رئيس الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي.(أرشيف)
رئيس الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي.(أرشيف)
الإثنين 21 يونيو 2021 / 10:42

كوخافي ينقل للبيت الأبيض تحفظات إسرائيلية على اتفاق نووي مع إيران

قبل سفره إلى الولايات المتحدة، أمر رئيس الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي بتسريع الاستعدادات لاحتمال تنفيذ عملية عسكرية أخرى في قطاع غزة. مع ذلك، يبدو أنهم في الجيش وفي "حماس" أيضاً يفضلون تجنّب هذا السيناريو.

قيل لكوخافي إنه مخول عرض تحفظات اسرائيل على الاتفاق وطرح اقتراحات للتحسين

ويزور كوخافي، الولايات المتحدة، بعدما أرجأ زيارته ثلاث مرات مرات، آخرها في شهر أبريل (نيسان). وهذه المرة أيضاً، ترك  خلفه وضعاً متوتراً وغير مستقر على الحدود مع القطاع. وخلافاً للزيارات التي ألغيت، سيكون لرئيس الاركان هذه المرة هامش أكبر للمناورة  من اجل التحدث مع مستضيفيه عن مواجهة التهديد النووي الايراني.

ويقول عاموس هرئيل في "هآرتس" إن الأمريكيين تقبلوا بتفهم الالغاء المتكرر لزيارة كوخافي الذي سيلتقي معظم القيادة السياسية والأمنية في واشنطن، من مستشار الامن القومي ووزير الدفاع ورئيس هيئة الاركان المشتركة وقائد المنطقة المركزية.

وهذه زيارته الأولى بصفته رئيس الاركان الى الولايات المتحدة. ولكن معظم من يتحدث معهم هم معروفون جيداً بالنسبة إليه، من زياراتهم لإسرائيل ومن مناصبه السابقة. ويرافقه في الزيارة ضباط كبار منهم رئيس القسم الاستراتيجي في هيئة الأركان، الجنرال طل تلمان، ورئيس قسم الابحاث في الاستخبارات العسكرية، العميد عميت ساعر.

قيود
وكوخافي هو الشخصية الرفيعة المستوى الأولى التي تسافر إلى أمريكا الولايات المتحدة منذ أداء حكومة بينيت – لابيد لليمين.
وفي شهر أبريل (نيسان) أرسل رئيس الحكومة السابق بنيامين نتناياهو، كوخافي وشخصيات رفيعة المستوى، بمن فيها رئيس الموساد ورئيس مجلس الامن القومي، الى محادثات في واشنطن أجريت في ظل قيود، مع منع الإسرائيليين من التحدث مع نظرائهم الأمريكيين عن الاتفاق النووي الجديد المحتمل مع ايران، إزاء قرار بايدن العودة إلى المحادثات.

وأعفي كوخافي في حينه من الزيارة في اللحظة الاخيرة بسبب الوضع في غزة، الذي تطوّر في الواقع إلى عملية عسكرية إسرائيلية بعد ذلك بأسبوعين. ويقول هرئيل إن المسؤولين الإسرائيليين أضاعوا وقتهم. فعندما يكون كل ما يمكن أن تفعله هو تقديم المواعظ الأخلاقية للمستضيفين، لا سبيل للتأثير على مضمون الاتفاق الذي قررت الإدارة توقيعه.

وكانت "هآرتس" أوردت أن عدداً من كبار الضباط السابقين في جهاز الأمن يرون أن على إسرائيل أن تحاول استغلال النافذة الضيقة المتبقية قبل توقيع الافاق لمناقشة الأمريكيين والأوروبيين حول التفاصيل.

ويبدو أن رئيس الحكومة نفتالي بينيت، يصغي للنقد. وقيل لكوخافي إنه مخول عرض تحفظات اسرائيل على الاتفاق وطرح اقتراحات للتحسين.

