الرئيس الأمريكي جو بايدن (أرشيف)
الرئيس الأمريكي جو بايدن (أرشيف)
الثلاثاء 20 أبريل 2021 / 12:37

بايدن وجنايته على أمريكا

السيد زهره - أخبار الخليج

في الفترة القليلة الماضية تفجرت حالة من الغضب في أمريكا ضد إدارة بايدن.. غضب عبر عنه أعضاء كونغرس وساسة وكتاب ومحللون كثيرون.

السبب هو موقف إدارة بايدن من النظام الإيراني، فقد تأكد تماما عزم الإدارة على رفع العقوبات عن إيران وتقديم تنازلات أخرى لها، لا أحد يعرفها بالضبط حتى الآن دون أي مقابل، ودون أن تتعهد إيران بأي شيء اللهم إلا قبولها التفاوض.

الأخطر من هذا النهج في التعامل مع إيران في رأي الأمريكيين الذين ينتقدون بايدن وإدارته هي الروح التي أظهرتها الإدارة في تعاملها مع ملف الأزمة الإيرانية، وهي روح من الخنوع، والخضوع المذل بتعبير محللين أمريكيين.

الأمريكيون الذين يرفضون ما يفعله بايدن يعتبرون أنه بهذا النهج وهذه الروح في التعامل مع إيران يدمر المصالح الاستراتيجية الأمريكية ليس في المنطقة فقط وإنما في العالم كله.

وهم يقدمون مبررات كثيرة لما يذهبون إليه في مقدمتها ما يلي:

أولا، أن بايدن وبلا أي مبرر مفهوم يتخلى عن ورقة ضغط كبرى بيد أمريكا في مواجهة إيران هي ورقة العقوبات المفروضة عليها.

المسألة هنا في رأيهم أن العقوبات القاسية التي فرضتها إدارة ترامب كانت فعالة جدا وأثرها كبيرا جدا، فكل التقارير تؤكد أنه بسبب هذه العقوبات فإن إيران تقف على حافة الانهيار الاقتصادي، وهذا ما أكده مثلا تقرير أخير أصدره صندوق النقد الدولي.

ولذلك فإن استمرار العقوبات وحملة الضغوط على إيران من شأنه أن يجبرها على قبول الانصياع للمطالب والشروط الأمريكية والإقليمية والدولية، فرفع العقوبات بالنسبة إليها يمثل مسألة حياة أو موت للنظام.

فلماذا إذن وبأي مبرر تتخلى إدارة بايدن عن ورقة الضغط هذه؟.

ثانيا، إن بايدن بتقديمه هذه التنازلات لإيران بلا مقابل ورضوخه لمطالبها وإظهار هذه الروح من الخنوع، فإنه بداهة لا يمكن أن يردعها عن أي شيء، وسوف يمكنها من المضي قدما في برنامجها لحيازة السلاح النووي.

والأخطر من هذا أنه لن تكون هناك من نتيجة لسياسة بايدن سوى توحش الإرهاب الإيراني في المنطقة بشكل عام وتصعيد استهداف المصالح والأهداف الأمريكية بشكل خاص، بالضبط كما حدث حين وقع أوباما الاتفاق النووي ولم تكن له من نتيجة سوى تفاقم إرهاب إيران في المنطقة وفي مواجهة أمريكا.

ثالثا، إن هذا النهج الذي يتبعه بايدن في التعامل مع إيران وبهذه الروح ستكون له تبعات كارثية على مكانة أمريكا العالمية. هذا سيشجع القوة العالمية الكبرى المنافسة لأمريكا والساعية إلى إزاحتها عن مكانة القوة العالمية الأولى وخصوصا روسيا والصين، على تكثيف جهودها في تحدي أمريكا واحتلال مكانتها.

بعبارة أخرى هذه القوى العالمية لن يردعها شيء عن السعي إلى تعزيز نفوذها ومكانتها العالمية وعن بناء التحالفات العالمية في مواجهة أمريكا.

هذه إذن هي مبررات ودواعي الغضب في أوساط أمريكية من سياسة بايدن تجاه إيران في الوقت الحاضر.

نلاحظ أنه في خضم هذا الجدل لا يتوقف هؤلاء كثيرا عند نتائج وتداعيات سياسة إدارة بايدن الخطيرة على الدول العربية، ومصالحها في مواجهة مشروع إيران التوسعي الإرهابي.

هذا أمر لا يعنيهم كثيرا باستثناء بعض المحللين والساسة الذين توقفوا عند نقطة مهمة وهي أن إدارة بايدن بما تفعله تدمر علاقات أمريكا مع حلفائها التقليديين من الدول العربية، وتفسح المجال أمام توجه هؤلاء الحلفاء إلى دول أخرى مثل روسيا والصين الأمر الذي يعني ترسيخ نفوذهما في المنطقة.
كل ما يعني هؤلاء هي المصلحة الاستراتيجية الأمريكية.

إلى أي حد يمكن أن تردع هذه المواقف الأمريكية الرافضة بايدن عن المضي قدما في نهجه في التعامل مع إيران؟. من الصعب أن نجزم لكن المؤكد أنه مصر على المضي في هذا الطريق إلى نهايته.