الأحد 11 أبريل 2021 / 13:03

الإمارات والأردن... 5 عقود من العمل المشترك لحماية أمن المنطقة وازدهارها

24- آلاء عبد الغني

تشارك دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم الأحد الموافق 11 أبريل (نيسان) الجاري، المملكة الأردنية الهاشمية احتفالاتها بالمئوية الأولى على تأسيسها، تأكيداً على متانة العلاقات التاريخية المتجذرة التي تجمع قيادة وشعبي البلدين، والتي أصبحت نموذجاً يُحتذى به للعمل العربي المشترك.

وتولي الإمارات بقيادة رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، العلاقات مع المملكة الأردنية الهاشمية أهمية كبيرة، وتحرص على دفعها إلى الأمام في مختلف المجالات السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية وغيرها، خاصة أن البلدين يقفان في جبهة واحدة في الحرب ضد التطرف والإرهاب، والعمل من أجل السلام والتنمية في المنطقة، والتصدي لمحاولات التدخل في الشؤون الداخلية العربية.

الاحتفال بمئوية التأسيس
وهنأت الإمارات قيادة وشعباً، المملكة الأردنية بمناسبة احتفالاتها بالمئوية الأولى على التأسيس، وبعث رئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، برقية تهنئة إلى عاهل المملكة الأردنية الهاشمية الملك عبدالله الثاني بن الحسين بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس المملكة.

وهنأ نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أمس السبت، الشعب الأردني وملك الأردن عبدالله الثاني بن الحسين، بمناسبة مئوية المملكة الأردنية الهاشمية، وقال في تغريدة عبر حسابه الرسمي في تويتر: "في مئوية الأردن الشقيق نبارك لشعب النشامى ولأخي الملك عبدالله هذه المئوية، للأردن محبة لدى شعب الإمارات وقادته منذ تأسيس الدولة، وما زال الأردن عمقاً عربياً صامداً بحكمة قيادته والتفاف شعبه، حفظ الله الأردن وأدام عليها عزها، وأدام الأخوّة والمحبة بين شعبينا".

كما هنأ ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أمس السبت، الأردن بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس البلاد، وقال في تغريدة على حسابه الرسمي في تويتر: "أبارك لأخي الملك عبدالله الثاني وشعبه الشقيق بالذكرى المئوية لتأسيس المملكة الأردنية الهاشمية، أخلص التمنيات بدوام الاستقرار والتنمية، وأن يستمر الأردن في موقعه العربي والدولي، صوت العقل والحكمة، وأن تكون مئويته منطلقاً لمزيد من التقدم والازدهار، وكل عام والأردن بخير".

علاقات تاريخية
وتشكل العلاقات الإماراتية – الأردنية نموذجاً يحتذى به لقيامها على أسس راسخة من الاحترام المتبادل، والمصالح المشتركة، والرغبة القوية لدى قيادتي الدولتين في تطوير هذه العلاقات ودفعها قدماً في جميع المجالات، بما يحقق مصالح الدولتين، ويعزز التفاهم حول قضايا المنطقة.

وتحرص دولة الإمارات دائماً على دعم علاقاتها الأخوية مع المملكة الأردنية الهاشمية، وتوسيع آفاقها بما يحقق مصالحهما المتبادلة، ويعزز أوجه التعاون العربي المشترك، خاصة في ظل التحديات التي تواجه دول المنطقة وتداعياتها الخطيرة على أمنها واستقرارها.

كما يحرص قادة البلدين على تطوير العلاقات الثنائية، وبحث السبل الكفيلة بترسيخ تعاونهما المشترك وتحقيق أهدافهما ورؤاهما المستقبلية وتطلعاتهما إلى مزيد من التقدم والتنمية والازدهار، وهو ما دفع بالعلاقات الثنائية المشتركة إلى مستويات عليا من التنسيق والتفاهم، لاسيما إزاء الأحداث والتطورات على الساحتين الإقليمية والدولية وتداعياتها، وتميزت سياسات البلدين بتوحيد الجهود والرؤى المشتركة لمواجهة جميع التحديات في إطار العمل العربي المشترك، بما يعزز أمنهما واستقرارهما، ويشكل صمام أمان للمنطقة برمتها في وجه كل ما يستهدف زعزعة أمنها واستقرارها.

التعاون الاقتصادي
وخطّت الاستثمارات الإماراتية في الأردن العديد من قصص النجاح شملت مجموعة متنوعة من القطاعات مثل الزراعة، والسياحة، والطاقة المتجددة، والبنية التحتية، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والنقل الجوي والبري، وفي المقابل كان للاستثمارات الأردنية في دولة الإمارات حضور ناجح في العديد من الأنشطة مثل التأمين، والعقارات، والصناعات التحويلية، وتجارة الجملة والتجزئة والنقل والتخزين، وتسعى الإمارات إلى تعزيز تلك الاستثمارات المتبادلة وتقوية الروابط بين القطاع الخاص في البلدين لاستكشاف فرص جديدة للشراكة خلال المرحلة المقبلة.

وتعد الأردن شريكاً تجارياً مهماً لدولة الإمارات، وبلغ إجمالي التجارة الخارجية غير النفطية بين الجانبين في عام 2019 نحو 10.4 مليار درهم إماراتي، مسجلاً ارتفاعاً بنسبة 10.6% مقارنة بالعام 2018، فيما ارتفعت نسبة إعادة التصدير من دولة الإمارات إلى الأردن بنحو 19%.، وتبلغ قيمة الاستثمارات الإماراتية في الأردن نحو 17 مليار دولار.

