صحف عربية (24)
صحف عربية (24)
الجمعة 18 يونيو 2021 / 11:32

صحف عربية: الانتخابات الرئاسية في إيران... متسابقون وفائز مُعلن

يُصوت الإيرانيون في انتخابات رئاسية لاختيار، رئيس جديد، أقصت السلطات عنها مسبقاً منافسين محتملين، لرئيس السلطة القضائية الأصولي المتشدد إبراهيم رئيسي، في تجربة "ديمقراطية" إيرانية خالصة.

وحسب صحف عربية صادرة اليوم الجمعة، كان رئيسي ولا يزال الأوفر حظاً للفوز، بعد انسحاب مرشحين متشددين ومعتدلين لمصلحته، وبعد أن مهد له مجلس صيانة الدستور، القوي، فرص الفوز باستبعاد ممثلي التيار الإصلاحي على الطريقة الإيرانية. 

المهم المشاركة
وفي السياق قالت صحيفة "الجريدة" الكويتية، إن مختلف أجنحة النظام الإيرانية جددت دعوتها الخميس، لمشاركة كثيفة في الانتخابات، التي لا يتوقع أن تتجاوز 40%، أي الأدنى في تاريخ البلاد، في ظل تردي الأوضاع المعيشية وجائحة كورونا وغياب المنافسة الحقيقية.

وعلى هذا الأساس وبعد أن كان يُحذر من انتخابات "الجثّة الهامدة"، حثّ الرئيس حسن روحاني، ممثل المعتدلين الإيرانيين، أمس، مواطنيه إلى "تجاوز العتب على بعض الأمور والتصويت" فالمهم المشاركة دفعاً للحرج عن النظام.

وقال روحاني: "الكثير من أعدائنا والمناهضين لنا في أنحاء العالم يريد أن تكون صفوف الناخبين فارغة غداً، لذا علينا ألا نسمح بتحقيق أحلامهم. ولنعمل على إقامة انتخابات مهيبة وتسجيل صفحة ذهبية أخرى في تاريخ الثورة".

ولم يخرج الحرس الثوري، عن ذات الفكرة، ودعا في بيان، "الإيرانيين إلى المشاركة القصوى في الانتخابات بغض النظر عن الحرب الإعلامية والنفسية على البلاد، واصفاً انتخابات اليوم بالمصيرية في ظل الترقب الدولي لحجم المشاركة الشعبية فيها.

آخر ورقة للمعتدلين
من جهتها تناولت صحيفة "الشرق الأوسط" محاولات ممثل التيار المعتدل، عبد الناصر همتي، استمالة الناخبين والمعارضين لممثل الصقور، بالعمل على تعزيز انفتاح إيران على الخارج لتعديل سياستها، قائلاً أمس: "إذا أدرك الأقوياء أن بمقدورهم البقاء في السلطة بأقل نسبة أصوات، فلن يحترموا أصواتكم أبداً، وسيتولون الحكم بأقل عدد من الأصوات وبغطرسة أكبر". 

وأوضحت الصحيفة أن همتي المدعوم من الزعيم الإصلاحي مهدي كروبي وحزبه "اعتماد ملي" الذي أعلن ائتلافاً مع حزب "كاركزاران" فصيل الرئيس الأسبق علي أكبر هاشمي رفسنجاني، سعيه إلى ضم وجوه مقبولة في الخارج، إلى حكومته إذا فاز، ونقلت الصحيفة عن "سازندكي المنبر الإعلامي لفصيل هاشمي رفسنجاني" التحالف بين همتي ووزير الخارجية الإيراني الحالي، جواد ظريف، بعد إعلان همتي "موافقة ظريف على تولي حقيبة الخارجية، بعدما عرض عليه الاختيار بين أن يكون نائباً له أو أن يبقى وزيراً للخارجية. وطرحت الصحيفة احتمال تولي ظريف منصب أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي، للدفاع عن الاتفاق النووي".

وكتبت الصحيفة "أصدقاء ظريف لا حصر لهم، ويعلمون مع من يتواجهون، اسم ظريف إلى جانب أي مرشح بإمكانه أن يؤدي إلى حركة في الجبهة الرمادية، أي المقاطعين والمترددين، للمجتمع الإيراني وتسجل حدثاً".

سلاح الانترنت
من جهته قال موقع "الحرة" إن مؤسسات ومنظمات حقوقية طالبت المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي، والرئيس حسن روحاني، بحماية شبكة الانترنت في البلاد، أثناء التصويت، تأكيداً لمخاوف من لجوء النظام، إلى قطعه للتغطية على الحقيقة، أو لمنع الدعوات للمقاطعة، أو لحجب تحركات واضطرابات محتملة. 

ودعت الرسالة، التي وقعتها أكثر من 258 منظمة من 106 دول، النظام الإيراني لـ"ضمان بقاء الإنترنت وتطبيقات المراسلة ومنصات التواصل الاجتماعي وجميع قنوات الاتصال الأخرى متوفرة وآمنة ويمكن الوصول إليها طوال فترة الانتخابات الرئاسية".

وأشارت المنظمات الموقعة، إلى تهديد صحافيين ونشطاء الإيرانيين من قبل السلطات الأمنية، بعد انتقادهم للمرشح الرئاسي إبراهيم رئيسي، بعد تسليم مكتب المدعي العام للإعلام، والحرس الثوري الإسلامي، وقوات الأمن الإيرانية، استدعاءات لصحافيين، ومحرريين في صحف ومواقع إعلامية إيرانية معارضة، أو غير موالية للنظام وتوجهاته.

وهم التغيير 
من جهتها قالت صحيفة العرب، إن رئيس المقبل، مهما كان اسمه، لن يُغير في المشهد الإيراني شيئاً، إذ "سيفرض خامنئي صاحب الكلمة الأخيرة على الجيش الإيراني وبرنامج طهران النووي، إملاءاته وتصوراته للسياسة الخارجية على الرئيس المنتخب، فيما ستنحصر مهام الرئاسة في الشؤون الداخلية مثل الاقتصاد، وتبقى وجهاً شكلياً للدولة الإسلامية المتشددة".

وأضافت العرب "مما لا شك فيه، سيكون الرئيس الجديد خاضعا لسلطة المرشد، كما سيكون لقراراته تأثير على كيفية تفاعل بقية العالم مع إيران. وتُعتبر التباينات في ولايات الرئيس المتشدد محمود أحمدي نجاد والرئيس المعتدل نسبيا حسن روحاني، الذي توصلت إدارته إلى الاتفاق النووي المبرم في 2015 مع القوى العالمية، انعكاسا صارخا لذلك".

واعتبرت الصحيفة، أن فوز رئيسي المنتظر سيبقى على الوضع الإيراني، داخلياً وخارجياً، على حاله، وخبراً سيئاً آخر، إذ "تحوم التساؤلات اليوم حول إدارة يُشرف عليها رئيس القضاء المتشدد رئيسي. ويواجه رئيسي، الذي يعتبره المحللون واستطلاعات الرأي الأوفر حظاً بعد أن عملت لجنة يشرف عليها خامنئي على استبعاد منافسيه الرئيسيين، شكوكاً قوية من الغرب بالفعل بسبب سجله الحقوقي السيء. ويرجع ذلك جزئياً إلى إدارته نظاما قضائيا لا يزال أحد أكبر الجلادين في العالم وتجري محاكمه الثورية العديد من المحاكمات خلف أبواب مغلقة".