صورة بالأقمار الصناعية للأشغال الجارية في مفاعل ديمونا الإسرائيلي (أب)
صورة بالأقمار الصناعية للأشغال الجارية في مفاعل ديمونا الإسرائيلي (أب)
الخميس 25 فبراير 2021 / 16:13

أسوشيتد برس تكشف تفاصيل توسيع منشأة ديمونا النووية

كشفت صور أقمار صناعية أكبر مشروع إنشائي منذ عقود في المنشأة النووية الإسرائيلية السرية في قلب برنامج الأسلحة النووية غير المعلن.

إسرائيل قد ترغب في إنتاج المزيد من التريتيوم، وهو منتج ثانوي مشع سريع التحلل نسبياً يستخدم لتعزيز القدرة المتفجرة لبعض الرؤوس الحربية النووية

وتكشف الصور حفريات بحجم ملعب كرة قدم وعمقاً محتملاً يصل إلى طوابق على بعد أمتار من المفاعل القديم في مركز شمعون بيريز للأبحاث النووية قرب مدينة ديمونا.

وفي الواقع تضم المنشأة مختبرات تحت الأرض منذ عقود تعيد معالجة قضبان المفاعل المستهلكة للحصول على البلوتونيوم لصنع أسلحة في برنامج القنبلة النووية الإسرائيلي.

ومع ذلك، لا يزال سبب البناء غير واضح. ولم ترد الحكومة الإسرائيلية على أسئلة مفصلة من وكالة "أسوشييتد برس" حول العمل.

وتلتزم إسرائيل سياسة الغموض النووي، فلا تؤكد ولا تنفي املاك أسلحة نووية. وهي من بين أربع دول فقط لم تنضم أبداً إلى معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، الاتفاقية الدولية التاريخية لوقف انتشار الأسلحة النووية.

ولفتت داريل جي. كيمبال، المدير التنفيذي لجمعية الحد من التسلح في واشنطن إلى أن "ما تفعله الحكومة الإسرائيلية في هذا المعمل السري للأسلحة النووية، أمر عليها كشفه".

ويذكر أن إسرائيل بدأت بمساعدة فرنسية في بناء الموقع النووي سراً في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي في صحراء ديمونا، وهي مدينة تبعد 90 كيلومتراً جنوب القدس. وأخفت الغرض العسكري من الموقع أعواماً حتى عن أمريكا، حتى أنها قالت إنه مصنع نسيج.

السرية
وباستخدام البلوتونيوم من ديمونا، يُعتقد على نطاق واسع أن إسرائيل أصبحت واحدة من تسع دول  نووية في العالم.

ونظراً  لسرية التي تحيط ببرنامجها، لم يتضح عدد الأسلحة التي تملكها. ولكن محللين يقدرون أن لديها ما لا يقل عن 80 قنبلة.

ومن المحتمل شحن هذه الأسلحة بصواريخ باليستية أرضية أو طائرات مقاتلة أو غواصات.

بناء جديد
لعقود من الزمان، ظل تصميم منشأة ديمونا على حاله. ومع ذلك، أشار الفريق الدولي المعني بالمواد الانشطارية في جامعة برينستون في الأسبوع الماضي إلى أنه شاهد "بناءً جديداً مهماً" في الموقع عبر صور الأقمار الصناعية المتاحة تجارياً، رغم أنه لم يتمكن من تقديم إلا القليل من التفاصيل.

ولكن صور الأقمار الصناعية التي التقطتها يوم الاثنين شركة Planet Labs Inc بناء على طلب من وكالة "أسوشييتد برس" تقدم أوضح عرض للنشاط حتى الآن.

وتظهر أن العمال حفروا جنوب غرب المفاعل مباشرة، حفرة يبلغ طولها حوالي 150 متراً وعرضها 60 متراً. ويمكن رؤية بقايا الحفريات بجوار الموقع. وهناك خندق على بعد 330 متراً، يمتد بالقرب موقع الحفر.

وعلى بعد حوالي كيلومترين غرب المفاعل، كدست صناديق في فتحتين مستطيلتين يبدو أنها بقواعد خرسانية. يمكن رؤية بقايا الحفريات في مكان قريب. وغالباً ما تستخدم منصات خرسانية مماثلة لدفن النفايات النووية.

الأعمال تتقدم ببطء
وتشير صور أخرى من Planet Labs إلى أن الحفر بدأ في أوائل 2019 وتقدم ببطء منذ ذلك الحين.

وتحدث محللون إلى وكالة "أسوشييتد برس" عما يمكن أن يحدث هناك.

ويعمل مفاعل الماء الثقيل في المركز منذ الستينيات، وهو أطول بكثير من معظم المفاعلات في نفس العصر، الأمر الذي يثير تساؤلات حول الفعالية والسلامة.

وفي 2004، بدأ الجنود الإسرائيليون توزيع حبوب اليود في ديمونا تحسباً لتسرب إشعاعي من المنشأة. ويساعد اليود على منع الجسم من امتصاص الإشعاع.

ويقول محللون إن هذه المخاوف على السلامة قد تؤدي إلى توقف السلطات عن العمل أو تعديل المفاعل بطريقة أخرى.

استبدال وظائف للمفاعل
قال أفنير كوهين، أستاذ دراسات منع الانتشار في معهد ميدلبري للدراسات الدولية بمونتيري، الذي كتب على نطاق واسع عن ديمونا: "أعتقد أن الحكومة الإسرائيلية مهتمة بالحفاظ على القدرات النووية الحالية للدولة...وإذا كان مفاعل ديمونا يقترب بالفعل من التوقف عن العمل، كما أعتقد، فمن المتوقع أن تتأكد إسرائيل من استبدال وظائف معينة للمفاعل، والتي لا تزال ضرورية، بالكامل".

وأشار كيمبال، من جمعية الحد من الأسلحة، إلى أن إسرائيل قد ترغب في إنتاج المزيد من التريتيوم، وهو منتج ثانوي مشع سريع التحلل نسبياً، يستخدم لتعزيز قدرة التفجير في بعض الرؤوس الحربية النووية.

وأضاف أنها قد ترغب أيضاً في بلوتونيوم جديد "ليحل محل الرؤوس الحربية الموجودة بالفعل في الترسانة النووية الإسرائيلية، أو يطيل عمرها" الافتراضي.