ووقع البلدان، خلال الأعوام الماضية، العديد من الاتفاقيات لدعم وتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بينهما، ومنها: اتفاقية إنشاء لجنة وزارية مشتركة، واتفاقية التعاون الاقتصادي والتجاري والتقني، كذلك تم توقيع مذكرة تفاهم لإقامة منطقة تجارة حرة، واتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة، وفي عام 2017 تم توقيع 12 اتفاقية ومذكرة تفاهم، لدعم العلاقات الثنائية بين البلدين في جميع المجالات.

تدريبات عسكرية مشتركة
وفي المجال العسكري، تتعاون القوات المسلحة الإماراتية والأردنية لترسيخ الاستقرار والسلام في المنطقة، ومواجهة المخاطر التي تواجه الأمن الإقليمي والعربي.

وهناك تاريخ طويل وحافل من التعاون العسكري المثمر والمتميز بين البلدين الشقيقين، شأن القطاعات الأخرى، وهو ما يجسّد قوة العلاقات بينهما، والإدراك المشترك لأهمية التعاون والتنسيق بين الأشقاء، في ظل بيئة إقليمية مضطربة ومليئة بالتحديات.

وتسهم التمارين والتدريبات العسكرية المتنوعة بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة الأردنية الهاشمية في رفع كفاءة القوات المسلحة في البلدين، وتعزيز جاهزيتها للقيام بالمهام المنوطة بها على جميع المستويات.

وفي يونيو 2019، نفذت القوات المسلحة الإماراتية ونظيرتها الأردنية، التمرين العسكري المشترك "الثوابت القوية /‏‏‏ 1"، على أرض الإمارات بحضور ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وملك المملكة الأردنية الهاشمية عبدالله الثاني بن الحسين الذي وصف التعاون الثنائي العسكري بين البلدين قائلاً: "كل الشكر والتقدير مني ومن أخي محمد بن زايد على ما رأيناه من مستوى رفيع في التدريب، كان أملنا منذ أعوام أن تكون القوات الإماراتية مع القوات الأردنية كتفاً بكتف، والحمد لله هذا تحقق ورأيناه اليوم، وهذي رسالة ليست فقط لشعبي البلدين الشقيقين، بل هي رسالة للإقليم والعالم بأننا نقف معاً في خندق واحد، ضد أي تحد يواجهنا معاً".

مساعدات إنسانية وتنموية
ومنذ بداية جائحة كورونا وقفت دولة الإمارات إلى جانب المملكة الأردنية الهاشمية، وسارعت إلى إرسال عدد من الشحنات الجوية على متن 3 طائرات تتضمن 39.4 طناً من أجهزة الفحص ومعدات الوقاية الشخصية والمستلزمات الطبية التي تسهم في تعزيز مواجهة الأشقاء الأردنيين للتحديات الناجمة عن الفيروس، كما تبرعت الإمارات ببناء مستشفى الشيخ محمد بن زايد الميداني، في مدينة العقبة لاستقبال المصابين بفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، 19وكانت أول دفعة تلقاها الأردن من اللقاحات ضد فيروس كورونا مقدمة من دولة الإمارات.

وفي ديسمبر 2019، أعلنت دولة الإمارات، عن تقديم 300 مليون دولار، دعماً للأردن، عبر صندوق أبوظبي للتنمية، كما ساهم الصندوق في تمويل مئات المشاريع التنموية في المملكة الأردنية الهاشمية، بلغت قيمتها الإجمالية 6.5 مليار درهم، لتمكين الحكومة الأردنية من تحقيق أولوياتها الاقتصادية والاجتماعية، ودفع عجلة التنمية المستدامة.

وفي نوفمبر من عام 2018، وجهت الإمارات جسراً جوياً لتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة للمتضررين من جراء الفيضانات القوية التي ضربت أجزاء من المملكة الأردنية.

وفي يونيو 2018، قدمت الإمارات والكويت والسعودية إلى الأردن حزمة مساعدات بقيمة 2,5 مليار دولار أمريكي، تمثلت في "وديعة لدى البنك المركزي الأردني، وبضمانات للبنك الدولي لمصلحة الأردن، وبدعم سنوي لميزانية الحكومة الأردنية لمدة خمس سنوات، وبتمويل من صناديق التنمية لمشاريع إنمائية".

وتتسم العلاقات الإماراتية الأردنية على مدار 5 عقود مضت، منذ عهد المغفور لهما، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراهما، وحتى اليوم، بالثبات والعمق والتآزر في مختلف الظروف والمحطات، والتعاون في مجالات عديدة على المستوى الرسمي والشعبي، والمملكة الأردنية الهاشمية هي أول دولة اعترفت باتحاد دولة الإمارات وأقامت تمثيلاً دبلوماسياً على مستوى السفراء، وتمضي هذه العلاقات قدماً لتصبح أكثر عمقاً في عهد رئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وعاهل المملكة الأردنية الهاشمية الملك عبدالله الثاني بن الحسين.

وتؤمن الإمارات أن استقرار الأردن هو استقرار لكل المنطقة العربية، وأن الحفاظ على أمن الأردن واستقراره يعد ركيزة أساسية من ركائز الأمن العربي، وأن أمن واستقرار الأردن هو جزء لا يتجزأ من أمنها.