السبت 6 مارس 2021 / 10:37

"جوباما" والخريف العربي الثاني

حذيفة إبراهيم- الوطن البحرينية

صادف أمس الجمعة، مرور 45 يوماً على تنصيب الرئيس الأمريكي جو بايدن، أو ما أصبح يعرف اصطلاحاً بالفترة الرئاسية الثالثة لأوباما والتي سرعان ما انكشفت أجندتها للأربع سنوات المقبلة.

وأصبح بالإمكان لأي شخص عاقل، التنبوء بما سيحدث، فهو إعادة مملة لفترة أوباما الرئاسية، والجميع يتجاهل ما يصدر عن هذه الإدارة الجديدة - القديمة، عدا بعض اليساريين المتشددين أو أصحاب الأجندات وعملاء إيران.
الممل في الأمر، هو أن السيناريو ذاته يتكرر بنفس التفاصيل التي يحاولون إعادتها إلى المشهد، خصوصاً العربي، سواء تقارير الـ CIA المزيفة، أو ملفات ما يدعون بأنه دفاع عن حقوق الإنسان، وحتى الشرق الأوسط الجديد، وفزاعة نظام خامنئي في طهران.

كما أن أصوات منظمات هيومن رايتس ووتش، ومجلس حقوق الإنسان ستعود للعويل مجدداً، إلى جانب شذاذ الآفاق كما يطلق عليهم الأستاذ أحمد الفراج.

وليس رجماً بالغيب أن نتوقع اتفاقاً نووياً جديداً تسعى إليه إدارة "جوباما" مع إيران، يضمن لطهران المزيد من الأموال التي ستضارب فيها ببورصة بتكوين الرقمية وغيرها من العملات المشفرة، وتجارة المخدرات والأطفال، لتمول المقاولين في حزب الشيطان والحوثي وغيرهم.

ولن ننتظر طويلاً قبل أن نرى بعض التظاهرات هنا وهناك، وربما بذات الشعارات "الشعب يريد إسقاط النظام"، فكاتب السيناريو هذه المرة مصاب بالخرف، ونسي بعض التفاصيل التي حدثت، وستصدر ذات البيانات المطالبة بضبط النفس والديمقراطية "على طريقتهم".

ولكن، لم تدرك الإدارة الأمريكية أن المشاهد قد حفظ المسرحية بكل فصولها، بل وكشفت الانتخابات الأمريكية الأخيرة كذب كل الشعارات التي ترفعها، وأن المجتمع الأمريكي ذاته أصبح أوهن من بيت العنكبوت بانقسام كبير وغير مسبوق جراء الانتخابات، ولن يقف خلف أجندات المتحاملين على دولهم.

أما الدول العربية، وخصوصاً الخليجية، فهي لديها سلاح وحدة القادة مع الشعوب، واتساع آفاق التحالفات، وجاءت جائحة كورونا لتزيل آخر أوراق التوت عن الصورة النمطية الوردية لحياة المواطن الأمريكي ومعيشته "الكريمة".

كما أن دولنا - ولله الحمد - مسارها واضح منذ البداية، والآن أصبحت أقوى بخطط طويلة المدى، وسيحطم قطار التنمية والمشاريع فيها كل آمال جو النعسان كما يطلق عليه ترامب.