الأحد 9 مايو 2021 / 13:19

فورين بوليسي: الصين تبني قرى كاملة داخل أراضي بوتان

24-زياد الأشقر

كتب روبرت بارنيت في تقرير حصري في موقع مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، أن الصين تقيم مشاريع إستطيانية داخل أراضي بوتان المجاورة لها.

أعمال البناء الجديدة هي جزء من إندفاع صيني جديد من الرئيس شي جين بينغ لتعزيز الحدود في التيبت، وهي تعتبر تصعيداً دراماتيكياً في جهود صينية قديمة للتفوق على الهند وجيرانها على طول جبهات الهيمالايا

ففي أكتوبر (تشرين الأول) 2015، أعلنت الصين إنشاء قرية جديدة، تدعى غيالافوغ بلغة التيبت أو جيولوبو بالصينية، في جنوب منطقة التيبت ذات الحكم الذاتي. وفي أبريل (نيسان) 2020، اجتاز الأمين العام للحزب الشيوعي في المنطقة وو ينجي، ممرين، يبلغ إرتفاع الواحد منهما 14 ألف قدم، في طريقه لزيارة القرية. وهناك طلب من السكان-وجميعهم تيبتيون- أن يغرسوا جذوراً مثل أزهار الكلاسانغ في الأرض التي تحدها الثلوج... وأن يرفعوا العلم الأحمر ذي النجوم الخمس عالياً". وبثت شبكات التلفزة المحلية شريطاً عن الزيارة وكتبت عنها صحف التيبت في صفحاتها الأولى. ولم يذع الخبر خارج الصين، في الوقت الذي يجري بناء مئات القرى في التيبت، وليس القرية الأخيرة أمراً مختلفاً.

ومع ذلك، تظل غيالافوغ مختلفة، لأنها تقع في بوتان. وقطع وو وحاشية من المسؤولين والشرطة والصحافيين الحدود الدولية، ليصلوا إلى منطقة مساحتها 232 ميلاً مربعاً تزعم الصين ملكيتها منذ أوائل الثمانينات، لكنها دولياً معروفة بأنها جزء من مقاطعة لهونتسي في شمال بوتان. ويزور المسؤولون الصينيون المنطقة ليحتفلوا بنجاحهم، من دون أن يلاحظهم العالم، وليزرعوا مستوطنين ورجال أمن وبنى تحتية عسكرية داخل أراضٍ معروفة دولياً وتاريخياً بأنها جزء من بوتان.

اندفاع جديد

وأعمال البناء الجديدة هي جزء من إندفاع صيني جديد من الرئيس شي جين بينغ لتعزيز الحدود في التيبت، وهي تعتبر تصعيداً دراماتيكياً في جهود صينية قديمة للتفوق على الهند وجيرانها على طول جبهات الهيمالايا. وفي هذه الحالة، لا تحتاج الصين إلى الأراضي التي تستوطنها في بوتان. بل إن هدفها هو حمل حكومة بوتان على التخلي عن أراضٍ أخرى في بوتان من أجل منح الصين أفضلية في نزاعها مع نيودلهي.

وغيالافوغ، هي واحدة من ثلاث قرى جديدة (إثنتان منهما مأهولتان والثالثة هي قيد التشييد)، و66 ميلاً من الطرقات الجديدة، ومحطة صغيرة لتوليد الكهرباء، ومركزين إداريين للحزب الشيوعي، وقاعدة للإتصالات، ومخزن للإغاثة في حال الكوارث، وخمسة مواقع عسكرية أو للشرطة، وما يعتقد انه برج رئيسي للإرسال، ومحطة إستقبال للإقمار الإصطناعية، وقاعدة عسكرية، وما يصل إلى ستة مراكز أمنية تقول الصين إنها شيدتها في أجزاء من لهودراك في منطقة التيبت ذات الحكم الذاتي، لكنها في واقع الأمر تقع في أقصى شمال بوتان.

وهذا ما يشكل استراتيجية هي الأكثر إستفزازاً من أي أمر فعلته الصين على حدودها البرية في الماضي. إن استيطان منطقة بكاملها داخل حدود دولة أخرى، يتجاوز الدوريات المتقدمة وشق الطرقات في بعض الأحيان، اللذين أديا إلى حرب مع الهند عام 1962، وإشتباكات حدودية عامي 1967 و1987، ومقتل 24 جندياً صينياً وهندياً عام 2020. وفضلاً عن ذلك، فهي تشكل إنتهاكاً علنياً لمعاهدة بين الصين وبوتان. كما أنها تتجاهل عقوداً من الإحتجاجات التي رفعتها بوتان للحكومة الصينية في ما يتعلق بانتهاكات في مناطق أخرى من الحدود. ومن خلال إقدامها في الهيمالايا على تكتيكات تستخدمها في بحر الصين الجنوبي، فإن بيجينغ تجازف بعلاقاتها مع جيرانها، الذين طالما زعمت أنها تحترم حاجاتهم ومصالحهم، وتعرض سمعتها في أنحاء العالم للتشويه.