متطرفون من تحريك لبيك باكستان في تظاهرة ضد فرنسا (أرشيف)
متطرفون من تحريك لبيك باكستان في تظاهرة ضد فرنسا (أرشيف)
الثلاثاء 18 مايو 2021 / 16:54

تحذير من التطرف الإسلامي في باكستان بدعم من تركيا

قالت مراكز أبحاث ودراسات فرنسية، إن باكستان تشهد انهياراً سريعاً لأجهزتها الإدارية، بعد فشل الشرطة وقوات الأمن في السيطرة على العنف في البلاد، الذي ولده أنصار الحزب الإسلامي الراديكالي "حزب تحريك لبيك باكستان"، والذين يُطالبون بإنهاء العلاقات التجارية مع فرنسا وطرد سفيرها من البلاد.

واعتبر خبراء سياسيون فرنسيون أن الحكومة الباكستانية باتت رهينة الجماعات المُتشددة، واصفين الوضع الأمني الداخلي بالصعب، فيما يتدهور الوضع الاقتصاد ومعه دبلوماسية إسلام أباد.

ويتفهم مسؤولو السياسة الخارجية الفرنسيون سياسات باكستان الضعيفة وامتناعها عن التصرف في الصراعات الدبلوماسية بين كل من فرنسا والهند، مُرجعين ذلك بشكل أكبر للمشاعر الشعبية السلبية التي يُولّدها حزب "لبيك باكستان"، إذ لا يتوقعون أن تتخذ الحكومة الباكستانية موقفاً عقلانياً من هذه القضايا وتخفيف المشاعر المُعادية لبلادهم.

في هذا الصدد، أكدت شبكة "غلوبال ووتش أناليز" الفرنسية، المُتخصصة في القضايا الأمنية ومكافحة الإرهاب والتطرف، أن من غير المرجح أن يتغير الوضع في باكستان خلال الفترة المقبلة، حيث فتحت تطورات الأسابيع القليلة الماضية أعين العديد من الفرنسيين، ليس فقط على الجذور العميقة للتطرف الإسلامي في باكستان، ولكن أيضاً على عجز المؤسسة الباكستانية الحاكمة عن تحدي وإحباط المطالب غير المعقولة للجماعات المُتشدّدة، حتى ولو كان ذلك على حساب الاقتصاد الباكستاني أو العلاقات الخارجية للبلاد.

وأصبحت الجماعات الإسلامية، التي أنشأها ودعمها الجيش الباكستاني سابقاً لشن حرب بالوكالة ضدّ الهند، أقوى من الرغبة في تقييدها أو إخضاعها لقرارات السياسة الخارجية.

ووفقاً لمجلة "سكرين ووتش" الفرنسية التحليلية المُتخصصة، فإنّ هذه الظاهرة ليست جديدة، حيث أنّ سياسات الحكومات الباكستانية المُتعاقبة أصبحت رهينة الجيش، وبالتالي الجماعات الجهادية التي تُحرض الرأي العام على الهند وفرنسا، والغرب عموماً باعتبارها "أعداء للإسلام"، ما يُولد تكاليف اقتصادية باهظة على باكستان.

ومع ترسيخ الجماعات الإسلامية الباكستانية جذورها في أركان النظام السياسي المُهيمن، فإن أي تخفيف للخطاب المُعادي من الحكومة المدنية يُصبح صعباً بشكل متزايد، خاصة أن تلك الجماعات وصفت الاستيراد من الهند وفرنسا بـ "مُحرمة إسلاميا"، رغم أن تحسين العلاقات مع الهند كان من شأنه أن يُساعد باكستان فقط، وعلى سبيل المثال، كان من شأن استئناف التجارة أن يسمح للبلد بالاستفادة من اللقاحات ضد كورونا المُنتجة في الهند، بكلفة معقولة، كما كان يمكن أن يساهم استيراد المواد الغذائية من الهند وفرنسا في وقف دوامة التضخم في البلد.

وترى أرسلا جاويد، الخبيرة الباكستانية في مركز "كونترول ريسكس" أن "للأيديولوجيا المتطرفة الخطيرة الآن برنامج سياسي بقيادة شبان ومتطرفين لاحظوا قوة الشوارع أمام المؤسسات الديموقراطية، في سعيهم لتحقيق أهدافهم".

توافق باكستاني تركي
وفي انعكاس لضغط المُتطرفين في البلاد، زعم رئيس وزراء باكستان عمران خان، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يتعمّد استفزاز المسلمين والتهجم عليهم، مُتفقاً في ذلك مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي اتهم ماكرون بمعاداة الإسلام وحرض عليه، في سعيه لتأليب الشعوب الإسلامية، ومحاولة الظهور زعيماً لها.

وعمل أردوغان على تعزيز علاقات بلاده مع باكستان العدو التقليدي للهند، ضمن مساعي استغلال عمران خان لإعادة الإخوان للحكم ضمن مُخططات الإسلام السياسي، فيما يسعى مركز الأبحاث الاستراتيجية لجنوب آسيا، الذي أسسته تركيا، للترويج لأردوغان"خليفة للمسلمين"، خاصة في باكستان.

ويرى خبراء في الجماعات الدينية للرابطة الإسلامية الباكستانية، نسخة من جماعة الإخوان المسلمين التي تحظى بدعم غير محدود من أردوغان.

وللرابطة علاقة وثيقة مع غيرها من الجماعات المتطرفة، ولها جناح عسكري صنفته الولايات المتحدة منظمة إرهابية.

وسعت تركيا إلى دخول باكستان من بوابة الوعود بالدعم الاقتصادي لحكومة خان، لكنها سعت في المقابل إلى زيادة نفوذها الديني والمخابراتي بإرسال فرق للتعليم الديني لإحياء النفوذ العثماني التاريخي خارج حدودها.

وأخيراً عزّزت تركيا تعاونها العسكري مع باكستان على نحوٍ غير مسبوق، فيما تردد أنها مساع من أنقرة لاستغلال قُدرات إسلام آباد في مجال الطاقة الذرية، لتصنيع أسلحة نووية التي سبق أن هدد أردوغان بالسعي لامتلاكها.