صحف عربية (24)
صحف عربية (24)
الجمعة 30 أبريل 2021 / 10:51

صحف عربية: مخاوف من عودة الاتفاق النووي إلى زمن أوباما

تستأنف الوفود المشاركة اليوم الجولة الثالثة من محادثات فيينا حول إعادة إحياء الاتفاق النووي الإيراني، التي لا تزال تواجه عقبات كثيرة رغم تصريحات المسؤولين الإيجابية.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الجمعة، اعتبرت مصادر أن دول المنطقة تعيش اليوم إعادة للمرحلة الأوبامية، في ظل مؤشرات حول مضي إدارة بايدن للعودة إلى الاتفاق النووي الموقع عام 2015.

مرحلة أوباما
اعتبرت صحيفة النهار اللبنانية، أنه كلما اقتربت مفاوضات فيينا حول البرنامج النووي الإيراني من تحقيق نتائج تقرب بين موقفي الولايات المتحدة وإيران، ارتفعت حدة التوتر في الإقليم، على خلفية اقتناع حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط بأن إدارة الرئيس جو بايدن ما عادت تهتم إلا لمسألة العودة الى الاتفاق النووي الموقع عام 2015.

وقالت "يزداد يقين الحلفاء العرب وغير العرب بأن إدارة بايدن لا تعبأ اليوم بمصالح الحلفاء، وأن جل ما تريده في هذه المرحلة العودة إلى الاتفاق الذي تم في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، لا سيما وأن إدارته سبق أن قدمت في تلك المرحلة أولوية التوصل إلى الاتفاق على كل ما عداها من مخاوف أبداها حلفاء أمريكا آنذاك، فجاء الاتفاق مليئاً بالثغرات".

وأضافت "إذا صدق مضمون التقرير الذي نشرته وكالة "الاسيوشيتد برس"، الذي جاء فيه أن إدارة الرئيس بايدن تدرس خيار رفع معظم العقوبات الصارمة التي فرضتها إدارة الرئيس ترامب على إيران، من أجل إعادة الأخيرة إلى الوفاء بالتزاماتها في الاتفاق النووي، نكون أمام تطور سيحمل تداعيات على الواقع الإقليمي، وخصوصاً على العلاقات الأمريكية مع حلفائها".

وأوضحت الصحيفة أن ثمة حركة مريبة بين الأمريكيين والإيرانيين في فيينا، مشيرة إلى أن هدف الإدارة الأمريكية من إرسال وفد رفيع إلى الشرق الأوسط يجول الأسبوع المقبل إلى مصر، والسعودية والإمارات، هو البحث في مسألة المفاوضات حول الاتفاق النووي الإيراني، وطمأنة الحلفاء العرب بالنسبة إلى ما يمكن أن يحدث فيما لو توصلت مفاوضات فيينا إلى نتائج إيجابية.

وأردفت قائلة "كل المؤشرات تدل على إن إدارة بايدن لن توقفها اعتراضات إسرائيل أو الحلفاء العرب، فهي ماضية حتى الآن للعودة إلى مرحلة أوباما أي إلى اتفاق 2015، من دون ضمانات جدية تخفف من اعتراضات دول المنطقة التي تعيش اليوم إعادة للمرحلة (الأوبامية)".

مباحثات مستمرة
وبدورها، ذكرت صحيفة الشرق الأوسط أن المفاوضات الماراثونية في فيينا لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015، استمرت بروح إيجابية ومن دون توتر، بحسب ما قال أحد الأوروبيين المشاركين، رغم العقبات الكثيرة التي ما زالت موجودة أمام المتفاوضين.

وقال السفير الروسي ميخائيل أوليانوف، بعد الاجتماع، إن "المفاوضات كانت مفيدة جداً، إنها كانت مفصلة وتناولت موضوعات كثيرة تجري مناقشتها في محادثات فيينا"، ولكنه لم يعطِ إشارات إيجابية حول تقدم المحادثات حول العقوبات، رغم أنه عبّر عن تفاؤله الحذر بأن المحادثات تتقدم.

وحسب الصحيفة، كانت وكالة "أسوشيتد برس" قد نقلت عن مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين أن إدارة بايدن أبدت استعداداً خلال المفاوضات للتراجع بشكل شبه كامل عن بعض أكثر العقوبات صرامة كانت فرضتها إدارة ترمب على إيران.

ونقلت الوكالة عن المسؤولين الذين تحدثت إليهم، أن هذه العقوبات التي أبدت واشنطن ليونة في رفعها، تتعلق بالقطاعين المالي والنفطي في إيران، إضافة إلى عقوبات تتعلق بملف حقوق الإنسان والإرهاب وتطوير الصواريخ الباليستية.

وأشارت الصحيفة إلى أنه مع تقديم إدارة بايدن لتنازلات كبيرة حول العقوبات، يتزايد الانقسام داخل الولايات المتحدة، وتعلو الانتقادات من قبل حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط، رغم محاولات الإدارة الأمريكية لطمأنة حلفائها، وعقد لقاءات معهم لشرح تفاصيل المفاوضات الجارية، موضحة أن الجمهوريين يزيدون من الضغوط على إدارة بايدن داخل الكونغرس.

التشاور مع الحلفاء
ومن جهتها، أوضحت صحيفة العرب اللندنية أن إدارة جو بايدن غير مستعدّة للتوصل إلى اتفاق جديد مع إيران في شأن ملفّها النووي، من دون مشاركة أطراف إقليميّة أخرى وإطلاعها على ما يدور بين واشنطن وطهران.

ولفتت إلى أن إدارة بايدن تختلف في هذه النقطة عن إدارة أوباما، التي حصرت المفاوضات السرّية مع إيران بها.

وقالت الصحيفة "يظهر من خلال زيارة مدير السي. آي. إي إلى بغداد، أن إدارة بايدن لن تقدم على أيّ خطوة في اتجاه إيران من دون تشاور مع حلفائها الخليجيين"، مشيرة إلى أن وليم بيرنز ليس شخصاً عادياً في ضوء الدور الذي لعبه في عهد أوباما في التوصل إلى الاتفاق في شأن الملفّ النووي الإيراني.

وأضافت "لدى إيران فرصة كي تؤكّد أنّها قادرة، بنظامها الحالي، على أن تكون عامل استقرار في المنطقة، خصوصاً أن إدارة بايدن تؤكّد يوماً بعد يوم استعدادها لإيجاد صيغة اتفاق تشمل إعادة الحياة إلى الاتفاق في شأن ملفّها النووي، في إطار أكثر شمولاً يأخذ في الاعتبار عوامل أخرى بينها الصواريخ والسلوك الإيراني خارج حدود الجمهوريّة الإسلاميّة".