الأربعاء 14 أبريل 2021 / 16:09

إيران تدق المسمار الأخير في نعش الاتفاق النووي

24 - أحمد إسكندر

جاء إعلان إيران عن اعتزامها زيادة تخصيب اليورانيوم من 20 إلى 60% وهي نسبة أقرب إلى المستوى الذي يتيح استخدام هذا المعدن في صنع أسلحة نووية، مع غمرة مفاوضات تسعى لإنقاذ اتفاق نووي أقرب إلى الانهيار في ظل الانتهاكات الإيرانية المتوالية.

لا يوجد أي استخدام سلمي لتخصيب اليورانيوم عند هذه النقطة على الرغم من أن إيران قالت إن هناك غواصات تحتاج إلى الوقود بهذا المعدل لكن في الواقع ليس لديها هذا البرنامج المتطور

وأعلنت وسائل إعلام إيرانية بينها وكالة "إرنا" الرسمية أن طهران "ستبدأ بتخصيب اليورانيوم بنسبة 60 %"، عقب يوم من فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على مسؤولين أمنيين وعسكريين إيرانيين على صلة بحملة القمع المستهدفة لاحتجاجات 2018 وبعد يومين أيضاً من عملية "تخريب" استهدفت منشأة نطنز النووية اتهمت إيران إسرائيل بالوقوف خلفه.

انتهاك واضح

تخصّيب إيران اليورانيوم في الوقت الحالي بنسبة 20%، وهي نسبة أعلى بكثير من معدّل 3.67% المنصوص عليه في الاتفاق الدولي حول البرنامج النووي الإيراني المبرم في فيينا عام 2015 يعد انتهاك واضحاً للاتفاق النووي، ومن شأن التخصيب بنسبة 60% أن يجعل إيران قادرة على الانتقال بسرعة إلى نسبة 90% وأكثر، وهي المعدّلات المطلوبة لاستخدام هذا المعدن الخام لأغراض عسكرية تمكن من صنع أسلحة نووية، بحسب ما نقل موقع "ميدل إيست" الإخباري.

ولم تحدد وكالة "إرنا" موعد بدء هذه الأنشطة التي ستشكل خطوة إضافية من تخلي إيران عن تعهّداتها أمام المجتمع الدولي عام 2015 بالحدّ من برنامجها النووي لكن إيران إعلنت اليوم رسمياً شروعها بهذه الخطوة اعتباراً من الأسبوع المقبل كما ذكرت قناة "برس.تي.في" الإخبارية الناطقة بالإنجليزية والتابعة للتلفزيون الرسمي الإيراني، أن هذا التدبير سيُطبّق اعتباراً من اليوم الأربعاء.

في رسالة مساعد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى مدير وكالة الطاقة الدولية إلى رافايل غروسي، قال عراقجي أيضاً إنه "سيُضاف ألف جهاز طرد مركزي قدرتها أكبر بـ50%، عن الآلات الموجودة في نطنز، فضلاً عن استبدال الآلات المدمرة" جراء انفجار وقع الأحد في هذا المجمع النووي الواقع في وسط إيران، وتزامن هذا الإعلان من لقاء في طهران جمع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بنظيره الروسي سيرغي لافروف.

عقبات
وتحدث الأستاذ المساعد في السياسية العامة بكلية جون كينيدي بجامعة هارفارد ماثيو بون، لموقع الحرة الإخباري، إنها (إيران) "اقتربت بشدة من النسبة اللازمة لإنتاج سلاح نووي ولا يوجد حقيقة أي استخدام سلمي لتخصيب اليورانيوم عند هذه النقطة، على الرغم من أن إيران أدعت أن هناك غواصات تحتاج إلى الوقود بهذا المعدل لكن في الواقع ليس لديها هذا البرنامج المتطور".

وتوقع، الخبير في مسألة "الانتشار النووي"، عدم قدرة طهران على القيام بتخصيب اليورانيوم في نطنز لأنها "لا تعمل في الوقت الحالي"، ورغم ذلك تستطيع التخصيب في منشأة فوردو تحت الأرض، ورغم وجود عدد قليل من أجهزة الطرد هناك، إلا أن بإمكان طهران توسيع قدراتها على صنع المواد المشعة.

وأشار تحليل إسرائيلي نشر، الثلاثاء، في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، إلى صعوبة قيام إيران بتخصيب اليورانيوم في نطنز "لأن 6000 جهاز طرد مركزي هناك معطلة" بسبب الانفجار، لكن لديها 1000 جهاز طرد مركزي إضافي في فوردو، حيث يمكنها التخصيب بنسبة 60% "بكميات صغيرة جداً"، وأشار التحليل الإسرائيلي السابق إلى أن إنتاج قنبلة واحدة يحتاج إلى توفير نحو 30 كلغم من اليورانيوم المخصب بنسبة 9%.

وبحسب ما ذكرت الصحيفة تحتاج إيران على هذا المنوال وما تملكه من أجهزة الطرد المركزي إلى العمل لمدة عام كامل لإنتاج 25 كلغم من اليورانيوم المخصب لاستخدامه في الأغراض العسكرية، ولكنها قامت بتطوير أجهزة الطرد المركزي لديها، وبما يتيح لها الوصول للكميات التي تريدها خلال 3 أشهر.

"ورقة ضغط"
وذكر مدير برنامج إيران في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، أليكس فاتانكا، إن "إيران تستخدم مسألة تخصيب اليورانيوم كورقة ضغط ضد الولايات المتحدة وأوروبا، وتريد القول إن العقوبات الأوروبية التي فرضت مؤخراً لن تكون مفيدة".

وقال: "رسالتها هي إذا استمر الضغط، سوف نستمر في التخصيب ونصبح قريبين من صنع قنبلة". ولا يعتقد أن إيران ستنسحب من المفاوضات الجارية في فيينا لأنها من جانب "لا تستطيع غض الطرف عن الصين وروسيا اللتين تريدان الاستمرار في المفاوضات"، ورغم كل هذا التوتر، فإنه في "نهاية المطاف ترغب الولايات المتحدة وإيران في التوصل إلى تسوية سياسية للملف النووي وهذا ما تم التعبير عنه من قبل".

ويرى العقيد المتقاعد في الجيش الأمريكي، أنتوني شيفر، ضرورة الضغط على إيران لكنه يقول إن الإدارة الحالية(إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن) تبدو ماضية في عكس هذا الاتجاه"، مضيفاً أن التوقيت الحالي في هذا الملف "حساس للغاية" للإدارة الحالية، فهي إما ستتخذ نهجاً صارماً و"تفرض عقوبات أو لا تفعل شيئاً".

ويتوجس المجتمع الدولي من حيازة إيران لأسلحة نووية وما يشكله من خطر حقيقي على أمن المنطقة واستقرارها، وللجمهورية الإيرانية سوابق في تنفيذ اعتداءات إرهابية بالمنطقة ناهيك عن تدخلاتها السافرة في عدة دول عربية منها سوريا واليمن والعراق.