زعيم حزب الحركة القومية دولت بهشتلي وزعيم المافيا التركية علاء الدين تشاكيجي (أحوال تركية)
زعيم حزب الحركة القومية دولت بهشتلي وزعيم المافيا التركية علاء الدين تشاكيجي (أحوال تركية)
الجمعة 26 فبراير 2021 / 15:22

"غارديان": المافيا التركية تعود إلى المشهد بعد تحالف أردوغان وبهشتلي

قال موقع "أحوال تركية"، إن دور المافيا التركية تعاظم في السنوات الماضية، بعد أن شكل أردوغان تحالفاً سياسياً في فبراير (شباط) 2018 مع حزب الحركة القومية اليميني المتطرف، المعروف بصلاته التاريخية بالجريمة المنظمة.

وفي هذا السياق قالت صحيفة "غارديان" البريطانية إن زعماء المافيا التركية بدأوا يخرجون من الظلّ والعمل في العتمة، إلى الفضاء العام والعلن، في ظل حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان وحليفه اليميني المتطرف دولت بهشتلي، زعيم حزب الحركة القومية.

وعرضت الصحيفة إلى صورة زعيم حزب الحركة القومية دولت بهشتلي مع علاء الدين تشاكيجي رجل المافيا، وقالت: "للوهلة الأولى، قد تبدو هذه الصورة لرجلين تركيين عاديين أمام الكاميرات في مكتب مليء بالأعلام مثل أي من الشخصيات البارزة في البلاد، ولكن نادراً ما تحتوي الصورة على الكثير عن الماضي المشترك وتبعث برسائل إلى الحاضر والمستقبل".

وأصبح زعماء المافيا مثل تشاكيجي، وسيدات بيكر أكثر ظهوراً في الحياة العامة ويسافرون في قوافل حول إسطنبول، والعاصمة أنقرة. وفي 2018، برأت محكمة تركية بيكر من تهمة تهديد 1128 أكاديمياً، ومفكراً الذين وقعوا عريضة تدعو إلى تسوية سلمية للمشكلة الكردية في تركيا.

ودولت بهشتلي اليميني المتطرف أصبح فعالاً في السنوات القليلة الماضية بعد تحالفه مع حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان لتشكيل تحالف حكومي، وقرب منه شخصيات مثيرة للشبهات، أوأعادها إلى المشهد.

وعلاء الدين تشاكيجي زعيم المافيا الأكثر شهرة في تركيا، متهم بارتكاب 41 جريمة قتل سياسي وسجن بعد أن أمره بقتل زوجته السابقة بالرصاص أمام أطفالهما، قبل الإفراج عنه في العام الماضي، مع عشرات من زعماء المافيا، في عفو بسبب تفشي فيروس كورونا، لكنه لم يشمل السجناء السياسيين. 

ونوّهت الصحيفة إلى أن إعادة تأهيل تركيا المفاجئ للمافيا وإطلاقها في الفضاء العام تنذر بمناخ سياسي جديد تتسامح فيه الدولة في أحسن الأحوال وتحتضن في أسوأ الأحوال أسماء الماضي السوداء.

وذكرت الصحيفة بدور المافيا التركية في التاريخ الحديث للبلاد، عبر المنظمات اليمينية المتطرفة مثل الذئاب الرمادية المقربة من دولت بهشتلي، التي لعبت دوراً حاسماً في مرحلة دموية وعنيفة من تاريخ تركيا، بالاشتراك مع وكالة المخابرات، لتنفيذ اغتيالات سياسية. 

وقالت الصحيفة إن عودة مثل هذه الشخصيات للظهور تشير إلى ظهور بيئة سياسية جديدة في تركيا، يجد فيها حزب العدالة والتنمية، أن تبني الموقف القومي المتشدد لحزب الحركة القومية لا يضر بمشروعه السياسي، بل قد يساعد.

يشار إلى أن زعيم المافيا التركي علاء الدين تشاكيجي دخل على خطّ احتجاجات طلاب جامعة البوسفور على تعيين أردوغان مليح بولو، وحثه على الوقوف بحزم ضد الاحتجاجات الطلابية التي تطالب باستقالته.



وبحسب الكاتب علي عباداي، فإن تاريخ تركيا يمتلئ "بالقوائم"، وأشهرها قائمة رجال الأعمال الأكراد الذين ابتزوا في  "الحرب الأهلية" في التسعينيات. وبعد فضيحة "سوسورلوك" والتي كشفت  اتصالات بين مسؤولين أتراك ومنظمات الجريمة في 1996، سمع الجمهور لأول مرة بقائمة لتصفية أشخاص  يُزعم أنهم ساعدوا حزب العمال الكردستاني المحظورة.

واختطف رجال أعمال أكراد مدرجين في هذه القائمة وقتلوا لرفضهم دفع مبالغ كبيرة مقابل حريتهم. وأنكرت تركيا هذه القائمة لسنوات، لكنها عادت للظهور داخل قيادة قوات الدرك لاحقاً.

وأشارت محاكمات أرغينكون، حيث اتُهم كبار العسكريين والسياسيين والصحافيين وشخصيات المجتمع المدني بتشكيل إمبراطورية الجريمة المنظمة المسلحة للإطاحة بالحكومة، إلى قوائم، بالآلاف الذين سيعتقلون ويحتجزون، بعد الانقلاب. والآن يبدو أن حكومة حزب العدالة والتنمية ترتكب نفس الخطأ وبوضع قوائم جديدة.