الأحد 28 فبراير 2021 / 13:49

هذه شبكة وكلاء طهران من اليمن إلى لبنان

على مدى عقود، قامت إيران ببناء وتشغيل شبكة من الجماعات المسلحة الموالية لها في جميع أنحاء الشرق الأوسط، في مسعى لتوسيع البصمة العسكرية لطهران واكتساب النفوذ السياسي في المنطقة.

كتائب حزب الله، هي واحدة من أقوى الميليشيات العراقية التي تأسست بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003، وواحدة من أقرب الفصائل لطهران


غالباً ما تعمل هذه الجماعات تحت إشراف الحرس الثوري الإيراني الساعي إلى الدفاع عن الدولة الإيرانية وتعزيز نموذج الإسلام الشيعي الذي كان أساس الثورة.

كانت هذه الشبكة من الميليشيات تحت إشراف اللواء قاسم سليماني، قائد "فيلق القدس"، الذي قُتل في غارة أمريكية بطائرة بدون طيار في يناير (كانون الثاني) 2020. وفي السنوات الأخيرة، اتهمت واشنطن العديد من المليشيات المدعومة من إيران بقتل عسكريين أمريكيين، وصنفت بعضها على أنها منظمات إرهابية.

في أعقاب مقتل سليماني، ظهرت مجموعات جديدة في العراق، تعلن مسؤوليتها عن هجمات تستهدف المصالح الأمريكية. ولا يُعرف الكثير عن هذه المجموعات، ولكن يُعتقد أن العديد منها عبارة عن فروع لفصائل أكبر حجماً راسخة منذ فترة طويلة وتستخدم أسماء جديدة في محاولة لحماية هويتها.

في 25 فبراير(شباط)، أمر الرئيس بايدن بشن غارة جوية على منشآت في نقطة مراقبة حدودية في شرق سوريا، قال البنتاغون إن الجماعات المسلحة المدعومة من إيران تستخدمها، بما فيها "كتائب حزب الله" و"كتائب سيد الشهداء".

وجاءت الضربة رداً على هجوم صاروخي على التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في أربيل بكردستان العراق، أسفر عن مقتل مقاول وإصابة عدد آخر، من بينهم جندي أمريكي. ونفذت هذا الهجوم مجموعة مليشيا شيعية غير معروفة تدعى "كتيبة حراس الدم".

تمثل التطورات اختباراً مبكراً للرئيس بايدن، وتوضح كيف يمكن أن يتعامل مع شبكة الميليشيات الإيرانية في الشرق الأوسط، حتى في الوقت الذي يحاول فيه استئناف الدبلوماسية النووية مع طهران.

واستعرضت صحيفة "وول ستريت جورنال" بعضاً من أهم الجماعات المدعومة من إيران في المنطقة:

"حزب الله"-لبنان
تستخدم طهران جزئياً "حزب الله"، المتمركز على الحدود مع إسرائيل، لردع الهجمات الإسرائيلية ضد إيران، وكذلك لممارسة نفوذها في سوريا. وصنفت الولايات المتحدة الحزب كمنظمة إرهابية عام 1997.

"كتائب حزب الله"، العراق
كتائب حزب الله، هي واحدة من أقوى الميليشيات العراقية التي تأسست بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003، وواحدة من أقرب الفصائل لطهران. هي تخدم بشكل شبه كامل الأجندة الإيرانية في العراق، ويتم تمويل المجموعة وتسليحها وتدريبها بشكل مباشر من الحرس الثوري الإيراني. وقد لعبت دوراً في محاربة "داعش". واقتحم أنصارها السفارة الأمريكية في بغداد في ديسمبر (كانون الأول) 2019 بعد مقتل العشرات من مقاتليها في غارة أمريكية.

"منظمة بدر"، العراق

لعلها أقدم وأقوى حليف عسكري لإيران في العراق، فهي تابعة لإيران منذ تأسيسها عام 1982. ويعتقد أن لديها حوالي 50000 مقاتل، وهي جزء لا يتجزأ من المؤسسات السياسية والعسكرية العراقية. وبرز زعيمها، هادي العامري، كواحد من صانعي الملوك في حكومة البلاد، وانتقد دعوات من رئيس الوزراء لإلقاء السلاح.

"عصائب أهل الحق"، العراق
تسعى "عصائب أهل الحق" إلى تعزيز النفوذ الإيراني في العراق وتوسيع سيطرة الشيعة على البلاد، وقد فعلت ذلك من خلال الدخول في السياسة. يقودها قيس الخزعلي، الذي برز بعد الغزو الأمريكي للعراق واكتسب سمعة بمهاجمة قوات التحالف. وتنشط الميليشيا الشيعية أيضاً في سوريا ولبنان. وصنفتها إدارة ترامب على أنها منظمة إرهابية في عام 2020. ومثل "كتائب حزب الله"، هي جزء من قوات الحشد الشعبي، المظلة للميليشيات العراقية التي تمارس قوة كبيرة على الأرض، وبعضها مدعوم من إيران.

"الجهاد الاسلامي" في فلسطين
تأسست الحركة عام 1979 كفرع من جماعة "الإخوان المسلمين". وهي واحدة من حلفاء إيران السنة وثاني أكبر جماعة مسلحة في غزة بعد "حماس". تموّلها خصوصاً إيران وسوريا. ويتمركز جزء من المجموعة في سوريا ولبنان، حيث تدربت وأجرت عمليات مع "حزب الله".

"لواء فاطميون"، سوريا
"لواء فاطميون"، والمجموعة المرتبطة به، "لواء زينبيون" هما كتائب مكونة من شيعة أفغان وباكستانيين، شكلها الحرس الثوري الإسلامي عام 2014 للقتال في حرب سوريا ضد المتطرفين السنة، بما في ذلك تنظيم "داعش". ويعد "لواء فاطميون" 20 ألف أفغاني، وقد تسبب بخسائر فادحة في الصراع السوري. تم إجبار بعض مقاتليه على الأقل على القتال تحت قيادة إيران في سوريا، بينما قاتل آخرون لحماية الأماكن المقدسة الشيعية من تنظيم "داعش".

الحوثيون، اليمن
وتعتبر الحكومة الأمريكية أن جماعة الحوثي التي استولت على العاصمة اليمنية صنعاء في عامي 2014 و 2015 هي وكيل آخر للجيش الإيراني. لكن إيران تقول إنها تدعم قضية الجماعة وتنفي تسليحها أو تدريبها. والحوثيون، الذين يطلق عليهم رسمياً اسم "أنصار الله"، هم من الطائفة الزيدية، وهي طائفة شيعية تختلف عن الشيعة السائدة في إيران، وهي من أكثر الحلفاء استقلالاً عن إيران. ومع ذلك، فقد خدموا أجندة إيران لسنوات من خلال شن حرب بالصواريخ والطائرات بدون طيار ضد المملكة العربية السعودية.