الأربعاء 10 فبراير 2021 / 12:16

إندبندنت: مسبار الأمل انتصار جيوسياسي للإمارات

رأى الكاتب في الشؤون الديبلوماسية كيم سينغوبتا في نجاح مسبار الأمل في الوصول إلى المريخ "انتصاراً جيوسياسياً" للإمارات، وانطلاق لمرحلة جديدة من سباق الفضاء.

الإمارات تنظر إلى المهمة على أنها تحدٍ كبير، جرى اختيار مهمة المريخ بدلاً من القيام بمشروع أسهل

وكتب سينغوبتا، في صحيفة "إندبندنت" البريطانية، أن الرحلة الناجحة لمسبار الأمل تُعتبر إنجازاً علمياً عظيماً، إذ إن فرص نجاح المهمات إلى المريخ تقل عن 50%.

ووصلت المركبة إلى الكوكب الأحمر قبل مهمتين صينية وأمريكية تتجهان أيضاً إلى الكوكب، فيما يُنظر إليه على أنه سباق فضائي جديد. ويُمكن اعتبار المهمة أيضاً امتداداً عابراً للكواكب، لرغبة الدولة الخليجية في تعزيز مكانتها على الساحة الدولية، ما يعكس سياسة خارجيتها الطموحة.

وقدّم ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ومهندس حملة بلاده لتُصبح لاعباً على الساحة العالمية، دعمه الكامل لبرنامج الفضاء.

مهمة مدنية
وتأتي الرحلة في وقت يُنظر فيه إلى الفضاء على أنه جبهة جديدة للعمل العسكري، حيث تُنشئ الدول وحدات "قوات فضائية" ضمن قواتها المسلحة، وتتهم الولايات المتحدة وبريطانيا، روسيا بإطلاق أسلحة مضادة للأقمار الصناعية.

وتتميّز مهمة الإمارات بأنها "مدنية وغير عسكرية"، لكنها جزء من سباق في الفضاء، وبالنسبة للولايات المتحدة والصين، هو جزء من تنافس أوسع نطاقاً اشتدّ بشكل كبير في الآونة الأخيرة، حيث من المُقرّر أن تصل المركبة الفضائية الصينية Tianwen1 "أسئلة إلى الجنة" إلى المريخ بعد 24 ساعة من مسبار الأمل، بينما يُتوقّع وصول مركبة الفضاء الأمريكية Perseverence في الأسبوع المقبل.

سابقة من نوعها
وشرح أستاذ علم الفلك والعميد المشارك في كلية العلوم بجامعة أريزونا الأمريكية كريستوفر إمبي، أن "المنافسة في الفضاء تحتدم. ووصول ثلاث بعثات إلى المريخ في شهر واحد، سابقة من نوعها".

سباق فضاء جديد
وأضاف، هو "سباق فضاء جديد. التنافس بين الصين والولايات المتحدة هو وريث التنافس السوفييتي الأمريكي منذ بداية عصر الفضاء. الصين طموحة للغاية، ولديها خطط لإنشاء قاعدة على سطح القمر وفي النهاية قاعدة على كوكب المريخ، ومحطتها الفضائية. إنهم ينفقون بكثافة، والنجاح في الفضاء مرتبط بشكل مباشر بالفخر الوطني وإبراز القوة الصينية".

وأعلنت دولة الإمارات أنها ستُنشئ قاعدة مأهولة على الكوكب الأحمر، وتبني مجمعاً للمختبرات يُعرف بإسم "مدينة المريخ للعلوم". ومع ذلك، سيكون ذلك في غضون مئة عام.

وتتمثّل الخطّة الحالية في تكوين قوة عاملة فنية شابة وإلهام الآخرين لدراسة العلوم والهندسة.

تحدٍ كبير
وعمل 200 إماراتي من أصل 450 شخصاً في المهمة إلى المريخ. وبما أن الإمارات تنظر إلى المهمة على أنها تحدٍ كبير، اختيرت المهمة إلى المريخ، بدل مشروع أسهل.

"إذا كنت ترغب في تحفيز النمو بسرعة كبيرة، وتُريد تمكين جيل كامل من تطوير مهاراته وطاقاته وقدراته بسرعة، عليك أن تخاطر بشكل كبير. لا يُمكنك فعل ذلك بشيء مضمون أكثر"، وفق سارة الأميري وزيرة دولة للتكنولوجيا المتقدمة ورئيسة مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء، التي تضيف "كان من الرائع زيادة التواصل العلمي مع عامة الناس واكتساب المعرفة في منطقة تمّ تجاهلها إلى حد كبير".

ذكرى مزدوجة

وأضافت الأميري "مسبار الأمل يصل إلى المريخ في ذكرى مزدوجة مهمّة، الذكرى الخمسين لتأسيس دولة الإمارات، و50 عاماً على هبوط أول جسم من صنع الإنسان على الكوكب الأحمر".

وأضافت "كدولة شابة، إنها نقطة فخر خاصة أننا الآن في وضع يسمح لنا بتقديم مساهمة ملموسة في فهم البشرية للمريخ. ويُمثّل هذا أيضاً نقطة مهمة للإمارات لمُواصلة سعيها لتنويع اقتصادها باستخدام العلوم والتكنولوجيا. ستكون أي صورة نحصل عليها للمريخ أيقونية، ولكن لا يُمكنني تخيل ما سيكون عليه الشعور عند الحصول على أول قرص مدمج لصور من المريخ".