الإثنين 25 يناير 2021 / 13:23

تحذير أمريكي من التراجع عن تصنيف الحوثيين تنظيماً إرهابياً

أشاد مسؤول الاستخبارات الدفاعية ومحلل شؤون الشرق الأوسط السابق في البنتاغون أوبي شاهبندر بقرار وزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو إدراج ميليشيات الحوثي وقيادتها على لائحة الإرهاب، باعتبار أن التصنيف قادر على إلحاق الشلل المالي بأي منظمة تتعامل مع الحوثيين.

إدارة بايدن بالعمل مع المنظمات غير الحكومية الدولية لإعادة طمأنتها على أن التعاملات الإنسانية في الحديدة لن تكون خاضعة للعقوبات

وأثار القرار قلق منظمات غير حكومية مدعومة من الأمم المتحدة ومسؤولين في إدارة بايدن لأنهم يخشون تأثيره على استيراد الغذاء لملايين المواطنين.

ورد شاهبندر على هذه المخاوف مشيراً في صحيفة "ذي أراب نيوز" السعودية إلى أن الحوثيين يسيطرون على ميناء الحديدة الذي يستقبل شحنات الغذاء إلى اليمن.

يمكن أن يؤدي التصنيف إلى منع المنظمات الأممية وشركات الشحن من معاملات تشمل الميناء حتى ولو كانت لغايات إنسانية. لكن فريق ترامب حاول معالجة هذه المخاوف، قائلاً إن استثناءات خاصة ستمنح للإمدادات الغذائية.

بايدن مستفيد
رأى شاهبندر أن هذا التصنيف يُعطي إدارة بايدن نفوذاً أكبر على إيران والحوثيين، فالسماح لميليشيات الحوثي باستخدام الغذاء لمواصلة السيطرة على الشعب اليمني، ولابتزاز المجتمع الدولي، لن يساعد كثيراً في تخفيف معاناة المدنيين.

وأظهرت القيادة الحوثية اهتماماً قليلاً برفاه المدنيين العاديين وبالأمن الغذائي. في السنوات الأخيرة، اشتدت هجمات الحوثيين العابرة للحدود، وضد المدنيين بشكل أساسي، بناءً على طلب من الحرس الثوري. كما تضخمت الترسانة الحوثية من الأسلحة المتطورة، بفعل تدريب وإمدادات الحرس. وباختصار، فإن الشعب اليمني الذي يعيش تحت حكم الحوثيين يواجه معاناة هائلة.

أسباب وجيهة
لمح وزير الخارجية الأمريكي المقبل أنتوني بلينكن في نقاشات مع المشرعين إلى أنه يعارض تصنيف الحوثيين على لائحة الإرهاب. ومن المتوقع أن تراجع الإدارة المقبلة تلك السياسة وتقرر إذا كانت تعرقل المساعدات الغذائية لليمنيين.

وأضاف الكاتب أن هناك أسباباً وجيهة لإبقاء التصنيف قائماً، إذ أصبح الحوثيون جزءاً متيناً من الشبكة الإقليمية الإرهابية للحرس الثوري، ومرتبطين أيديولوجياً وعملياً به.

لقد كان الرئيس السابق دونالد ترامب مصيباً في تصنيف الحرس الثوري على لائحة الإرهاب في 2019، وهو الذي تهدف نشاطاته أساساً إلى تنفيذ رؤية المرشد علي خامنئي.

كارثة استراتيجية
يذكر شاهبندر أن توسع دور وتأثير الحرس الثوري لا يمكن أن يفيد مصالح الأمن القومي الأمريكي بأي شكل من الأشكال، سواء كان الديموقرطيون في الحكم أم الجمهوريون. على العكس من ذلك، سيصبح الديبلوماسيون والموظفون الأمريكيون أكثر عرضة لخطر هجمات وكلاء الحرس الثوري الذين سيستخدمون مجموعة جديدة من الأسلحة الدقيقة التي انتشرت بوتيرة سريعة.

وفي الأسبوع الماضي، أجرى الحرس الثوري تدريبات لاستخدام المسيّرات الانتحارية، وصواريخ كروز، مثل طلقة تحذيرية ضد دول الخليج والغرب.

لقد طورت إيران قدراتها على مستوى صواريخ كروز كما على مستوى الطائرات دون طيار، وفي هذا التطوير إضافة فعالة إلى ترسانتها التي تسمح لها باستهداف البنى التحتية العسكرية والمدنية في الشرق الأوسط، وقد تصل هذه الإمكانات إلى الحوثيين ليكون الأمر كارثة استراتيجية.

التهديد الحقيقي
يذكر شاهبندر بهجوم  الحرس الثوري بطائرات دون طيار انتحارية وصواريخ كروز ضد منشآت أرامكو النفطية في 2019. لم يتسبب الهجوم في ضرر استراتيجي كبير. لكن التهديد الحقيقي ينبع من قدرة الحرس على استخدام هذه الأدوات والأراضي التي يسيطر عليها وكلاؤه لشن الهجمات ضد بنية تحتية أساسية بالتزامن مع حرصه على تفادي اللوم المباشر.

لم تتبنّ إيران قط الهجوم ضد أرامكو، الذي انطلق على الأرجح من المجال الجوي العراقي الذي تسيطر عليه حكومة غير قادرة وغير راغبة في دحر نشاطات الحرس في أراضيها.

خطر توسيع ترسانة الحرس
سيكون الحرس الثوري قادراً على استعمال اليمن منصة لإطلاق لهجمات مشابهة في المستقبل عبر الحوثيين. وبالتالي، ستتمكن إيران من إطلاق أسراب من الطائرات دون طيار الانتحارية، وصواريخ كروز من جبهات عدة، وفي توقيت واحد، ضد القواعد العسكرية الأمريكية في منطقة الخليج،فالاستراتيجية العسكرية للحرس الثوري متعددة المستويات ومرتبطة بوكلائه في العراق، وسوريا، واليمن، ولبنان.

كما منح الحرس الثوري عبر شبكة الميليشيات في العراق السيطرة السياسية والعسكرية لإيران على بغداد، وخط تهريب للأسلحة إلى سوريا، ولبنان، وسيوسع استيلاء الحوثيين على اليمن ترسانة الحرس الثوري.

إن منعطفاً مماثلاً سيكون كارثياً على الشعب اليمني، وسيعرض واشنطن وحلفاءها أكثر للهجمات المنطلقة من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.

نصيحة
ينصح شاهبندر إدارة بايدن بالعمل مع المنظمات غير الحكومية الدولية لإعادة طمأنتها على أن التعاملات الإنسانية في الحديدة لن تكون خاضعة للعقوبات. وفي الأثناء، يجب إبلاغ الحوثيين أيضاً بأن شبكتهم الإرهابية التي تدعمها إيران ستواجه تداعيات حقيقية ومستدامة إضافة إلى العزلة الدولية.