الإثنين 9 أغسطس 2021 / 19:58

صندوق أبوظبي للتنمية.. 50 عاماً من الإنجازات وتطلع لأخرى أكبر

24- أبوظبي- محمد رمضان

يواصل صندوق أبوظبي للتنمية منذ تأسيسه في 1971، تحقيق الإنجازات النوعية بتمويل آلاف المشاريع الاستراتيجية لدعم النمو الاقتصادي في الإمارات، وفي الدول النامية حول العالم، وأصبح واحداً من أهم مؤسسات الدولة لدعم الاقتصاد الوطني وتعزيز تنافسيته.

ومع احتفاء الصندوق بمرور 50 عاماً على تأسيسه، يسلط 24 الضوء على أهم إنجازاته التي ساهمت في تحقيق رؤية الإمارات في دعم اقتصادات الدول النامية، وفتحت آفاقاً واسعة لتحقيق النمو الاقتصادي والاجتماعي المستدام لـ97 دولة حول العالم.

لعب صندوق أبوظبي للتنمية خلال عقوده الخمسة الماضية دوراً مهماً في تحفيز اقتصاد الإمارات، والبلدان النامية، وساهم في تبوء الدولة مكانة عالمية رائدة في حجم المساعدات الإنمائية، إذ جاءت الإمارات في المركز الأول بين أكبر مانحي للمساعدات الإنمائية على مستوى دول العالم على مدى 5 أعوام متتالية.

وبنحو 150 مليار درهم، مول الصندوق منذ تأسيسه آلاف المشاريع في 97 دولة حول العالم، تركزت على القطاعات الرئيسية التي تساهم بشكل مباشر على التنمية المستدامة مثل التعليم، والإسكان، والمياه والكهرباء، والزراعة، والنقل والمواصلات، والصناعة إلى جانب قطاع الطاقة المتجددة.

وكانت آخر اتفاقيات الصندوق أمس الأحد 8 أغسطس (آب) 2021، مع الحكومة الغينية لتمويل مشروع تطوير تقاطعات وطرق رئيسية في العاصمة كوناكري، بـ 95.5 مليون درهم، لتطوير البنية التحتية الخاصة بشبكة الطرق داخل مدينة كوناكري لتحقيق التنمية المستدامة.

ولدعم سياسة الدولة الهادفة إلى تعزيز انتشار الطاقة النظيفة في العالم وتسريع وتيرة التحول نحو الطاقة المتجددة، أطلق الصندوق مبادرة عالمية لدعم مشاريع الطاقة المتجددة بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا" بـ 350 مليون دولار أمريكي.

وحققت تلك المبادرة نتائج مهمة على نطاق واسع، ومكنت الدول النامية من استخدام تكنولوجيات الطاقة المتجددة، التي تخفض الغازات الدفيئة والانبعاثات الكربونية الضارة، للحد من ظاهرة التغيّر المناخي إضافة إلى مساهمة الصندوق في تمويل مبادرتين لدعم مشاريع الطاقة في دول جزر المحيط الهادي، وجزر الكاريبي بإجمالي 100 مليون دولار لتستفيد منها 27 دولة.

المغرب
ويعد مشروع القطار فائق السرعة في المغرب، أحد أهم إنجازات صندوق أبوظبي للتنمية بعد أن ساهم في بناء شبكة سكك حديدية متطورة للقطارات فائقة السرعة، بقرض بـ 514 مليون درهم.

ويحقق المشروع نقلة نوعية في مجال النقل والمواصلات بالمغرب حيث يعمل القطار على تسريع وتسهيل نقل المسافرين من وإلى مدينتي طنجة والدار البيضاء، ما سيؤثر إيجاباً على وتيرة النمو الاقتصادي، كما يتضمن إنشاء خط جديد بين طنجة والقنيطرة بطول 200 كلم مصمم من أجل سرعة قصوى تبلغ 350 كلم / ساعة.

البحرين
أما في البحرين، فبدأت جهود الصندوق التنموية لدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية هناك منذ 1974، إذ قدم تمويلات تنموية بـ 10.6 مليارات درهم لتمويل 26 مشروعاً في مختلف القطاعات.

وخصصت الإمارات في 2016، مبلغاً يعادل 3.373 مليارات درهم يديرها صندوق أبوظبي للتنمية لتمويل مشروع توسعة مطار البحرين الدولي، لزيادة طاقته الاستيعابية إلى 14 مليون مسافر سنوياً.

السودان
وفي السودان، بدأت مساهمات صندوق أبوظبي للتنمية لتعزيز النمو الاجتماعي والاقتصادي هناك منذ 1976، بتمويل 17 مشروعاً تنموياً بإجمالي 2 مليار درهم في مختلف القطاعات بما في ذلك الطاقة، والري، والصناعة وغيرها، كان أهمها مشروعا سد مروي وتعلية سد الروصيرص باجمالي 275 مليون درهم.

