الخميس 11 فبراير 2021 / 12:30

واشنطن تايمز: على بايدن حماية إنجازات ترامب... ومواجهة تركيا وإيران

24-زياد الأشقر

قال هاني شوابكة وجميل سماوي في صحيفة "واشنطن تايمز" الأمريكية، إن بايدن يواجه تحديات كثيرة، محلية، وتتطلب عناية فورية، إذ عليه مواجهة جائحة كورونا، والأضرار الاقتصادية التي سببها الوباء.

يتعين على إدارة بايدن أن تفعل أكثر من حماية انجازات سنوات ترامب، والتأكد من أن لاعبين على غرار إيران وتركيا لن يستخدموا الإرهاب لحرف اتفاقات ابراهام عن مسارها

وعليه أيضاً مواجهة الصراع العرقي، والانقسام السياسي الذي يبدو غير قابل للترميم، والأضرار الجانبية لتمرد 6 يناير (كانون الثاني) ضد الكابيتول، والذي كشف تياراً خفياً من التطرف يعرض أمريكا لأخطار الصدام مع متطرفين متعصبين داخل البلاد وحتى داخل قاعات الكونغرس.

وباستثناء أزمة دولية أو هجوم إرهابي، كان يفترض أن تقتصر السياسة الخارجية على القيادة من الخلف في أكثر القضايا إلحاحاً.

لكن باختيار أنتوني بلينكن مع فريق من السياسيين المخضرمين على رأس وزارة الخارجية، وجه بايدن  برسالة قوية مفادها أن الولايات المتحدة عادت لتقود من المقدمة.

وبالتاكيد لا يوجد مكان أفضل من الشرق الأوسط للبداية منه، تلك المنطقة التي تملك تاريخاً في صنع الرؤساء الأمريكيين، وكسرهم على حد سواء.

تعقيدات الشرق الأوسط
وبايدن وفريقه ليسوا غرباء عن تعقيدات الشرق الأوسط وتحدياته، لكن المنطقة اليوم تختلف بشكل ملحوظ عما كانت عليه إبان إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما، إذ تعاني الدول العربية من مشاكل اقتصادية حادة ومن الشك الناجم عن الفراغ السياسي.

سوريا، وليبيا، واليمن دول فاشلة، والعراق ولبنان، مرشحان للالتحاق بها إذا لم يُنقذا. ومصر والمغرب والأردن يمكن تصنيفها في خانة الدول المتعبة، وتحول اقتصاداتها، دون لعبها أدواراً إقليمية.

وليس واضحاً في هذه العواصم، كيف سيختلف عهد بايدن عن الأعوام الثمانية لأوباما؟ وكيف سيكون مختلفاً عن ترامب؟

اختلف بايدن مع أوباما في كثير من السياسات المصممة بحذر لسحب الولايات المتحدة ببطء من نزاعات لا تنتهي.

وبصفته نائباً للرئيس، تعاطف مع الرئيس المصري الراحل حسني مبارك في انتفاضة الربيع العربي، وكانت له تحفظات على التدخل العسكري الأمريكي والأطلسي في ليبيا.

كما دعم بايدن دعم حرب العراق في 2003. لكن الأكثر دلالة، هو أن وزير الخارجية بلينكن، سبق له أن انتقد التدخل السري والتقليدي، ضد الطموحات الإقليمية لسوريا، وإيران.

إرث ترامب
لاتزال آثار إرث ترامب في الشرق الأوسط واضحة. لقد تجنب حل الدولتين للمسألة الفلسطينية، وانسحب من الاتفاق النووي مع إيران، ونجح في رعاية تطبيع العلاقات بين الإمارات، والبحرين، والسودان، والمغرب، من جهة وإسرائيل من جهة ثانية، ما أوجد شرق أوسط جديد أمام بايدن.

قلق من تصريحات بايدن
وثمة قلق في العديد من عواصم الشرق الأوسط من فقدان الوضوح، أو الواقعية، في بعض تصريحات بايدن، الذي سبق أن تحدث عن تقسيم العراق إلى ثلاث مناطق، سنية، وشيعية، وكردية. إلا أن من المتوقع أن يشهد الشرق الأوسط نشاطاً سياسياً ومساعي ديبلوماسية ملموسة.

وبتوار مثل هذه الحيوية الجديدة، ومع لاعبين جدد، فإن من شأن ذلك تقوية العلاقات بين الدول الإقليمية، مثل الاتصالات الأردنية الإسرائيلية، والمصالحة بين قطر والسعودية.

المخاطر ليست بعيدة
لكن في الشرق الأوسط، لا تكون المخاطر بعيدة أبداً. ومحاولات الدول الإقليمية المهيمنة، إيران، وتركيا وإسرائيل، تعزيز مكاسبها السياسية والاستراتيجية لمد نفوذها في العالم العربي، ستشكل تحدياً للإدارة الأمريكية الجديدة.

وأتاحت تداعيات الحرب الأهلية السورية للطموحات الروسية أن تفاقم الغموض السياسي بتدخل موسكو العسكري والناعم. وعلى إدارة بايدن أن تفعل أكثر من حماية انجازات سنوات ترامب، والتأكد أن لاعبين على غرار إيران وتركيا لن يستخدموا الإرهاب لحرف الاتفاق اإبراهيمي عن مساره.

وخلص الكاتبان إلى أن على إدارة بايدن الاضطلاع بدور "إدارة الأزمات" عوض "حل الأزمات". وهي تكتيكات يجب أن تستخدم لإيجاد حل مع إيران، وضمان حل الدولتين للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي، واحتواء تركيا.