زعيم حركة النهضة الإخوانية راشد الغنوشي (أرشيف)
زعيم حركة النهضة الإخوانية راشد الغنوشي (أرشيف)
الخميس 5 أغسطس 2021 / 00:26

الغنوشي "ينقلب" على نفسه: تحويل قرارات الرئيس سعيّد إلى فرصة للإصلاح

في تراجع عن موقفه السابق قال رئيس البرلمان التونسي ورئيس حزب النهضة الإخواني راشد الغنوشي الأربعاء، إنه يجب تحويل إجراءات الرئيس الى فرصة للإصلاح، وأن تكون مرحلة من مراحل التحول الديمقراطي.

وسبق للغنوشي في وقت سابق خطوة الرئيس قيس سعيد، والتي تضمنت أيضاً تجميد البرلمان وتسببت في أزمة سياسية كبرى، بالانقلاب.

وجاءت تصريحات الغنوشي بعد أيام من محاولات التحريض الداخلي والخارجي، وبعد مكثفات لإخوان تونس وأنصارهم، إقليمياً، ودولياً باءت كلها بالفشل، خاصةً في ظل تنامي الدعم الشعبي لسعيّد، والمواقف الدولية المرحبة والمتفهمة لإجراءاته.

وتسربت تصريحات الغنوشي، التي انقلب فيها على نفسه، مع أشغال مجلس شورى الحركة، الذي يشهد خلافات متصاعدة، أصبحت تهدد الحركة في وجودها، بعد ظهور أجنحة معارضة للغنوشي ولدائرته المقربة، واتهامه شخصياً بالمسؤولية عن تدهور الوضع، وانهيار شعبية الحركة، والمطالبة بإقالته، أو استقالته.

وقالت مصادر محلية في تونس، إن الغنوشي والمقربين منه، يحاولون تجاوز أزمة مجلس الشورى بتحميل رئيسه عبد الكريم الهاروني، الذي هدد حكومة المشيشي المقالة باحتجاجات واسعة والتسبب في شلل كامل للبلاد، إذا رفضت صرفت تعويضات مالية هائلة لأعضاء الحركة، وجبر الضرر الذي تعرضوا له بسبب أفكارهم السياسية قبل الثورة.

وتسببت تهديدات الهاروني في يوليو (تموز) في موجة من الغضب الهائل على الحركة وقادتها، بالتزامن مع الكارثة الصحية التي كانت تعيشها تونس، في ظل انهيار النظام الصحي، وارتفاع عدد المصابين بكورونا، وبلوغ الوفيات مستويات قياسية، ليكون يوم 25 يوليو (تموز) ثورة جديدة على النهضة وحلفائها، توجها في مساء اليوم نفسه الرئيس قيس سعيّد بإقالة رئيس الحكومة هشام المشيشي المتحالف مع النهضة، وتجميد البرلمان ورفع الحصانة أعضائه، ما يجعل تراجع الغنوشي وانكساره، أقرب إلى المحاولة الأخيرة لوقف الانهيار المنتظر.