الإثنين 10 مايو 2021 / 13:29

لوبينيون: أوروبا في حاجة إلى التضامن لمواجهة انتهاكات أردوغان

دعت صحيفة "لوبينيون" الفرنسية الاتحاد الأوروبي إلى تغيير سياساته والتضامن مع دوله التي تواجه تعديات تركية خطيرة.

مجرد التذرع بفضائل التعدّدية والحنين إلى ما يسمى العالم المنظّم لا يفيد كثيراً في مواجهة القوة التي تواجه الدول الأوروبية، بشكل فردي، وأوروبا بشكل جماعي

ورأت الصحيفة أن اليونان وقبرص، عضوا الاتحاد الأوروبي، لم تتلقيا دعماً أوروبياً كافياً، عندما انخرطت أنقرة في استفزازات خطيرة، في إشارة إلى سفينة الأبحاث التركية "عروج ريس" التي أرسلتها أنقرا إلى شرق البحر الأبيض المتوسط.

حقبة جديدة في العلاقات الدولية
وأشارت إلى أن العالم دخل حقبة جديدة في العلاقات الدولية، حيث تعتمد الدول المزيد من الوحشية في التعبير عن قوتها. وفي هذا السياق، على أوروبا تغيير موقفها، بينما يُحاول الجيران الأقوياء إنشاء مناطق نفوذ حصري، ويمارسون سياسة الأمر الواقع في تحدٍ للقانون الدولي والاتفاقيات المتعددة الأطراف السابقة، في إشارة إلى تركيا.

وأضافت "على الدول الأعضاء الأكثر تعرضاً للاستفزازات، والتي تُحافظ على حدودها الخارجية، أن تكون قادرة على الاعتماد على تضامن الجميع".

الردع الجماعي
"في شمال شرق أوروبا، ينفذ الردع بشكل جماعي إلى حد كبير من قبل الدول الأوروبية تحت رعاية الناتو، لكن ما يصلح في جانب واحد من القارة، قد لا يكون ملائماً في جنوب شرق أوروبا، وشرق البحر الأبيض المتوسط"، تقول الصحيفة، مضيفة أن اليونان وقبرص لم تتمكنا، رغم العضوية الكاملة في الاتحاد الأوروبي، من الاعتماد على أوروبا بشكل كامل، في حين انخرطت تركيا بشكل متكرر في استفزازات خطيرة للغاية، بانتهاك المجالات البحرية والجوية اليونانية، أوبالتنقيب غير القانوني في المناطق المتنازع عليها، أوبانتهاك حظر الأسلحة المفروض على ليبيا، أواستغلال تدفق اللاجئين على الحدود البرية والبحرية اليونانية.

اجراءات غير مقيّدة
واتخذ النظام التركي مجموعة من الإجراءات غير المقيّدة التي من خلالها تُحاول أنقرة التأكيد أنها قوة إقليمية ضد التوازنات السياسية والقانونية التي بُنيت بصبر منذ عقود للحفاظ على الاستقرار في هذه الحدود الإستراتيجية لأوروبا.

وكانت فرنسا الدولة الوحيدة التي أبدت دعماً ملموساً لليونان، وحشدت الموارد العسكرية إلى جانبها، بالتالي خاضت مخاطر دبلوماسية، بينما لم يتضامن شركاؤها الآخرون معها كما كان يُنتظر من أعضاء الاتحاد الأوروبي.

تقويض التضامن الأوروبي
مهما كانت أسباب الضعف والخوف من ردود فعل الجالية التركية المستقرة في أوروبا، أو اعتبار الحياد داخل الناتو أقوى من التضامن الأوروبي، أو النفور من استخدام القوة، فإنه يعكس استقالة غير مقبولة وانتهاكاً لروح المعاهدات، ويُعد خضوعاً للحقائق التي يفرضها حكام مستبدون جدد يعتبرون الوساطات مجرد عمليات لا نهاية لها تسمح لهم بتجميد المزايا المكتسبة.

وبينما يعتزم الاتحاد الأوروبي تعزيز قدرته على العمل المشترك، لا سيما في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، أو في أفريقيا، يعد تقويض التضامن الأوروبي عند حدود أوروبا ذاتها، أمراً غير ملائم، وصادم وغير مسؤول. إن التضامن الأوروبي، والاعتماد على التصميم الدبلوماسي، شرط أساسي لبقاء أوروبا.

وخلصت الصحيفة إلى أن "مجرد التذرّع بفضائل التعددية والحنين إلى ما يسمى العالم المنظّم لا يفيد كثيراً في مواجهة القوة التي تواجه الدول الأوروبية، بشكل فردي، وأوروبا بشكل جماعي".