الى ذلك، يناقش كوخافي مع مستضيفيه حماية وتعزيز وتوسيع العلاقات العسكرية بين الدولتين. وفي محادثات سابقة، أظهر الأمريكيون القلق من الخط العدائي الذي تظهره إيران في الشرق الأوسط ومن الأخطار المحدقة بالقوات الأمريكية في المنطقة. والمثال البارز على ذلك موجود في العراق، حيث أضيفت مؤخراً هجمات بطائرات مسيرة على التهديدات التي تنفذها الميليشيات الشيعية على قواعد مشتركة للجيش العراقي والجيش الأمريكي إلى جانب اطلاق الصواريخ المتقدمة.

ويقوم الإيرانيون منذ سنوات بحملة مشابهة ضد السعودية بواسطة المتمردين الحوثيين الذين يطلقون عليها طائرات هجومية مسيرة. وتتبادل إسرائيل والولايات المتحدة التكنولوجيا ووسائل عمل من أجل مواجهة تهديد المسيرات. وتحتاج نشاطات إسرائيل الواسعة ضد إيران ومبعوثيها في إطار المعركة بين حربين على الأغلب، إلى التنسيق الوثيق مع الأمريكيين من أجل منع الاحتكاك بين قواتهما.

العودة إلى النووي
وتقدّر اسرائيل بأن عودة أمريكا إلى الاتفاق النووي ورفع العقوبات الدولية عن ايران سيزيدان ثقة إيران بنفسها وسيمكناها من ضخ المزيد من الأموال للمليشيات والمنظمات الارهابية التي تعمل بالوكالة عنها في المنطقة.

وثمة مسألة اخرى ملحة في جدول أعمال الزيارة تتعلق بحاجة الجيش الاسرائيلي إلى أن يجدد بسرعة مخزون تسلحه (أيضاً صواريخ وقنابل لسلاح الجو، وصواريخ اعتراضية لأنظمة القبة الحديدية)، بعد عملية "حارس الأسوار". وسبق للإدارة أن ردت بصورة مبدئية إيجاباً على طلب اسرائيل الذي قدمه وزير الدفاع بيني غانتس في زيارة خاطفة لواشنطن فور انتهاء العملية. ويهتم الأمريكيون أيضاً بالدروس العملياتية التي تعلمها الجيش الاسرائيلي في "حارس الأسوار"، إذ تشبه ساحات الحرب التي يمكن أن يواجهوها في الشرق الاوسط، والمواجهات مع تنظيمات إرهابية تعمل في مناطق مأهولة ومكتظة أثناء اندماجها مع السكان، بدرجة كبيرة ما كان الجيش الإسرائيلي يتعامل معه على مرّ السنين.

وخلال زيارته سيكون على كوخافي البقاء على تواصل دائم مع القيادة في إسرائيل للإطلاع على ما يحدث في قطاع غزة. ورداً على استمرار إطلاق البالونات الحارقة، هاجم سلاح الجو للمرة الثانية خلال يومين، القطاع. وهذه المرة قصفت طائرات سلاح الجو منشآت عسكرية لـ"حماس" في غزة وخانيونس. وبعد الهجوم سمعت صافرات الإنذار في غلاف غزة للمرة الاولى منذ انتهاء العملية، في أعقاب إطلاق المدفعية من القطاع. وفي نهاية الاسبوع، ظهر تباطؤ معين في حجم اطلاق البالونات.

وقبل سفره أعطى رئيس الأركان توجيهاته إلى ضباط الجيش بتسريع الاستعداد لاحتمال تنفيذ عملية عسكرية أخرى في القطاع في حالة استمرار التصعيد. وعملياً، لا يبدو الجيش متحمساً لسيناريو كهذا. ويبدو أيضاً أن حماسة "حماس" الحماسة محدودة. وهذه المرة يظهر أن كبار قادة الذراع العسكري في "حماس" هم الاكثر حذراً ويفضلون وقف التدهور من أجل محاولة اصلاح اضرار المعركة الاخيرة.