ميليشيات حزب الله الإرهابية (أرشيف)
ميليشيات حزب الله الإرهابية (أرشيف)
الأربعاء 23 يونيو 2021 / 20:00

لبنانيو حزب الله.. موسم "هجرة" إلى سوريا

في ظل الأزمة الاقتصادية والانهيار الاجتماعي والأمني الذي يعانيه لبنان، دفعت ميليشيات حزب الله مئات من عناصرها مع عائلاتهم إلى مناطق عدة في سوريا، وخصوصاً منطقة جنوب دمشق، حيث يحتلون منازل سكانها المهجرين، ويعملون على تغيير هويتها، والعمل كـ "حرس حدود" منتشرين في مناطق عدة لحماية مواقع تضم "خبراء" من "الحرس الثوري الإيراني".

وأكد مصدر في الضاحية الجنوبية لبيروت في حديثه مع موقع 24، أن عناصر من حزب الله انتقلوا إلى مناطق "مثلث الموت" المحاذي لدمشق من جهته الجنوبية، بعد تهجير سكانه بسبب الحرب؛ حيث يعتبر المثلث منطقة إستراتيجية ترتبط بالحدود اللبنانية من البقاع الأوسط إلى الغربي، ويمتد على تخوم الحدود الإدارية لمحافظات ريف دمشق درعا والقنيطرة.

وتشكل المنطقة أهمية إستراتيجية للميليشيات الإيرانية، بسبب قربها من الحدود السورية الإسرائيلية، مع الجولان، واحتوائها على مرتفعات جبلية يمكن استخدامها كمواقع رصد استخباراتية ومنصات إطلاق صاروخية.

واستولى عناصر الميليشيات على عشرات المنازل في بلدات المثلث، خاصة في كفرناسج، دير العدس ودير ماكر، وأسكنوا فيها عائلاتهم، وبحسب المصدر فإن الاعتبارات الاقتصادية تسير جنباً إلى جنب مع الأسباب الأمنية والعسكرية والديمغرافية، حيث يمكن لعائلات الميليشيات بسكنهم في سوريا توفير قسم كبير من رواتبهم، بسبب رخص أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية، ووجود التيار الكهربائي بشكل دائم مجاناً، وتمكنهم من زراعة قسم كبير من أراضي المنطقة وتشغيل عمال بزراعتها والعناية بها برواتب قليلة.

وحاول العشرات من أصحاب المنازل المستولى عليها، مراجعة لجنة المصالحة السورية، لمساعدتهم باستعادة منازلهم وإخراج عناصر حزب الله منها، من دون جدوى، وتشكلت لجنة مصالحة في مثلث الموت، في العام 2018، ضمت 15 من وجهاء المنطقة وممثلي بعض فصائل الجبهة الجنوبية، وسبق أن تعهدت لجنة المصالحة للأهالي بمساعدتهم في ترميم منازلهم المتضررة، وفي حل الإشكالات الأمنية التي تواجههم، ولكن سلاح الميليشيات كان أقوى من المصالحة ولجنتها.

وخلال إحدى المرات جرب فرع الأمن العسكري في سعسع، المسيطر على أجزاء واسعة من ريف دمشق الجنوبي الغربي ومحافظة القنيطرة، التدخل لاسترجاع منزل يعود لأحد عناصره، ولكن عناصر الميليشيات استنفروا بأسلحتهم ومنعوا الأمن من دخول المنطقة لفترة، تحت مسمى منطقة أمنية.

وأحد المستولى على منازلهم من بلدة كفرناسج، عاد إلى قريته بعد سنوات من الهجرة للعمل في دولة عربية، ليجد أن منزله بات تحت سيطرة عناصر الميليشيات، وعندما طلب من مجموعة حزب الله التي تستولي على منزله إخلائه، تعرض للتهديد.

ومنعاً لوقوع اشتباكات بين أصحاب الأرض ومحتليها، وضعت السلطات قانون يسمح للمالكين الحصول من الطرف المستولي على العقار تعويض مالي ودفع إيجار شهري، لكن العقبة أن الجهة المستولية على العقارات هي غير سورية، ومحمية بسلاحها، حيث يشكل اللبنانيون أغلبية عناصر حزب الله في منطقة المثلث، بينما يمثل السوريون الشيعة من حلب وإدلب أقلية عددية بينهم.