الطويل، وإذا كان الزعيمان يرغبان في علاقة أكثر استقراراً بين البلدين، فليس هناك الكثير من الوقت المتاح لهما.

ويرى الخبير الأمريكي الصيني الأصل الدكتور مينكسين بي في تقرير نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء، أن من المؤكد أن كلاًهما سيرحب  لأسباب مختلفة، بوقف مؤقت للتصعيد المستمر للتوتر بينهما في الأشهر القليلة الماضية.

ويواجه بايدن قائمة مخيفة من الأولويات المحلية، التي تتضمن احتواء جائحة فيروس كورونا ، وتضميد جراح أمة مستقطبة، وإنعاش الاقتصاد، كما يعتقد أنه من أجل الفوز في أي منافسة استراتيجية مع الصين، على الولايات المتحدة أولاً إعادة بناء قوتها في الداخل، وتشكيل تحالف قوي من الحلفاء المتشابهين في التفكير في الخارج، وهو أمر سيستغرق بعض الوقت.

وبالمثل يرى شي أن التنافس بين الولايات المتحدة والصين صراع ممتد، وبما أن القادة الصينيين يعتقدون أن ميزان القوى سيصب في مصلحة الصين تدريجياً، بسبب احتمال نموها الاقتصادي القوي، فإنهم يفضلون وقف تصعيد الصراع مع الولايات المتحدة في الوقت الحالي، بسبب موقف الصين الأضعف.

ويبدو أن البلدين يتفقان على أن طريقة الحفاظ على التوازن في العلاقات بينهما، هي الموازنة بين التنافس والتعاون.

ويقول مينكسين بي إنه على عكس المسؤولين في إدارة ترامب، الذين يرون أن العلاقات بين الولايات المتحدة والصين عدائية، يأمل بايدن ومستشاروه الأساسيون في السياسة الخارجية، التعاون مع الصين في قضايا مثل تغير المناخ، ومنع انتشار الأسلحة النووية، ومكافحة الأوبئة، حتى أثناء مواجهتهم لبكين بقوة في مجالات الأمن القومي، والتجارة، وحقوق الإنسان.

وفي الوقت نفسه، اقترح وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، أن يفرز البلدان بفرز قضاياهما الثنائية وتقسيمها إلى ثلاث مجموعات، وهي، المجالات التي يمكن أن يتعاونا فيها، والخلافات التي يمكن حلها بلحوار، والصراعات التي عليهما إدارتها والسيطرة عليها.

وفي وقت سابق من الشهر الجاري، أعرب وانغ مرة أخرى عن أمل بلاده في علاقة بين البلدين، قائمة على التنسيق والتعاون والاستقرار، ومع ذلك، فإن أي فرصة أمام بايدن وشي لتحقيق مثل هذه التسوية المؤقتة، من المرجح أن تكون عابرة.

فبالنظر إلى مدى تشابك القضايا الرئيسية التي تحدد العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، وحجم الثقة الضئيل بينهما، يكون الانهيار في العلاقات مضمونا بصورة فعلية إذا لم تقم الدولتان بتحسين العلاقات بينهما سريعا، حسب  وكالة بلومبرغ.

ويرى مينكسين بي أنه إذا كان يتعين على بايدن أن يزيد تشديد الخناق على شركات التكنولوجيا الصينية، على سبيل المثال، أو تحسين العلاقات العسكرية والدبلوماسية مع تايوان، فإن شي، لن يساعد الولايات المتحدة في قضايا المناخ، أو في كبح جماح برنامج كوريا الشمالية النووي.

وبالمثل، إذا ضاعف شي من القمع في إقليم شينغيانغ وفي هونغ كونغ، لأنه يعتقد أنهما من المناطق التي تمثل قضايا سيادية غير قابلة للتفاوض في بلاده، فإن الغضب العام في الولايات المتحدة سيجبر بايدن على فرض المزيد من العقوبات على الصين.

وحتى تكون هناك فرصة لإدارة مثل تلك الخلافات، على الولايات المتحدة والصين أولاً تحديد حدود التنافس بينهما، وبناء توقعات واقعية للتعاون، وسيتطلب ذلك من بايدن وشي خوض بعض المجازفات السياسية.

ومن جانبها، على إدارة بايدن أن تتعهد بمراجعة شاملة للإجراءات التي اتخذت في الأيام الأخيرة لإدارة الرئيس دونالد ترامب، والنظر في تعليق أو تعديل أو إلغاء الإجراءات المشكوك في فائدتها وصعوبة تنفيذها، مثل حظر تطبيقات صينية مثل "وي تشات" للتواصل الاجتماعي، و"تيك توك" لمشاركة مقاطع الفيديو، وتقييد إصدار تأشيرات السفر لأعضاء الحزب الشيوعي الصيني.