الأحد 28 فبراير 2021 / 12:29

وول ستريت جورنال: بايدن يوجه رسائل ملتبسة لإيران وقد يحصد خيبة

24-زياد الأشقر

رأت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن الغارات التي نفذتها واشنطن فجر الجمعة على شرق سوريا توجه رسالة لا لبس فيها ألا وهي أن الرئيس جو بايدن سيستخدم القوة للدفاع عن حياة الأمريكيين، إلا أنها لفتت إلى أن هذا التطور المرحب به، يشكل استثناء في سياسة الإدارة الجديدة حيال إيران.

كل هذا يبدو وكأنه استعادة لسياسة باراك أوباما، على رغم أن الشرق الأوسط قد تغير في الأعوام الأربعة الأخيرة

وأجاز الرئيس عملية القصف كرد على هجمات صاورخية ضد جنود أمريكيين ومن الحلفاء في العراق هذا الشهر. وهدفت الغارات التي استهدفت ميليشيات كتائب حزب الله وكتائب سيد الشهداء التي تعمل بالوكالة عن إيران، إلى تدمير مستودعات عدة لتخزين الذخائر.

ولم يؤكد البنتاغون عدد الإصابات التي نجمت عن الغارات، لكن تقارير إعلامية تحدثت عن مقتل أكثر من 12 عنصراً من المقاتلين الموالين لإيران عندما استهدفت شاحنات تنقل أسلحة. ولا شك في أن هذه الرسالة سيتردد صداها في طهران ولدى خصوم آخرين لأميركا.

حماسة بايدن
ومن جهة ثانية، هناك الحماسة التي يبديها بايدن للعودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015 المليء بالعيوب. وبعد الإعلان أن واشنطن لا يمكنها تفعيل آلية "سناب باك" المتعلقة بإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن الإدارة الجديدة تتشاور مع كوريا الجنوبية للإفراج عن مليار دولار من الودائع الإيرانية المجمدة.

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن هذا الأسبوع إن الولايات المتحدة تريد "إطالة وتعزيز" الاتفاق النووي، وأضاف أن العقوبات التي فرضها الرئيس السابق دونالد ترامب قد فشلت.

وتساءلت الصحيفة: "كيف يمكن لرفع العقوبات أن يحمل إيران على الموافقة على اتفاق أفضل"، مشيرة إلى أن هذا ما لم يقله بلينكن. ولم يكن مفاجئاً أن طهران ردت على العروض الامريكية، بتقييد حركة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وبالتهديد برفع نسبة تخصيب الأورانيوم.

الاعتماد على أوروبا
ويرتكب البيت الأبيض خطأ بالاعتماد على أوروبا للمساعدة في إعادة إيران إلى الاتفاق النووي. فقد أخفقت المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا في مساعدة ترامب على تحسين الاتفاق. وأحرجت فرنسا وألمانيا مؤخراً الإدارة الأمريكية الجديدة، بهرولتهما إلى إبرام صفقتي استثمار رئيسيتين مع الصين.

وتعتبر "وول ستريت جورنال" أن الأوروبيين قد أقنعوا أنفسهم بأن الاتفاق النووي سيغير السلوك الإيراني، لكن هذه الديبلوماسية لا تساعد في مجال خدمة مصالحهم الاقتصادية مع إيران.

وفي الوقت نفسه، تدير الولايات المتحدة ظهرها لدول تتعرض للتهديد الأكبر من إيران، بما فيها إسرائيل والدول العربية السنية. وجمدت الإدارة مبيعات الأسلحة للسعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة الشهر الماضي. كما أنها سحبت دعمها للتحالف الذي تقوده السعودية لمقاتلة المتمردين الحوثيين في اليمن. والجمعة كشفت الإدارة عن تقرير استخباراتي يزعم تورط مسؤولين سعوديين في قتل الصحافي جمال خاشقجي. ومن بين أمور مضطربة أخرى، تأخر بايدن في إجراء اتصالاته الأولى مع الزعماء السعوديين والإسرائيليين.

استعادة لسياسة أوباما
كل هذا يبدو وكأنه استعادة لسياسة باراك أوباما، على رغم أن الشرق الأوسط قد تغير في الأعوام الأربعة الأخيرة. فالإدارة الجديدة لا تزال تغازل إيران، وكأن النظام الإيراني والحرس الثوري قد أظهرا رغبة في تغيير سلوكهما التوسعي. وتعرض هذه التنازلات للخطر الاتفاقات الإبراهيمية اللافتة بين دول عربية وإسرائيل وسياسة احتواء إيران، حيث أججت العقوبات الغضب الشعبي على النظام وقوضت قدرته على فرض مشاريعه في المنطقة.

يقول بايدن إنه يريد التركيز أُقل على الشرق الأوسط وأكثر على منطقة المحيط الهادئ والهند. ولكن الطريق لتحقيق ذلك يكمن في البناء على تحالفات إدارة ترامب وإقناع الدول الأوروبيية بالإنضمام إلى جبهة موحدة ضد إيران. وإلا فإن بايدن في طريقه ليحصد خيبة أمل استراتيجية واستهلاك للوقت في العراق وسوريا وشبه الجزيرة العربية.