الخميس 17 يونيو 2021 / 13:38

نيويورك تايمز: إيران لن تتغير طالما كان "آيات الله" في السلطة

24-زياد الأشقر

أجرت إيران والولايات المتحدة مزيداً من المحادثات هذا الأسبوع في محاولة لإحياء الاتفاق النووي. ومع إعلان بعض التقدم، ذكر الكاتب توماس فريدمان أنه دعم الإتفاق الأصلي الذي فاوض عليه باراك أوباما في 2015، ولم يدعم دونالد ترامب عندما مزقه في 2018، لكنه يأمل أن تدفع رافعة الآلام الإقتصادية التي فرضها، إيران إلى تحسين الاتفاق.

إحدى الطرق لتخفيف التوتر بين الولايات المتحدة وإسرائيل تكمن في تبني بايدن مبادرة ديبلوماسية جذرية جديدة، لمواجهة الوجود الإيراني في سوريا

أخفق ترامب في تحقيق ذلك، تاركاً الحرية لإيران لتقترب من القنبلة النووية أكثر من أي وقت.

وقال فريدمان إنه يدعم محاولة جو بايدن  إحياء الاتفاق، وجهود إسرائيل السرية لتخريب قدرة إيران على صنع سلاح نووي، بصرف النظر عن الاتفاق.

وإذ أقر بأنهما أمران متناقضان، إلا أنه يرى أن خيطاً يجمع بينهما، وهو أن التعامل بفعالية مع النظام الإسلامي في إيران، بطريقة تنهي سلوكه الخبيث، أمر مستحيل.

ولفت فريدمان إلى إن إيران شاسعة لا يمكن غزوها، وأن النظام مستتر إلى درجة لا يمكن الإطاحة به من الخارج، وجهوده الظلامية، للسيطرة على جيرانه العرب السنة وتدمير الدولة اليهودية، من الخطورة حيث لا يمكن تجاهلها، وشعبه موهوب جداً إلى درجة أنه لا يمكن حرمانه من قدرات نووية.

ويقول فريدمان: "عند التعامل مع إيران، عليك أن تفعل ما تستطيع فعله"، في أي مكان وبأي طريقة، لكن يتعين فهم أمرين، أولاً أن الكمال ليس على الأجندة، وثانياً أن النظام في إيران لن يتغير.

النزاع مع أمريكا للبقاء في السلطة
بعد 42 عاماً من الجمهورية في إيران، هناك أشياء واضحة، رجال الدين في إيران يجعلون النزاع مع أمريكا وإسرائيل، أداة ضرورية للبقاء في السلطة، والحفاظ على التمويل السخي لحرسهم الثوري، بينما شعبهم محكوم بقبضة من حديد، ومحروم من الصوت الحقيقي في تقرير مصيره أو من القدرة على إدراك امكاناته الكاملة.

كان النظام سعيداً باستخدام المصادر التي توفرت له بعد رفع أمريكا للعقوبات بفضل اتفاق 2015، ليس فقط لشق المزيد من الطرقات وبناء المدارس، ولكن أيضاً لتمويل الشيعة العرب الموالين لإيران بحيث يمكنهم الهيمنة على العرب السنة في العراق، ولبنان، وسوريا، واليمن، وهو ما ضمن بقاء هذه الدول الأربع ضعيفة أوفاشلة، غير قادرة على تهديد طهران بديمقراطية متعددة الطوائف، ستشكل إحراجاً لها.

لن يتغير شيء
والجمعة، ستجري إيران مهزلة انتخابية، مع منح الإيرانيين "حرية" اختيار أي من المرشحين المقبولين من النظام. ومن المتوقع تسجيل نسبة اقتراع متدنية.

لن يتغير شيء، طالما بقي "آيات الله" في السلطة، وإذا أردنا أن نكون صادقين،  فإنهم ليسوا الوحيدين الذين اعتمدوا الأسلوب نفسه، 42 عاماً، فكذلك فعل الرؤساء الأمريكيون، ورؤساء حكومات إسرائيل. ويمكن تلخيص استراتيجية هؤلاء، في حاول دائماً أن تحصل على الصفقة الأفضل مع إيران، التي يمكن للمال تأمينها، أو بشكل أكثر دقة، حاول دائماً الحصول على أفضل اتفاق يرفع العقوبات أو يفرضها أو على ما يمكن للحرب السرية أن تشتريه. لكن لا تختر إسقاط النظام، بالقوة.

رجال الدين الدهاة
ويقول فرديمان: "للأسف إن رجال الدين الحاكمين في إيران ينجون بذكاء. يمكنهم أن يخمنوا قوتك من مسافة مئة ميل. وعندما يستخلصون أن أحداً لا يمكنه فعلياً أن يحاول إسقاطهم أو يدمر منشآتهم النووية، صرف النظر عن تكرار القادة الأمريكيين والإسرائيليين أن كل شيء مطروح على الطاولة، فإن هؤلاء الدهاة وعديمي الرحمة يجدون دائماً طريقة فلا يتخلون بالكامل عن قدراتهم النووية. ودائماً ما تعود المفاوضات إلى النقطة نفسها، الحصول من إيران بالمال، على ما لا يستطيع العمل السري شراءه".

ورغم التهديد الذي أطلقه ترامب، ورغم اغتيال قائدها العسكري الأول قاسم سليماني، فإن الرئيس السابق "لم يملك استراتيجية ديبلوماسية رافعة لتحويل حملة الضغط الأقصى إلى أهداف يمكن تحقيقها لتحسين الإتفاق النووي، أو الحد من نشاطات إيران الإقليمية"، كما يقول روبرت ليتواك، نائب رئيس مركز ويلسون ومؤلف كتاب "إدارة المخاطر النووية". ويضيف أن ترامب "لم يكن مستعداً لاستخدام القوة القصوى. وهكذا فإن الإيرانيين انتظروا خروجه من البيت الأبيض".

أي تأثير بعد رفع العقوبات؟
وفي حرب 2006 في لبنان، كان على حزب الله إطلاق 20 صاروخاً أرض أرض غبياً وغير موجه وبمدى محدود لتدمير هدف إسرائيلي واحد. لكن مع صواريخ موجهة بجهاز "جي بي إس" أطول مدى وفرتها إيران، قد يحتاج الحزب لإطلاق صاروخ واحد، على 20 هدفاً في إسرائيل، من مفاعلها النووي، إلى مطارها، وموانئها، ومعامل الطاقة، ومصانع التكنولوجيا العالية، والقواعد العسكرية، مع احتمال كبير لتدميرها.

ويقول فريق بايدن إنه ملتزم بكبح جماح هذا التهديد بالمفاوضات مع إيران، بعد إحياء الإتفاق النووي. لكن الإسرائيليين يسألون أي رافعة سيستخدم بايدن بعد رفع العقوبات؟

ويرى فريدمان أن إحدى الطرق لتخفيف التوتر بين الولايات المتحدة وإسرائيل تكمن في تبني بايدن مبادرة ديبلوماسية جذرية جديدة، لمواجهة الحضور الإيراني في سوريا.

وبإمكان بايدن ودول الخليج العربية الذهاب إلى الروس والأسد بهذا العرض، إخرجوا القوات الإيرانية من سوريا، وسندفع ثلاثة أضعاف ما تدفعه إيران من أموال، وسنوافق ضمنياً على بقاء الأسد في السلطة على المدى القريب.

وقد يدعم الجيش الإسرائيلي هذه الصفقة، لأن تدمير الجسر السوري البري الذي تستخدمه إيران لتزويد حزب الله بالصواريخ، قد يُغير قواعد اللعبة.