الإثنين 25 يناير 2021 / 19:55

العراق.. إقالة "رابط" الحرس لدى داعش بعد تفجيري ساحة الطيران

صراع في بغداد، قرارات تغييرية بأجهزة الأمن أصدرها رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، مقابل رفض تنفيذها من قبل "مسؤولين حكوميين" تابعين للحشد الشعبي، محسوبين مباشرة على الحرس الثوري الإيراني.

بعد تفجير بغداد المزدوج قبل أيام قرر الكاظمي إقالة قادة أمنيين، أبرزهم عبد الكريم البصري، الملقب بأبو علي البصري، مدير عام استخبارات ومكافحة الإرهاب بوزارة الداخلية "خلية الصقور"، من منصبه وكلف مكانه نائب رئيس جهاز الأمن الوطني حميد الشطري بمهام إدارة "خلية الصقور" وربط الخلية بالقائد العام للقوات المسلحة.

قرار إقالة أبو علي البصري هاجمته الأحزاب والميليشيات الموالية لطهران بسرعة، واعتبرت أنه قرار غير مقبول، ووصفته بالاستغلال لتفجير ساحة الطيران لتصفية الحسابات، داعية لطرد الكاظمي ومن معه في أجهزة المخابرات.

بالتزامن، باشرت مواقع إلكترونية تابعة للميليشيات بالتسويق لكمية من الإشاعات وربطها بالكاظمي، لتخريب صورته وإظهاره بموقع الضعف والزعم أن البصري لم يلتزم بقراراته حيث باشر عمله بمنصبه رغما عن رئيس الوزراء، وهو أمر لم يحدث، حيث أن نائب رئيس جهاز الأمن الوطني، حميد الشطري، استلم مهامه بإدارة خلية الصقور، وبدأ العمل لكشف أسباب الاختراق الأمني الذي أدى للتفجير الكبير في ساحة الطيران.

وتربط مصادر عراقية في حديثها لموقع 24 بين أبو علي البصري وخيوط تثبت تورطه سابقا مع تنظيم داعش، فقد سبق أن اتهم هو وشقيقه عمار في 2011، بالمسؤولية عن فرار 12 من كبار قيادات التنظيمات المتطرفة من سجن في البصرة، الذين تحولوا لاحقا لمسؤولين في "داعش" في عهد رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي.

في تلك الفترة عقدت لجنة الأمن في مجلس النواب العراقي جلسة شارك فيها المالكي بشكل شخصي، وأثيرت فيها مسؤولية البصري في هروب المتطرفين ونقلهم سرا إلى إيران قبل إعادتهم إلى العراق، لكن المالكي يومها لم يسمح لهم باستكمال التحقيق مغلقا القضية نهائيا.

وخلال الأيام الماضية نبهت السلطات إلى وجود خرق أمني ساعد الإرهابيين بالوصول إلى بغداد. وهو ما يشير من بعيد إلى دور ما للبصري في التغاضي عن عملية تمرير المتفجرات وحامليها إلى بغداد.

ويلفت مقربون من الحكومة إلى أن البصري يمثل الحرس الثوري في وزارة الداخلية، وأسس خلية الصقور، تحت عنوان محاربة تنظيم داعش ومكافحة الإرهاب، ولم يكن لأي من وزراء الداخلية أي سلطة على هذه المجموعة الأمنية التي تمت إدارتها بشكل مستقل.

أما السبب الذي يدفع البصري إلى السماح بتفجير في بغداد، فتربطه المصادر بمحاولة من "الحرس" لفرض "أجندة" تخرج العراق من التفاوض وتعطيه لغيران حصرا. وذلك عبر "إثبات" أن هذا البلد جاهز للتفجير والعودة سنوات إلى الوراء حيث كانت المتفجرات والعبوات تقتل يوميا المئات، وأن الوحيدين القادرين على وقف التفجيرات هم "الحرس" والمتحالفين معهم في بغداد.

ويمتلك البصري خبرة كبيرة بالفساد الذي نشره بين عدد من الضباط للسيطرة على قطاعات تابعة لوزارة الداخلية، وعدد من الأجهزة الأمنية وتحديداً في توظيف ضباط واختراق الشبكات الأمنية وجعلها تابعة لإيران.

وطرحه المقربون من قائد فيلق القدس قاسم سليماني الذي قتل قبل نحو عام خليفة لأبو مهدي المهندس، ولكن عدم قدرة القائد الجديد للفيلق إسماعيل قاآني على فرض ما يريده دفعت آخرين إلى طرح أسمائهم كبدلاء وهو ما أزاح هذا الخيار، بانتظار قرار نهائي من الزعيم الإيراني علي خامنئي.