وتضمنت مساهمة الصندوق، توفير 735 مليون درهم لمشروع سد مروي لسد العجز المتزايد في الطاقة الكهربائية بالسودان، عن طريق استغلال مياه نهر النيل لتوليد طاقة كهرومائية بـ 1250 ميغاواط.

أما قرض مشروع تعلية سد الروصيرص والبالغ 92 مليون درهم تقريباً فيهدف إلى رفع قمة جسم السد 10 أمتار، لزيادة سعته التخزينية التصميمية من حوالي 3 إلى 4.7 ملايين متراً مكعباً ما يسمح بزيادة الرقعة الزراعية المروية إلى حوالي 4.1 ملايين هكتار إضافة الى توليد طاقة كهرومائية بـ 565 غيغاواط ساعة.

كولومبيا
ووصلت مساهمات الصندوق إلى كولومبيا من بين الـ97 دولة حول العالم، إذ بدأ صندوق أبوظبي للتنمية دعمه مسار التنمية فيها منذ 2017، بتخصيص الصندوق منحة بـ 45 مليون دولار لدعم البلد في تحقيق أولوياته التنموية.

وساهم الصندوق في بناء وتجهيز 15 مركزاً لتنمية الطفولة المبكرة، وفي تجهيز 14 مركزاً إضافياً، ويندرج بناء مراكز تنمية الطفولة المبكرة ضمن إطار سياسة "من الصفر إلى الأبد" التي تهدف لضمان حقوق الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة وتعزيز نموهم ورفاههم.

مصر
وفي مصر، قدم صندوق أبوظبي للتنمية نحو 4 مليارات درهم لدعم التنمية الاجتماعية والاقتصادية في البلاد منذ 1974، ساهمت في تحقيق التنمية المستدامة وتحسين المستوى المعيشي للسكان.

ومن أهم مشاريع الصندوق في مصر، مدينة الشيخ زايد، التي تعد واحدة من أضخم المشاريع السكنية في البلاد، وقدم صندوق أبوظبي للتنمية 735 مليون درهم لبناء المدينة، وكان لهذا المشروع تحديداً دور كبير في دعم جهود التنمية الاقتصادية في مصر، والأهم من ذلك تحسين الأوضاع المعيشية للمصريين.

ولا تقتصر تدخلات على هذه الدول، بل تشمل العدد غيرها في قصص نجاح وإنجازات استثنائية التتضاعف عاماً بعد آخر في سبيل دعم القطاعات الحيوية، وتحسين الظروف المعيشية لسكان المجتمعات المحتاجة، عبر القروض والمنح لحكومات وشركات الدولة النامية.

التعليم
وفي قطاع التعليم يقوم الصندوق بدور كبير في دعم الجهود الدولية لتحقيق التنمية المستدامة خاصة في التعليم، بتمويل المشاريع التعليمية المتنوعة بدءاً من بناء وتجهيز المدارس ودور العلم، وصولاً إلى الجامعات، والمعاهد العليا الأكاديمية والحرفية والتي شملت في العديد من الدول النامية مثل المغرب، ومصر، والأردن، وباكستان.

النقل والمواصلات
وأعطى الصندوق قطاع النقل والمواصلات أهمية خاصة حيث ساهمت جهوده في تمويل 94 مشروعاً بحوالي 14 مليار درهم، شملت عدة دول من أبرزها المغرب، والأردن، ومصر، وطاجكستان، والسنغال.

ومن أبرز تلك المشاريع التي ساهم الصندوق في تمويلها مشروع مستشفى الأطفال في مدينة الحسين الطبية في الأردن، ومشروع مستشفى الإمارات في باكستان، والمشروع الصحي المتكامل في سيشل، ومشاريع صحية متكاملة في تركمستان، كما مول الصندوق مستشفى المعروف "مستشفى الشيخ زايد" في جزر القمر، و مرز القلب في البحرين.

سكن ملائم
كما حرص الصندوق على أن يكون جزءاً من الجهود العالمية التي تساهم بفعالية في تعزيز البنية التحتية بما يضمن توفير السكن الملائم والخدمات الأساسية التي تضمن حياة كريمة للإنسان، فتحفظ كرامته وحقوقه، وساهم الصندوق في تمويل 48 مشروعاً إسكانياً بـ8 مليارات درهم.

وتنوعت طبيعة المشاريع التي نفذها الصندوق في الدول النامية حيث شهدت مساهمات الصندوق في هذا القطاع إنشاء مدن سكنية متكاملة مثل مدينة الشيخ زايد في مصر، ومدينة الشيخ زايد في فلسطين، ومشروع الإسكان في المالديف، ومشروع مدينة الشيخ خليفة في أفغانستان.

الدول المستفيدة