الإثنين 14 يونيو 2021 / 14:08

السِمنة قد تزيد خطر المضاعفات طويلة الأمد لكورونا

أظهرت دراسة لمستشفى كليفلاند كلينك الأمريكي أن الناجين من فيروس كورونا من المصابين بالسمنة المعتدلة أو الشديدة، قد يكونون أكثر عُرضة لخطر العواقب طويلة الأمد للمرض، مقارنة مع غير المصابين بالسمنة.

ونُشرت نتائج الدراسة حديثاً على الإنترنت في مجلة "دايابيتس، أوبيسيتي آند ميتابوليزم"، المتخصصة في السكري والسمنة والتمثيل الغذائي.

شكل حاد
وكشفت دراسات متعددة أن السمنة عامل خطر يساهم في تطوير شكل حاد من الإصابة بكورونا، قد يتطلب دخول المستشفى والحصول على عناية ودعم بالتنفس الاصطناعي في مرحلة مبكرة من المرض.

وترتبط السمنة بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، والأوعية الدموية، والجلطات الدموية، وأمراض الرئة، كما تُضعف جهاز المناعة وتُسبب التهابات مزمنة. ويمكن أن تؤدي هذه الحالات إلى نتائج سيئة بعد الإصابة بفيروس كورونا المستجد.

طويلة الأمد
وقال الدكتور علي أمينيان، مدير معهد السمنة والتمثيل الغذائي في كليفلاند كلينك والباحث الرئيس في الدراسة، إن هذه الدراسة تشير، لأول مرة، إلى أن الذين يعانون سمنة تتراوح بين المعتدلة والشديدة، معرضون أكثر من غيرهم للإصابة بمضاعفات طويلة الأمد لمرض كورونا بعد دخولهم المرحلة الحادة من المرض.

وفي هذه الدراسة القائمة على الملاحظة، لجأ الباحثون إلى سجل للمرضى، الذين ثبتت إصابتهم بعدوى الفيروس ضمن نظام كليفلاند كلينك الصحي بين مارس (أذار) 2020 ويوليو (تموز) 2020، مع متابعة حتى يناير (كانون الثاني) 2021.

وفحص الباحثون ثلاثة مؤشرات للمضاعفات طويلة الأمد المحتملة لكورونا، بعد 30 يوماً أو أكثر من أول فحص إيجابي، دخول المستشفى، والوفاة، والحاجة إلى الفحوصات الطبية التشخيصية.

وقورنت النتائج بين خمس مجموعات من المرضى بناءً على مؤشر كتلة الجسم، 18.5-24.9 طبيعي، و25-29.9، زيادة في الوزن، و30-34.9 سمنة خفيفة، و35-39.9 سمنة متوسطة، و40 أو أكثر سمنة شديدة. ويُعرف مرض السمنة بمؤشر كتلة جسم 30 أو أكثر.

وتضمّنت النتائج النهائية للدراسة ما مجموعه 2839 مريضاً لم يحتاجوا إلى دخول وحدة العناية المركزة ونجوا من المرحلة الحادّة من كورونا.

واعتبرت مجموعة مؤشر كتلة الجسم الطبيعي مرجعاً للنتائج.

ووجدت الدراسة أن حالة صحية تسمى عواقب الإصابة الحادة بكورونا المستجد برزت مشكلة شائعة بين الناجين من كورونا.

وخلال متابعة استمرت 10 أشهر بعد المرحلة الحادة من المرض، احتاج 44% من الذين خضعوا للدراسة إلى دخول المستشفى، وتوفي1% منهم.

وأظهرت النتائج أن خطر دخول المستشفى ارتفع 28% بين المصابين بالسمنة المتوسطة، و30% لدى المصابين بالسمنة الشديدة، مقارنة مع المرضى بمؤشر كتلة جسم طبيعي.

وكانت الحاجة إلى فحوص تشخيصية لتقييم المشاكل الطبية المختلفة أعلى 25% و39% لدى مرضى السمنة المتوسطة والشديدة، على التوالي، مقارنة مع ذوي مؤشر كتلة الجسم الطبيعي.

ووجد الباحثون بشكل أكثر تحديداً، أن الحاجة إلى فحوص تشخيصية لتقييم مشاكل الصحة القلبية والوعائية والرئوية والكلوية والهضمية والعقلية، كانت أعلى بشكل ملحوظ بين المرضى من ذوي مؤشر كتلة الجسم، التي تساوي أو تفوق 35، مقارنة مع ذوي مؤشر كتلة الجسم الطبيعي.

آليات كامنة
وقال الدكتور بارتولومي بورغيرا، رئيس معهد الغدد الصماء والتمثيل الغذائي بكليفلاند كلينك والباحث المشارك في الدراسة، إن بالإمكان تفسير الملاحظات الناجمة عن هذه الدراسة بالآليات الكامنة، التي تنشط لدى المرضى المصابين بالسمنة، مثل الالتهاب المفرط، والضعف المناعي، والأمراض المصاحبة.

وأضاف "يمكن أن تؤدي هذه الحالات إلى نتائج سيئة في المرحلة الحادّة من الإصابة بكورونا لدى المرضى الذين يعانون السمنة، وإلى زيادة خطر مضاعفات طويلة الأمد لدى هؤلاء".