تعدّدت الأسباب و"المصيبة واحدة"؟!

وقد بات اللبنانيون محكومين بسلسلة ازمات متعددة العناوين والمضامين، سياسيا واقتصاديا وماليا ومعيشيا وصحيا، بل وأمنيا، وهم في غالبيتهم الساحقة في "حجر منزلي" قسري، وفي حجر معيشي غير مسبوق، وكبار السن يروون عن الأباء والأجداد، حكاية المجاعة التي اثخنت اللبنانيين في عهد السلطنة العثمانية، وها هي تعود، ولو في عهد آخر…؟! وما شهدته مناطق لبنانية عديدة، أول من امس، من تظاهرات شعبية وقطع طرقات احتجاجا على ما آلت اليه الأوضاع المعيشية وغير المعيشية شكل بداية انتفاضة منتظرة، هي برسم كل المعنيين ليتحملوا مسؤولياتهم، قبل فوات الأوان…

لبنان تحت الأنظار الدولية والإقليمية، القريبة والبعيدة، وتحديدا الفرنسية والأمريكية، والعربية والإيرانية، حيث جدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تمسكه بالمبادرة الفرنسية، التي كان أطلقها من بيروت في سبتمبر (أيلول) الماضي، وستكون مادة حيوية في العلاقات بين فرنسا والولايات المتحدة برئاسة جو بايدن، من غير استبعاد أن توفد باريس إلى بيروت مندوباً شخصياً للرئيس ماكرون لإعادة الحياة لهذه المبادرة، ووجوب تشكيل "حكومة الإنقاذ" المطلوبة، بأسرع وقت…

يُدير الرئيس عون ظهره لكل المناشدات والتحذيرات والنصائح، ووجد أنه من "غير اللائق به" التجاوب مع الدعوات المتكررة، داخليا وخارجيا، للإفراج عن تشكيل حكومة تريح الناس، و تلبي احتياجاتهم… بحجة التمسك بصلاحياته الدستورية "وما من عاقل يصدق أن الخلاف هو في تفسير مادة من الدستور، واضحة وضوح الشمس»"، وهو أي الدستور، وضع للتطبيق لا للسجالات، وليكون مصدر اتفاق لا مصدر خلافات، أمام التحديات المصيرية…؟!

هي قد تكون "فرصة جديدة" لإحياء الملف الحكومي… والكرة في ملعب الرئيسين عون والحريري في مقاربة ملف التأليف بما يحدده الدستور من صلاحيات لكليهما…"خصوصا أن الجميع متفق على استحالة ان يكسر أحدهما الآخر أو يلوي ذراعه… والاثنان يملكان إمكانية التسهيل والتعطيل…"؟!