الخميس 24 يونيو 2021 / 11:56

مأساة وشيكة في أفغانستان...على بايدن التحرك لتجنبها قبل فوات الأوان

24-زياد الأشقر

جاء في افتتاحية صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن مأساة تلوح في الأفق بأفغانستان تتعلق بالمترجيمن وغيرهم من الأشخاص الذين خدموا جنباً إلى جنب مع القوات الأمريكية والأطلسية، معتبرة أن لدى الرئيس جو بايدن القليل من الوقت لتجنبها.

في الأيام الأخيرة لحرب فيتنام، تم إجلاء أكثر من 11 ألف فيتنامي جنوبي على متن سفن وطائرات إلى غوام، حيث مكثوا في مدن من الخيم بانتظار إجراءات عملية إعادة التوطين

ويتعين على الولايات المتحدة المبادرة فوراً إلى إجلاء منظّم للحلفاء الأفغان بحيث لا يصار إلى مطاردتهم من حركة "طالبان". وفي حال تم ترك هؤلاء لمصيرهم، سيكون ذلك بمثابة خيانة مؤسفة.

وقالت الصحيفة إن الوقت ينفد، والعشرات من المناطق سقطت في أيدي طالبان في الأسابيع الأخيرة. وفي وقت سابق، كان ثمة أمل بصدور موافقة من الكونغرس على منح هؤلاء الحلفاء تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة. لكن التأشيرات الدخول الخاصة بالمهاجرين، واجهت تأخيراً وشروطاً مشددة، مما يجعل مقدمي الطلبات ينتظرون سنوات من أجل الموافقة على دخولهم إلى أمريكا.

وإستناداً إلى مشروع المساعدة الدولية للاجئين، فإن هناك نحو 18 ألف مترجم أفغاني وآخرين معنيين بالأمر، بينما برنامج تأشيرات الدخول الخاصة يتسع لـ26.500 تأشيرة، وتم إصدار 15.507 منها في ديسمبر (كانون الأول)، مما يعني أنه بقي 10.993 تأشيرة، في حين أن عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى معالجة أوضاعهم يبلغ نحو 70 ألفاً.

زيادة عدد التأشيرات
وفي الوقت الذي طلب وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن من الكونغرس رفع عدد تأشيرات الدخول الخاصة بمعدل 8 آلاف، وتعهد زيادة عدد الفريق الذي يشرف على منح التأشيرات، فإن ذلك لم يعد كافياً. ومن شأن انتظار الحصول على تأشيرة دخول أن يعرض الأشخاص للخطر. وعلاوة على ذلك، فإن الوباء قد زاد المشكلة، إذ علقت السفارة الأمريكية في كابول عمليات منح التأشيرات بعد موجة من الإصابات بكورونا في صفوف موظفيها.

واقترح النائب الجمهوري عن ولاية ميتشغن بيتر ميجيير وآخرون على الإدارة الأمريكية النظر بفاعلية في خطة للإجلاء إلى غوام، حيث يمكن الأفغان أن ينتظروا هناك إجراءات منحهم تأشيرات الدخول، من دون خوف على حياتهم.

غوام
وكتب حاكم غوام ليو ليون إلى بايدن مبدياً استعداده لأن يكون جزءاً من الخطة. وفي الأيام الأخيرة لحرب فيتنام، تم إجلاء أكثر من 11 ألف فيتنامي جنوبي على متن سفن وطائرات إلى غوام، حيث مكثوا في مدن من الخيم بانتظار إجراءات عملية إعادة التوطين.
وبموجب قانون أقره الكونغرس عام 2009، يتعين على بلينكن بذل "جهد معقول" لتوفير الحماية أو إجلاء الأشخاص الذين تقدموا بطلبات الحصول على تاشيرات دخول خاصة، من البلد المعني في حال كانوا يواجهون "خطراً داهماً". ونعتقد أن هذا الشرط للإجلاء قد بات مبرراً. وتعهد الرئيس سحب ما تبقى من جنود أمريكيين في أفغانستان بحلول 11 سبتمبر(أيلول)، ويتراوح عددهم ما بين 2500 و3500 جندي، في حين أن الوضع على الأرض متقلب.

وسيطر مقاتلو "طالبان" على ولاية قندز الرئيسية في شمال أفغانستان الإثنين وطوقوا عاصمتها الإقليمية، مما يضيف إلى سلسلة المكاسب التي حققوها مؤخراً. ومن خلال التخطيط للإجلاء الآن، يمكن الولايات المتحدة تنفيذ إجلاء منظم، على رغم أن عوامل الفوضى موجودة دائماً. ولدى الولايات المتحدة التزام عميق للاهتمام بهؤلاء الذين خاطروا بحياتهم كي يخدموا إلى جانب القوات الأمريكية. ولا يمكن ترك مصيرهم للصدفة أو لإجراءات متأخرة.